Saturday, 29 December 2007

need some sleep


في رأيي الشخصي الكثير من أفلام الكارتون الجديدة لم تصنع للأطفال. كونها تحمل العديد من القيم البعيدة عن إدراكهم في هذا العمر. واحد من أوضح هذه الأمثلة في رأيي هو "شريك" فقامت فكرته ليس فقط على السخرية اللاذعة من قصص الأطفال الشعبية القديمة وشخصياتها، بل على قلب النظرة التقليدية من الأمير الوسيم الذي ينقذ الأميرة من الوحش ويعيشا في سعادة للأبد. لم يعد هنا الأمير هو البطل.. بل الوحش.
في الجزء الأول ومعظم الثاني يمكنك أن تتكلم عن إن الفكرة هي أن الجمال الحقيقي في الروح، ولكن تلك الفكرة أيضا استهلكت من قبل في "الجميلة والوحش" بكل أشكالها التي عولجت بها. فتكون مفاجأة الجزء الثاني هي أن الأميرة ترفض هذا التحول وتصر على شكلها كغولة. وكان الجزء الثالث تاكيدًا على تلك الفكرة.. بأنه ليس من الواجب أن تتغير أشكالنا(كما في الجميلة والوحش) لكي نكون جيدين في عيون العالم.. لكن القضية هي كيف نرى نحن أنفسنا

أما ما أدعيه أنا من بعد هذه القيم عن مدركات الأطفال، ليس في صعوبة الأفكار بقدر ما في طريقة توصيلها، فهو هنا يوصلها عن طريق قصة حب رومانسي بكل ما فيها، وحتى يصل في الجزء الثالث لأن يتكلم عن خوف الأزواج من تحمل مسئولية الأطفال

أذكر أثناء مشاهدتي للجزء الثاني أغنية قصيرة كنت أشغل الفيلم عندها وأظل أكررها.. هذه الكلمات.. بهذا الصوت.. بهذا الحال(حالة الحصار بكل ما لن تكونه) لم تكن حالة لطفل
بل كانت تتكلم عني


I need some sleep

You can’t go on like this

I tried counting sheep

But there’s one I always miss

Everyone says I’m getting down too low

Everyone says you just gotta let it go

You just gotta let it go

You just gotta let it go

I need some sleep

Time to put the old horse down

I’m in too deep

And the wheels keep spinning round

Everyone says I’m getting down too low

Everyone says you just gotta let it go

You gotta just let it go

You gotta just let it go

You just gotta let it go

You just gotta let it go

You just gotta let it go

Tuesday, 18 December 2007

سرقة علنية أو تماس


"أنا لم أخفْ الظلام فأحَبني. وصرتُ أمشي فيه وحيدة فيحبني ويبعدني عن العالم في مساربه الخفية. حيث استأنس بنفسي وصوت أنفاسه الهادئة. وطلع القمرفقال لي: (حيث كان القمر يستطيع الكلام وقتها) هل تحبيني؟ قلت: نعم أحبك أنت أيضًا.
فغار الظلام وقال: لكنني أنا الأصل فاختاري بيننا.
فاخترتُ الظلام"

في البدء كان الظلام، ثم التقاء العيون
قمر أحمر مسلوخ يعتلي هامة السماء. يقرب منها (أنا الأخرى) كوبًا من العصير المثلج. يحاول الابتسام فيفشل فيعيد لمس الدبلة الفضية في بنصره.

"قالت لي الأزهار: أزهار النرجس تكذب. هي ستعدك بفرح حزين لا نهاية له، لكنها تكذب وستتركك وحيدة. ستخدعك زهور الخشخاش بجمال مبهر ما يلبث أن يذوى.
قولوا لي أي الزهر أختار؟ -
قلن: هذا اختيارك.
فاخترت زهور الحائط(فقط أراقب في صمت)"

قال لها(لي): آلا تتكلمين.
قالت:لقد قلت كل ما أبغي فتكلم أنت.

"في الخريف كانت الخماسين تأتي لتلعب معي. كانت رياح شقية تعسة. صفراء غاضبة. تبغي اللاشيء فتظل تدور في دوائر في دوائر"

السكر في فنجانه يدور في دوائر في دوائر وهو يضيف المزيد. يكرر الكلام يكرر الكلام، لكنه يصطدم بحاجز زجاجي رهيف. رهيف لدرجة أنك لن تره. تنمو بلورات الثلج عليه بشكلها الشجري. تسري فروعًا ثم غصون ثم غصون أدق فغصينات تتلاقى مع غصينات. تتلاقى أيدينا. تتشابك أصابعنا. غصينات أتت من غصون غصون أتت من فروع وفي المركز قبع الجليد. نقاط بيضاء كثيرة تنمو على السطح الزجاجي الرهيف حتى خشيت أن يراه.
غدًا نتقابل بعد العمل-
غدًا أذهب لزيارة أمي -

إذًا نذهب معًا-

"إذا ما ابتعدت عن العالم طوال الشتاء. وتركت جسدي لليل يحفظه لي ريثما أعود. وصعدت سلمي الفضي وحادثت النجوم. حديثنا التافه الشيق الدافيء. ثرثرة الليل الطويل الطويل. فنعسن ونعستُ إلى أن ينقضي الشتاء ويبدأ الربيع. وإذ بي فجأة أصحو في منتصفه.. يدهشني الصخب"

قال لها: هذا أغرب مكان يمكن لخطيبين أن يذهبا إليه.
قالت هي لا شيء. توغلا في المقابر في صمت، وعند النخلة الوحيدة هناك دخلا.

"قال لي الليل: غدًا أعلمك حيلة جديدة. قلت: بل الآن وإلا ذهبت للقمر. قال: حسنا، ولكنك التي اخترتي. سأعلمك كيف تموتين"

قالت هي: هنا كل شيء يساوي اللاشيء فتَعلـﱠـمْ.قال: أخاف عليك الحزن. قالت: لكن الحزن هو الحقيقة.

"رأي الصيف نفسه في فأعجبته فتوته. أضفى ناره إلى وجنتاي، إلى شفتاي، إلى جسدي، فاستعرتُ إهاب الشتاء كي أنجو"

في الشارع قالت له: الآن سأعلمك حيلة جديدة. قذفت بنفسها أمام سيارة فقذف بنفسه خلفها.
قالت: لما فعلت هذا؟
قال: لا أعلم.
قالت: أنا أعلم.
تعانق الدم المنساب من بين أصابعهما، فتشرخ الزجاج وانهار دفعة واحدة.

قال لي الليل: الليلة أرحل".
قلت: ابقى معي.
قال: لقد سال الدم منك وصرت امرأة. ما عاد بإمكاني البقاء، لكني سأترك الشتاء كي يحميك.

حتى يأتي رجل ويكسره".

قلتُ له: الآن قد طلع القمر.
قلتُ له: الآن أحِبني.

17/12/2007
5:34 ص

Saturday, 15 December 2007

أربعة سيناريوهات لمشهد واحد


لماذا تشعر بالوحدة ..
ولديك سرير بهذا الاتساع ،
وعلى مرمى بصرك ..
سماء واطئة من الجير ،
تتجول فيها بعينيك السارحتين ،
لتكتشف - ما شئت - من بورتريهات ناقصة
لغرباء مسالمين
وحروب صامتة لا تنتهي ؟.

اللعاب المر

وحدي أسير الآن على الشواطئ وقرب
المتنزهات
أحك الهواء بصدري العاري ..
لأجلو الصدأ عن أحضاني

لكم راودني كثيرا حلم طاقية الإخفاء
لا لأسطوَ على خزانة بنك
ولا لأتلصّص على ما يقوله أصدقائي عنى
عقب رحيلي
فقط : لأطمئن على صمود وجه ( عفاف )..
أمام التجاعيد



تحت الشجرة

ذهب أصدقائي إلى البحر ..
وتركوني وحيدا ..
بجوار ملابسهم وأحذيتهم.
أصدقائي مجانين
,يلعبون بعنف
،يرشقون بعضهم بجرادل الماء
،وقراطيس التراب
,ولكنهم في النهاية طيبو القلب.
أنا تحت الشجرة
أقرأ , وأفكر في الحياة والموت
أنا فيلسوف الشلّة..
المُقعد الذي يحب الجميع
ولا يكرهه أحد
المُقعد الذي أحب مُقعدة
تحت الشجرة بعيدة
تدور حول نفسها مهوّشة الشعر
تتطاير من لسانها رغوة بيضاء
ولا تراني
وكان شاعرا ينادي علي شاعره داخله ورحل وترك النداء والطلب

مرآة الشاعر

أيها الشاعر:
انتبه
هل ستخرج على هذه الصورة؟!
هل ستخرج من وكرك قاصدا المدينة
هكذا
الن تنتهي أولا من القصيدة التي بدأتها
لتوك؟
أنت أيها الهارب..
من تظن نفسك؟
أتظن أنك قادر على الفرار، ثم الفرار
،هكذا إلى الأبد!


أسامة الدناصوري

Sunday, 4 November 2007

عقارب في حياتي 1 - الورد جميل


كان قدري الشخصي أن تدخل العديد من العقارب في حياتي. أن أتعامل معها واستكشفها.. واكتشفت إنها على خلاف الكثير مما نتصور عنها.. وهذه بعض النماذج

(1)
الورد جميل - لذيذ
الورد

كما أن قدر الأزهار والعصافير والنسمات

أن تكون

أزهار



و
عصافير

و
نسمات

(معنديش صورة لدي
)

كان قدرها الشخصي أن تكون وردية

وردية النظارة والابتسامات

وردية الملابس والالتفتات

لم يكن باختيارها أن تولد بتلك الرقة

وردية حتى النخاع الوردي/ الشوكي سابقا

حتى تحتم عليها ذات يوم
أن تغير اسمها كي يتطابق معها

ومن هنا أتت روز التي نعرفها




آنسة روز


وإن  أشاع البعض عنها غير ذلك
ورسموها بشكل
مختلف

صورة لهدى كما تراها رضوى/ بو


ومن هنا أتت قرارتها التاريخية

قرار رئيسة الجمهورية بافتتاح كشك للياسمين
تكون مهمته إلتقاط الياسمين المتساقط منها أثناء ابتسامتها
أو النابت من أثار قدميها
أو المتساقط من شعرها خلال عملية تمشيطه/تفليته

قرار ثان بافتتاح جنة المجاذيب
وذلك لمعالجة الذين صرعوا من إحدى لفتاتها الجانبية
أو من آثار عطورها الفواحة/ أسنس شادية
وإن تواردت الأنباء باشتراك أحد الـ...لا مؤخذة
وتحويله للنشاط النقدي


وقبل أن تلقي بقرارها الثالث
تعامدت الشمس على برج الجوزاء فأنتجت حوتا لا بأس به على الإطلاق وإن شابه بعض القصور في الغدة القوسية مما استدعى تدخلا جراحيا عاجلا وتوالت النداءات
نحتاج إلى عقرب.. نحتاج إلى عقرب
وهكذا تغلبت مشاعرها النبيلة على أنانيتها الفردية وهكذا عرف الجمع المحتشد أنها من برج العقرب
لكنها لم تهتم بعد أن أتمت مهمتها على خير وجه

وهكذا رحلت على متن سفينتها الفضائية لتبتعد عن الكوكب الأرضي
لتترك الحسرة في قلوب خمسة عشرة نفسا على الأقل هم الديانة المعروفين حتى الآن

ولكن لم تكن تلك هي نهاية القصة
فقد أصلحت جهاز الكمبيوتر وعادت للحياة للأسف
كي تشارك العالم فرحته باحتفاله بعيد ميلادها الـ... مش فاكر كام

ولكن أؤكد لكم
إن رأيتموها لن تعطوها أكثر من

12
قول
13 سنة

ولكن صدقوني.. إن تعاملتم معها
فلن تعطوها أكثر من

3
قول
4سنين

ولكن فلتثقوا في كلامي.. إن طالت فترة التعامل

فربما عادت في بطن الست الحاجة
في سابقة تاريخية لم تحدث من قبل

ولكن لا تستغربوا فأنتم لا تتعاملوا شخصية عادية
أنتم تتعاملوا مع كائن فضائي بحق

كل سنة وانتي طيبة يا هدى
معلش جت متأخرة
شوية













Saturday, 27 October 2007

اكتئب يا عزيزي احسن لك

اضرار الضحك والابتسام

لم تثبت تجارب لم تجري في المدي البعيد . ان الضحك او حتي الابتسام لها عظيم الضرر علي صحة الانسان سواء كانت البدنية او النفسية او حتي وهذا الاهم الاجتماعية . ودوما كنا نسمع ان الضحك يحرك عضلتين فقط بعكس التقطيب والتكشيرة التي تحرك 13عضلة . فتخيل عزيزي مدي التنبلة والكسل لدي الحمقي المبتسمون فهم يحركون عضلتين فقط يا مؤمن . بعكس التكشيرة التي تبعث فيك النشاط والحيوية فقد حركت 13 عضلة يا راجل . فما الداعي للكسل ؟!.
ولم تمحي من الاذهان حادثة الماليزي( مهاتيري محمود) الذي ابتسم ونسي نفسه فأكلت عوامل التعرية والرطوبة اسنانه الامامية . وما زلنا في جنوب شرق اسيا مع المواطن الصيني (بس ــ طاوــ يسي ) ولا بد ان يكون الاسم الصيني مجزء علي ثلاث . فقد كان يتمتع هذا الصيني بغمازتين جميلتين وفي اثناء نوبة ابتسام ولحظه العاثر انغرزت ابرة نحلة داخل حفرة الغمازة مما اجبره علي اجراء عملية لأستأصال الغمازتين . ومن جنوب شرق اسيا نطير الي نادي الجولف الملكي في عاصمة الضباب لندن واثناء متابعته لمبارة (تايجر وود) كان المواطن الانجليزي (كراي ساد) (واخداه) الجلالة في نوبة ضحك و قهقه فأنحشرت داخل حلقه كرة جولف مما أضطره لاجراء عملية اللوز علي كبر .( فشالوا اللوز وسابوا الكورة)
وبالطبع لن ننسي سرد القصة الشهيرة للنجمة (رقية ابراهيم) بعد ما اكد الدكتور(محمد عبد الوهاب) (انه مش شايف غير صفين لولي) وأثناء حضورها لاحدى الحفلات مما حتم عليها توزيع ابتسامات المجاملة . أكتشفت في نهاية الحفلة اختفاء اسنانها و أنها اصبحت هتماء كسلحفاة . وقد قام البوليس في حينها بمجهود كبير واستطاع القبض علي اللص الغسيل الشهير (ابراهيم الفسل) ولكن بعد ان باع كل الاسنان ما عدا النابين . وقد أكد اللص انه سيتجه لسماع (عبد المطلب) عوضا عن (عبد الوهاب).(اللي واده في داهية)
وقبل أن نبتعد عن عالم الفن نذكر القضية التي رفعتها جمعية (الحفاظ علي الوقار) علي الفنان (فريد الاطرش) بسبب أغنيته (يا أبو ضحكة جنان) خاصة قوله(أضحكها كمان وكمان وكمان) مما أعتبرته الجمعية (تلسين) عليها وتحدي سافر لمبادئها فهو لم يكتفي بضحكة واحدة بل يطلب ضحكة أخري وأخري .مما قد يؤدي لتلف عضلات فك حبيبه. وتلقت الجمعية ضربة قاصمة مع أنتشار أغنية الفنانة (حنان) (أضحك بقي و أفرجها ياعم)ومع فشل الجمعية في مجابهتها ترحمت الجمعيةعلي الزمن الجميل وأعلنت حلها وتسريح أعضائها بعيدان فل.
ويؤكد الدكتور (لوسفير) رئيس معهد الابحاث العلمية God only knows
ان التجهم والتكشير أثناء ابداء الرأي له عظيم الاثر في أعطاء الخطورة والاهمية لرايك . بعكس ان تقوله وانت مبتسم ومرح فهذا يؤكد ان رايك لا اهمية له والا كنت كشرت وانت تقوله .
فحين تنصح مدام (كلوديا موريس) مسئولة الاتيكيت في قصر الاليزيه انه من الانسب ان تكون متجهم وكئيب لان هذا يعطيك مظهرا وقورا بعكس ان تكون فاتح فمك كالحذاء المقطوع او كسيارة يعيدون شحن بطاريتها .
وقد تمني الكثيرون ان يكون الحديث الشريف المذكور فيه( ان ابتسامتك في وجه أخيك صدقة) ضعيفا ولكن للاسف . فحين يؤكد احد شيوخ الفتة وهو ايضا رئيس تحرير مجلة (هي ورزقها) ان من الجائز اذا رأيت احد المبتسمين فلا تتعجب فانها ارادة الله ويمكنك تقبيله ووضعه بجوار الحائط .
وينصح السيد (عماد المولي) الصحفي بجريدة (يا وارث مين يورثك) اللبنانية بأنه اذا أزمت معاك ولازم تضحك فالافضل لك ان تغلق فمك جيدا مع دفع الهواء عبر انفك مع اظهار الناب( وبالكتير قوي سنة كمان) فيما يسميه العامة والغوغاء والحثالة بالضحكة الصفراء . ويمكنك ايضا ان تلجاء بما يعرف بالضحكة الزرقاء او الضحكة السياسية وهنا الضحك ليس من طرافة الكلام ولكن لاستثارة من يخصه طرافة الحديث اذا كان موجود في نفس الجلسة . مع تأمين نفسك ضد اي حذاء موجه صوبك .
ويبدو ان العرب كانوا خارجين من (قعدة مزاج) مثل التي نراها في الافلام الدينية عندما قالوا (ان شر البلية ما يضحك) وهذا من الاخطاء الشائعة جدا لدرجة يصعب معها اصلاحها . فيجب عندما تأتيك الاحزان فلا تفوت الفرصة (و أدي الحزن والنكد حقه) واياك أن تضحك فقد أكدت الابحاث ان (الضحك من غير سبب قلة أدب ونقصان رباية) .
ومن أكثر الاشخاص سببا في ضيقي هو الكاتب (يوسف السباعي)لأن له مجموعة كثيرة من الصور وهو يضحك او عي الاقل يبتسم مما يعطي فكرة خاطئة للأجيال الجديدة في ان الحياة زمان كانت سهلة .
وكان يجب علي الكتاب و الشعراء بدلا من التغزل في ابتسامة وضحكة الحبيبة ان يتغزلوا في كأبتها ونكدها .فمثلا عندما يقابل الحبيب محبوبته وهي مكشرة يسارع ويقول: الله يا حبيتي علي تكشيرتك وتجاعيد (قورتك) وانت (ضربها بوز) وقرفانة . هي دي الجدية في بناء بيت محترم .عارفة يا حبيبتي لو كنت حضرتي مبتسمة كنت شككت في أنك تلعبين بي .
وأيضا توصلت قريحة الفيلسوف الشعبي عن خطورة الضحك الكثير الذي يعتبر علامة ألهية عن قرب وقوع كوارث . عندما قال بعد أي نوبة ضحك(خير اللهم أجعله خير) . وكأن الضحك هو الهدوء الذي تليه العاصفة .
وإذا لم يقنعك كل هذا فتذكر تلك الحكمة علي ورقة النتيجة بتاريخ 26/8/1993
والتي كانت تقول (من كثر ضحكه قلت هيبته). وقبل الختام يعتذر الكاتب أذا تسبب لا سمح الله لاسمح الله في أن تضحك أو تبتسم لا قدر الله.
وفي النهاية عزيزي القاريء اتمنى لك دوما التجهم والكأبة وان ينزع الله اي بسمة تتسلل الي قلبك وتحاول ان تلتصق (برخامة) علي وجهك .وأن يجعل حياتك كلها غم في غم وتذكر دوما أن(شر البليلة ما يؤكل) .
بقلم / كريم محمد السيد فراج

Saturday, 20 October 2007

هو كله حقيقة.. حقيقة ما فيش خيال؟

مستشفي الألسن للولادة

( فانتازيا ساخرة لواقعة حقيقية)
أهداء :...لأ.. نصيحة:الي الفتيات اللاتي يدرسن في الألسن لا تذهبن الي لجنة الأمتحان وأنتن حوامل أبتداء من الشهر الثالث وحتي شهر أغسطس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(صباح الخير يا أستاذ مٍسعد)
يرد عليها وهو يبتسم (صباح الخير يا مدام نجية ..عاملة أيه ؟ )
أجابته الحمد لله...ثم شرعا يسيرا صوب مبني كلية الألسن ذو الواجهة (البيج) المرعبة ...لن أتعجب إذا كانوا يمارسون فيه تجارة الرقيق ..لم تكن تعلم (نجية) لماذا تشعر بقعشريرة كلما أقتربت من هذا المبني ..قال (مسعد) وكأنما علم ما في عقلها : عارفة يا مدام نجية ..الشارع الصغير الفاصل بين كلية التجارة والألسن بيفكرني بأيه ؟
أجابته (نجية) :بأيه يا تري ؟ بالكوبري الفاصل بين الزمالك..والأهلـ.. أ..وبولاق؟
= بالظبط ..فكلية تجارة عاملة زي ما تكون مساكن شعبية وقلبوها كلية...فحين الألسن ..يا سلام تحس أنها كلية بتاعة ولاد الـ.. الناس..وبعدين أحسن حاجة في المراقبة هنا أنه مفيش لخبطة .
كانا قد وصلا الي المبني فشرعا يصعدا السلالم وهي تسأله :لخبطة أزاي يعني موش فاهمة؟
= مرة أيام ما كنت براقب في تجارة أدوني ظرف مكتوب عليه لجنة 4 قسم 12 بجوار شريط السكة الحديد..خدت الظرف وطلعت علي محطة مصر ماليقتش لا لجنة ولا طلبة ...وبعدين لم رجعت الكلية عرفت أنهم كان قصدهم اللجنة اللي في الملعب .
ضحكت (نجية) وقالت : لا..لا ..أطمن هنا مفيش لا لخبطة ولا مشاكل.
لم تكن تعرف ان المشاكل تأتي عندما تطمئن لعدم وجود واحدة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدخل (يسرا) لجنتها وبطنها منتفخة أمامها كعلامة أستفهام ..بسبب حملها..تجلس وتتسلم ورقة الأسئلة لمادة (تاريخ الأدب) من مراقب اللجنة (مٍسعد).. وتكتب بيانتها وتبداء في الحل و لكنها لا تعرف أجابة السؤال الأول ...ويمر الوقت وهي لا تزال تتأمل في جمال السؤال الأول ويمر بجوارها (مٍسعد) فيجد ورقتها بيضاء فيقول:أيه ده الورقة بيضا ..عشان ما حدش يغش منك ؟!
= (وهي تتأوه) لآ..أصلي تعبانة أوي و موش فاكرة أجابة السؤال الأول برغم أني مذاكرة كويييييييييييييييييييييييييس.
ــ أنا أقول لك علي حل كنت بأعمله لم أتعسر في الولادة..آ..الأجابة كنت بقعد أعصر في نفسي واتك عليها ..أعصر وأتك ..أعصر وأتك .
= هاه ؟ وبعدين .
ــ كنت بروح الحمام...قصدي كانت أجابة السؤال بتيجي.
= من مخك ؟
ـــ لآ ... من اللي حوليا .
تأخذ بنصيحته وتعصر في نفسها ..وتتك عيلها..تعصر وتتك ..تعصر وتتك...لحد ما جالها الطلـق... فنهضت تصرخ : ألحقوني هأولد .
يقول لها (مسعد): مفيش ولادة قبل نص الوقت.
تطلق صرخة عاتية فيتوتر الجميع ويندفع (مسعد) ليحضر (نجية) من اللجنة المجاورة ..فتسارع الي أخلاء ركن اللجنة و ترقد (يسرا) فيه و تحيطها بالكراسي وتغطيها بسترات بعض الطلبة وتهتف بـ(مسعد): أطلب الأسعاف بسرعة (وتلتفت الي يارا) وأنتي هاتي ماية سخنة بسرعة .
و(يارا) هذه من نوعية البنات (الفافي) ترتدي (بادي) متلاحم في بسالة مع جسدها وترتدي (بنطلون) أقل ما يوصف أنه (مرشوش عليها) بين تطل علينا أصابع قدميها في جورب كالقفاز متعدد الألوان (كل صباع لون) لتكتمل شخصية (البلياتشو).
تتألم (يسرا) وتقول:يا لهويييييييي ..يا خرابيييييييييييييييييييييي.
فتقول (نجية) وهي تجلس في مواجهتها تحسبا لأستقبال الجنين: انتي نسيت حاجة بعد يا لهويييييييي ويا خرابيييييييييييييييييييي. ناقص يا عرابييييييييييييييييييييي.
تنظر لها في غل وتقول : أنتي بتهزرييييييييييييييييييييييييييييي.
تبتسم (نجية) وتقول : لآ ..أبداً ..علي العموم أجيب لك بيضة مسلوقة عشان تحمي الطلق .
=لأ..أكتر من كده هأشييييييييييييييييييط..وهأولعععععععععععععععععععععععععع.
( أنا جيت بالحاجة السخنة) تقولها (يارا) وفي يدها كوب بلاستيكي صغير..فتتناوله منها (نجية) وتقول : أيه ده ؟؟! هو أحنا هنسلق بيضة ..(ثم تشم رائحته) وبعدين دي موش مية .
ــ ده نسكافيه ..أنا قلت أحسن من المية السخنة .
تجز (نجية) علي أسنانها وتقول :لا يا حبيبتي روحي هاتي حلة مية سخنة .
تذهب (يارا) للتنفيذ ..وتمسك (يسرا) وهي تتوجع بذراع (نجية) : مية سخنة لييييييييييه؟ هو هانعمل علي ال(بيبي) شوربــــــــــــــــــــــة.
ـــ معرفش بس تقريبا..علشان نغسله بعد ما ينزل ...لو نزل .
= تقريبا ؟! ليه هو أنتي موش متجوووووووووووووووووووزة ..
ــ أيوه بس لسه ما خلفتش .
تسألها أحدي الطالبات المحيطات بهما: وليه يا مدام (نجية)؟؟ العيب فيه.
ـــ العيب في المجتمع والناس.
كلهن في صوت (يا نهار أسود ..المجتمع والناس ..منه لله سمير الأسكندراني).
ــ لأ أنا قصدي المشكلة في الزيادة السكانية التي تلتهم كل خطوة نخطوها في النمو الأقتصادي...لذا قررنا أننا نتمتع شوية بحياتنا وبعد سنين طويلة نفكر في الأنجاب واللي أصلاً ساعتها هيكون فات أوانه طبيعي.وحتي لو حصل فيكفينا طفلين نخطـ..
تقاطعهم (يسرا) وهي تصرخ: انتم هتعملوا لي فيها أسال أستشير ركزوا معايااااااا .
تقول لها (يارا) التي أحضرت(ترمس) مية سخنة :ركزي أنتي وأفتكري نمرة جوزك ..نتصل بيه يجي يركز معاكي .
ـــ هو أنا متجوزة ؟؟(ثم بألم) أه متجوزة صحييييييح ..بس مووووش فاكرة نمرته .
(نجية) :ركزي شوية ..أعصري دماغك .
ــ أهههههههههههه أفتكرت .
= هاه النمرة كام ؟
ــ لآ ..أفتكرت أجابة السؤال الأول .
(يارا): سؤال أيه بس دلوقتي ..(ثم تلمح شيء أسفل (يسرا))أيه ده ؟؟
ثم تمد يده فتهتف (يسرا): أيه راس الجنين بانت.
ـــ لآ ..ده 1100.
= أيه دي الواد نازل بشاحن ؟؟!!
ـــ لأ ..دا الموبيل اللي كان ضايع من (يمني).
كانت شبه جالسة بجوراها فنشبت (يسرا) أسنانها في(...).فصرخت وجرت بعيداً.
ثم تطلق (يسرا) صرخة ألم أخري ..يسمعون بعدها ضجة من ناحية الباب حيث كان هناك الكثير من الشباب يريد الدخول و(مٍسعد) يحاول منعهم ويقول : يا جماعة موش كده ..تبقوا أتفرجوا علي الأعادة في الكاميرا في الملعب.
تعاود (نجية) النظر الي (يسرا) ثم تهتف :أهو الراس ظهرت أتجدعني بقي.
= أييييييييييه ..؟! هاتسحبيه من الراس؟!
ــ أمال هأدشها ..زي البصلة.
ثم تبداء (نجية) في سحبه واللهاث والعرق يغمرها هي و(يسرا) قبل أن يخرج الي النور...وتبداء في ضربه أسفل الظهر ليبكي فيتأكدوا من أنه علي قيد الحياة..فلا يستجيب ..فلا تجد (نجية) حل أخر سوي عضه فيبداء في البكاء..ثم تقوم بلفه في كراريس الأجابات و تناوله لـ(يسرا) وهي تقول :مبروك جالك ولد.
ــ عرفتي أزاي ؟! انه ولد...
= (وهي تنظر الي الأهتمام في أعين الفتيات من حولها) سهل قوي ..عنده ودنين .
ــ ودنين ؟! ليه هو فنجان ؟!
= ما هو حاجات زي دي لا تشرح هنا..علي العموم هتسميه أيه ؟
ـــ جزء من أسمه هيكون علي أسم مؤسس الكلية(رفاعي الطهطاوي) هأسميه (رفاعي الطهطاوي حسين ).
= نعم؟؟!! طب ولما تحبي تدلعيه .
ـــ هأقوله يا (حاج عبد اللطيف ميمي).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ورسب جميع طلاب هذه اللجنة في (تاريخ الأدب) فيما فسر في وقتها علي أنه مؤامرة من الولايات المتحدة لتحديد النسل ومنع التكاثر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم /كريم محمد
القاهرة 31/5/2005

Saturday, 13 October 2007

كل عام وأنتم بخير




مـــصــر طالبة الطلاق


< عن وقائع حقيقية نتعمد نسيانها>
يقول لها في دهشة: أنتي نسيتي اللي حصل يوم 20فبراير 2002 ؟! ..غريبة بالرغم من انك عيطتي كتير ساعتها .
*****

10 يناير أحد المستشفيات الحكومية
تدخل الصحفية (نهال) غرفة (سليمان عاشور سلميان) في المستشفى .تجلس بجواره حتى تنتهي الممرضة من تغيير الأربطة المحيطة بمكان بتر ساقه .ثم تقول له : أزايك يا عم سلميان ؟ انا نهال شفيع . الصحفية اللي قالوا لك أنها عايزة تعمل حوار معاك .
يجاوبها (سليمان عاشور سليمان ) وهو يحاول الجلوس في سريره: حوار عن اللي حصل ؟
تقترب بمقعدها منه وتقول: ايوة يا عم سليمان .اللي حصل ليلة 4 يناير 2002.
يشرد بعينه وهو يقول: كان ليلة برد زي التلج..كانت.. تعرفي يا بنتي؟ انا مرتبي من سنين طويلة مية جنيه .
******
يقول المثل الصعيدي " اللي مايشبعش من لحمة العيد ..يفضل طول السنة جعان"
*****
الثلاثاء19 فبراير محطة مصر ليلاً الساعة 11:30
مع بدء تحرك القطار رقم (832) المتجه من القاهرة إلى أسوان .تدافع الجميع ليلحقوا ما تبقى من مليمترات فيه.المسافات البينية من كتل اللحم المتلاصقة تستخدم بكل الطرق . استعوض الناس ورق الكارتون والبطاطين بالنوافذ المحطمة لإتقاء الزمهرير الذي يصبه عليهم ليل يناير . والأبواب الفاصلة تحتاج إلى مقدرة غير عادية لفتحها . وفي حالة فتحها يفضل إغلاقها ثانية للهرب من (البلطجية) الذي يسيطرون على هذه المساحات الفاصلة . .الرحلة تستغرق 16 ساعة . القطار يتكون 14 عربة للركاب ,منها تسع عربات للدرجة الثالثة وخمس لركاب الدرجة الثانية ,بالإضافة إلى عربتين للعفش والقاطرة والجرار.كل عربة بها مقاعد تكفي 96 شخصا .وبسبب أنه اليوم السابق لعشية عيد الأضحى. فقد اتسعت المقاعد الثنائية لتكفي لثلاثة أو أربع أفراد.... اي إنه بحسبة بسيطة ..كان بالقطار عدد كبير من
الجوعى .
*********
تسجل ( نهال) في دفترها: سليمان عاشور سليمان .دائما ما كان يردد اسمه الثلاثي هذا.... لأنه لا يملك سواه .
******
" بس قبل ما أحكي لك...عايز اقولك اني دي مش اول حادثة تحصل في السيرك". يقولها ( سليمان عاشور سليمان) . وهو يقرب جهاز التسجيل من فمه.
فتسأله (نهال) :انا تقريبا سمعت عن حوادث كتير .
ـــ انا اكتر حادثة فاكرها كانت يوم 12 أكتوبر72 .فاكر اليوم بالظبط كأنه محفور في دماغي. المهم. الأسد سلطان هجم ساعته على محمد الحلو الله يرحمه. واللي خلاني فاكر برضه .أني كان في كاتب موجود وكتب عن اللي حصل.اسمه تقريبا (نجيب أدريس) أو ( يوسف الحكيم) حاجة زي كدة.
تضحك (نهال) وتقول: يعني أفتكرت اليوم والسنة ونسيت اسم الكاتب. كان اسمه (يوسف أدريس ) وكتب مقال اسمه (أنا سلطان قانون الوجود) .
ــ ممكن .
= انا اسمع أني عندكم في السيرك حوالي 25 اسد ونمر .فلما مش بتكفوهم لحم جاموس وبقر بتدبحوا حمير.
ــ أيوة فعلا .
= وأعرف ..تقريبا يعني..اني لحم الحمير به نسبة سكر .فلحمه بيكون أقرب للي لحم البني آدم. ومن كتر ما الأسد أو النمر يكله بيشتهي لحم الأنسان.
ــ يمكن هو ده السبب اللي خلى النمر (محسن ) يمد أيده من بين القضبان ويهبش رجلي. ويضطرو يبتروها زي ما انتي شايفة .
*******
20 فبراير الساعة الواحدة والربع ومن العربة رقم 11 . بدات النار الجائعة في إلتهام عربات القطار .شاكرة هيكله الحديدي الذي سجن من بين ضلوعه كل هذا اللحم .لا تفرق ما بين كبير وصغير .. ولا تلتفت إلى هؤلاء الذين يقفزون من العربات.. ليتهشموا على الطريق .أو يغرقوا في (ترعة الإبراهيمية ) .. بالرغم من كثرة العدد ولكنها لا تستغل حرية الإختيار . وتحاول أن تضيف التفحم كصفة مشتركة غير الجوع بين راكبي القطار.
وبعد 18 كم وعند منحنى ابو عمار رأى مساعد السائق الحريق.وبدأت رحلة إطفاء النيران .وكبى الجميع عندما شاهد منظر الأب والأبن المتفحمين .والأب يحاول تمرير طفله من بين القضبان .الصورة الذي كانت ستهز العالم بعد ذلك.لو سمح بنشرها .
من معلومات الحادث: التعرف على 195 جثة. وتثبيت رقم الضحايا عند الرقم (375) بقرار جازم وصارم .
ولكن المعلومة المؤكدة : أن الجوعى لن يشبعوا هذا العام ايضا
.

**********
تنتظر (نهال) حتى ينصرف آخر من حضروا للإطمنان على عم (سليمان عاشور سليمان) .قبل ان تبتسم وتقول: طيبين أوي المصريين دول.بعد أذنك بقى عشان ألحق أودي المقال .
يستوقفها ويقول: بصي يا بنتي أنا هاقولك على الحقيقة .مش عارف استريحت لك ليه؟ ..بس دي بيني وبينك .
تعاود الجلوس وتسأل : إتفقنا .
ينظر إلى السقف في حزن وهو يقول: اللي حصل ليلتها. أني كنت جعان أوي .أكتر من اي ليلة عديت عليا. أنتي عارفة أني البرد بيجوع.وجوع السنين بيذل...المهم..بعد ما وزعت لحمة الحمير على السود والنمور. قلت لنفسي أني مفيش مشكلة لو خدت حتة لحمة صغيرة كلتها.
تقاطعه في دهشة: لحمة حمير؟!! تاكل لحمة حمير ؟؟؟1!!!!
تعبر دمعة حواجز عيناه وهو يقول: انا يا بنتي لو جربت طعم الشبع مرة.كنت قرفت أني أكل لحمة حمير.
تمط شفتيها في اسى وتقول: أنا اسفة..كمل.
يهز كتفيه ويكمل: ولا حاجة ..حاولت اخد حتة لحمة ..قام محسن هجم عليا وعورني زي ما أنتي عرفتي... بس أنا اضطريت أقول انه هو اللي هبش رجلي من بين القضبان.. عشان ما يطردونيش من السيرك..اللي انا اصلا مش عارف إذا كان هيرضوا يشغلوني وأنا في حالتي دي ولا لأ.
تتجه للباب لتنصرف .وثم تستدير وتسأله: تشتغل تاني في السيرك؟ أنت مش خايف؟ طب هتتعامل ازاي مع النمر محسن مثلا؟انت مكرهتش الحيوانات؟
يبتسم في أسى ويقول: يا بنتي ..ماهو برضه كان جعان.

كريم فراج
31/1/2007






Friday, 5 October 2007

أحلامنا مش بعيد


06 يوليو, 2007

احلم..بالعقللللل
تعرفي كان بقالي كتير قوي مش بحلم-
ياه..معقول..وحلمت ايه بقي-
حلمت أفوز بالجايزة الأولي ف المسابقة-
بس-
وحلمت كمان كريم يفوز-
ها-
وباسم كمان-
طب وانا كمان والنبي-
كدة تبقي واسعة قوي-
الكلام دة دار بيني وبين
وليد امبارح، واكتشفنا اننا بنستخسر نحلم كتير، واننا لما بنحلم، بنمنطق حلمنا، ونطبق عليه قواعد الواقع الصارمة مع انهم بيقولوا "الحلم معليهوش جمرك"ومع ان حلمنا ممكن يوسع لحد ما يلم العالم كله..يبقي ليه نحلم ع القد
أنا فاكرة جملة عجبتني قوي -يمكن كانت الحاجة الحلوة الوحيدة-ف مسلسل محمود المصري، كان بيقول : انت عند آخر حلمك..لو بتحلم تكون موظف حتكون، وتقضي عمرك كله ورا مكتب حكومة..لو بتحلم بفلوس حتجيب، لو بتحلم تبقي تاجر حتبقي..أنا بقي،حلمي العالم كله..حلمي ألمس النجوم"..فليه احنا بنضيقها علي نفسنا..دة احنا حتي لما بنيجي ندعي، مش بنطلب الفردوس الأعلي، بنقول"يارب بس ان شاللا آقل حتة ف الجنة"..وأحيانا بنقول المهم مندخلش النار، مع انه دعاء..مع انه حلم
ف الحلم مفيش قواعد..ومفيش حدود..معقول تكون بدأنا نفكر حتي واحنا بنحلم!!..أنا بحلم بالدنيا بحالها
بحلم ليا ولاصحابي ولاخواتي وللبلد..بحلم حلم طويييييل وكبيييييير ووااااااااسع
يساع الدنيا والآخرة
وبحلم أفضل أحلم
وبحلم ييجي يوم أحقق أحلامي كووووولـ..احم..كلها دي واسعة قوي..يعني نقول..نصها!!..تلتها طيب



منقول عن مدونة بحلم .. بغني

هناء يعني

بالرغم من إنها كانت بتتكلم عن موضوع تاني

بس برضك



ألف مبارك يا عريس


وليد كسب يا رجالة


وعقبال بقية الديابة

الصورة اللي فوق للفريق سعد الشاذلي

مش بس عشان ذكرى حرب أكتوبر

لكن عشان نفتكر إن الأحلام ممكنة... للي يستحقها

Tuesday, 2 October 2007

فول بالزيت الحار


فقط أحتاجها الآن


إلي هذا البيت: الذي عاصرت فيه تجربة موت...بشر ...وشجر ...ومكان

كريم


ـــ المكان فايد ...بيت بجوار شريط السكة الحديد...عند اللوحة المكتوب عليها (34) ,البيت تحيط به حديقة صغيرة بها أشجار ليمون ومانجو (بالطبع نحن في الإسماعلية) ,البيت مكون من طابق واحد ,يعلوه سطح يستخدم استخدامًا صعيديًا صرف ..(عشة , فرن طيني) .
الزمان :وقت السحور .
يدخل (أنا) الي الحديقة وفي يده طبق الفول ,يعبر الحديقة,ويملاء رئتيه من نسيم الفجر المسالم , ويرسم في عينيه الأشجار المزدهرة ,والمانجو الذي ينتوي الأنتحار بالسقوط من علي شجره .
يدخل (أنا) إلي البيت ,الجميع مازال نائم .سيعد الطعام ,ثم يوقظهم ,وبالفعل دخل ووضع طبق الفول ..ثم صب عليه الكثير من الزيت الحار ...ثم عصر ليمونة كاملة لأن ابنه الأكبر يحب الليمون الكثير ...ولم ينسي بعد أن وضع الملح والشطة...أن يضع الكمون لأن أبنته دائما تقول : "الفول يحب الكمون" ....ثم وضع حزمة الجرجير تحت الصنبور قليلا ,ثم ضربه علي ظهر يده فتناثرت المياه . وكاد أن يخرج ولكنه تذكر أنه لم يضع الطحينة ففعل .
يدخل (أنا) غرفة الطعام ..ويرفع صوت الراديو قليلاً ...لينساب صوت عبد الباسط ...لتعبق سورة (مريم) الغرفة ..أفضل من عود بخور مغروس في القلب ." قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً "
يخرج الطبلية من تحت السرير ...وينادي زوجته....
يضع الفول علي الطبلية .... وينادي ابنه ....
يضع طبق الجرجير ... وايضا طبق الكنافة البلدي ... وينادي أبنته ......
لا أحد يرد .....
يدخل (أنا) كل الغرف ...وينادي ....لا .يجاوبه أحد....تنهيداته الحارة التي لا تستطيع الجدران أحتوائها ...فترتد أليه ....بالحقيقة التي يتناسها ....وينساها ..... أنها ..هو فقط...أنه أنا وليس نحن .
يخرج (أنا) من الغرف ...ليري طبق الفول لايوجد به سوي بعض حبات الفول التعسة...وعيدان جرجير خالية من الأوراق.
يخرج (أنا)..الي الحديقة ..ليراها علي حقيقتها... ..حقيقتها الصفراء...
يخرج (أنا) ليدرك انه يري شروق ...الخريف.....وحيدًا.

كريم فراج
أكتوبر 2005

Thursday, 27 September 2007

كنافة وقطايف


الموضة الحالية هي إنكار نظرية المؤامرة وتسفيه من يقول بها، واتهامه بالبارانويا وكذلك بتخلف التفكير، لأننا تجاوزنا تلك المرحلة، كأن المؤامرات كانت تحاك قديما ثم انتهت الآن.

نبدأ من رمضان وبه ننتهي.

ربما كلنا يحفظ من أيام الدراسة أن رمضان هو شهر الفتوح الإسلامية الكبرى من أول غزوة بدر وحتى عين جالوت..
ربما بعضنا يعرف متى ابتدأت العادات-المصرية- في رمضان.. بالضبط.. أيام الدولة الفاطمية.. نكمل المعلومة.. ولماذا؟ من أجل إلهاء الناس.. نكمل الاستفسار.. إلهائهم عن ماذا؟
هذا هو مربط الفرس
يمكننا العودة لكتاب صغير وقيم لـ أ/جمال بدوي اسمه "الفاطمية دولة التفاريح والتباريح" يقرر فيه من البداية أن الدولة الفاطمية لم تكن دولة دراويش و إلا لما استطاعت بسط سلطانها على كل تلك المساحة الواسعة لمدة قرنين، ولكن في تعاملها مع الشعب المصري كان عليها أن تستخدم أساليب التخدير والتقرب من الشعب شيئا فشيئا بالخروج بالاحتفالات الدينية من المسجد والبيت بمظاهرها البسيطة التي درج عليها المصريون للشارع، واختراع نوع من الحلوى لكل مناسبة (القطايف والكنافة والخشاف والعاشورة) وأشكال الاحتفال من مواكب وفوانيس. كي تخفي حقيقة بعدها المذهبي الشيعي الإسماعيلي الباطني عن مذهب المصريين السني، وبالتدريج تبدأ في نشر دعاتها ودعواها سرا حتى تصل لمرحلة الحاكم بأمر الله الذي ادعى الألوهية. وهو لم يصل لتلك الدرجة من فراغ، بل عبر جهاز إعلامي دعوي جبار استطاع انتزاع مؤيدين له من بين سواد الشعب المصري، على الرغم من إنكار المصريين الطبيعي لتلك الدعاوى المتطرفة.

ثم انقضت أيام تلك الدولة بمقدم صلاح الدين لمصر وبدأه الدولة الأيوبية.

ثم انقضت أيام صلاح الدين ومن تبعوه وبقيت الكنافة والقطايف.

ثم أتي التليفزيون وأنتم تعرفون ماذا صنع التليفزيون.. من نافلة القول أن نكرر للمرة المليون أن المسئولين عن هذا الجهاز استطاعوا أن يفعلوا ما لم يستطع الشيطان فعله في أحد عشر شهرا، فبقدرة قادر تحول شهر رمضان من شهر الصيام.. شهر القيام.. شهر القرآن لشهر فوازير رمضان.. شهر مسلسلات رمضان.. شهر برامج رمضان حيث يحتفى بالنجوم والنجمات من الممثلين والراقصات على طول الشهر الذي أهناه فهنا.

السؤال الذي أوجهه لنفسي:

وما الجديد في ذلك؟
نحن نعرف ذلك.
بل وأكثر من ذلك فإذا فكرت في الموضوع بشكل اقتصادي بعيد عن الدين، ستجد أننا نقلل العمل في ذلك الشهر لأقل حد ممكن بحيث نكاد لا ننتج، ونزيد الاستهلاك بشكل لا يصدق.. وكل ذلك بمباركة الحكومة.. طب ليه؟ معقول اللي بتفكر فيه؟!! استغفر الله العظيم
قول كلام تاني.. مش معقول.. مش مصدق

يعني قصدك إن الحكومة قصدها.... لا لا يا راجل قول كلام غير ده.. بص هي مش قصدها هي بس مش واخدة بالها.. أنت عارف الحاجات دي بتحصل

فأرد على نفسي.. لو مش قاصدة
فدي تبقى مصيبة.. أما لو قاصدة
فالمصيبة أعظم

أفترض معاك إنها مش قاصدة

طب بص معايا على شوية الحاجات دي
وأنا بتصفح في المصري اليوم لقيت مقالة في سلسة مقالات عن التعليم.. الصحفي حاسس إنه بيدن في مالطة.. التعليم يا أخونا.. يا أخونا التعليم.. المستقبل يا أخونا.. من غير تعليم كويس دلوقت، قول مع السلامة لبكرة.. يا أخونا إسرائيل بتصرف أربعين ألف دولار على الطالب الجامعي في السنة وأحنا بنصرف ثمانية آلاف جنيه بس.. مافيش مجال للمقارنة..

أكمل أنا.. يا أخونا المناهج متخلفة.. يا أخونا النظام كله غلط من الأول لأنه قايم على الحفظ.. يا أخونا النظام الأمني اللي قايمة عليه الجامعات مش هيطلع مفكرين يا إما هيطلع موظفين.. بصمجية، أو متطرفين ما يعرفوش احترام الآخر، لأن الاخر مجاش في يوم واحترمه وإداله فرصة يتكلم.. يا أخونا المعيدين ولاد الدكاترة اللي بيتعينو بأسلوب التوريث وبيتجاهلو المستحقين الحقيقين هيدمر التعليم في المستقبل. المستحق اللي بجد هيسافر بره ومش هيعتبها تاني، وابن الباشا هيفضل ابن باشا ومشتري دماغه ما هو خدها بلاش.. وفي الأصل هو مش قدها، يعني أنت بتدمر في بنية تحتية صعب قوي إنك تبنيها تاني.. تآخد أجيال وناس تسافر بره وتتعلم من الأول زي ما ابتدى التعليم العالي في مصر، بمعنى آخر الناس بتتحرك قدام وأنت بتمشي ورا.

أنت جيت على سيرة البنية التحتية.
طب خش علىبيع مصر حتة حتة.. جملة وقطاعي.. مصانع.. شغال.. بنوك.. شغال.. مؤسسات زي التأمين الصحي.. شغال.. آراضي في مواقع حيوية زي القلعة والتحرير.. كله شغال وكله بتراب الفلوس.. قرب.. قرب.. قرب
وبعدين يا معلم؟
ماتقلقش كله معمول حسابه والفلوس دي هيتعمل بيها حاجات كبيرة هتعدل الموازنة وتنعنش الاقتصاد والمستثمرين الجدد مش هيمشو العمال، بالعكس دول هيعينو ناس جديدة ويحلو أزمة البطالة وأزمة حسني عبد ربه وكله هينتعش
وبعدين يا معلم بقالنا فوق العشر سنين في السكة دي والحالة مش بتنتعش، لا الموازنة اتعدلت ولا الاقتصاد اتصلح؟
وبعدين يا معلم ده الحكومة دلوقت بتقولها وش للشباب انتو اتعلمتو غلط وكل واحد يشيل نفسه، وأنا مش مسئولة عن الغلطة دي، شوفو حد غيري ترمو بلاكو عليه، روح ياد منك له بالبكالوريوس والأسنس اللي خده يشتغل عتال ولا شيال.
لأ والأكادة واللي يغيظ إنها لسه عايزة تشتغلنا وتفهمنا إن كده في يوم من الأيام هتبقى حاجة، ما خلاص يا حاجة الفضيحة اتعرفت، واللي معاه شهادة يخبيها أحسن ويرضي بمليمين في أي شغلانة.

وبعدين يا معلم ده أحنا بعنا الأصول. الجيل اللي طالع حتى مش
هيلاقي حاجة يبيعها.


ده أحنا بعنا المستقبل وخسرنا الحاضر.

نعمل إيه يا معلم؟

أمسك بواحدة قطايف تانية مشبعة بالعسل ومحشوة بالسوداني والفزدق واللزدق. أنظر للتلفزيون بعين نصف ناعسة من تأثير الأكل.

ثم أجيب

بص هو غريب جدا موقف المفتي.. يعني زمان أيام لما كان أستاذ أصول فقه كان طلع في برنامج"الكلام الطيب" على دريم وقال إن الختان مكرمة قد تصل للسنية وده حسب مذهبه الشافعي.. ودلوقت اكتشف إنه حرام..

بس برضك أقولك الأهلي مالوش حق يعني ما يسيب حسني عبد ربه للإسماعيلي، يعني مش يبقى مخلص على اللعيبة بره وجوه

بس الأهلي يستاهل كل الدعم منا ده هيوصل اليابان للمرة التالتة وكده هيبقى الفريق الوحيد اللي عملها

شفت الكليب الجديد بتاع هيفاء.. لسه.. طب خليه لبعد رمضان.. ده الزعيم عادل إمام بيقول دي أجمل ست في الدنيا

بتقول إيه؟ هيضربو سوريا وإيران، وأحنا مالنا يا أخي ما هما اللي غلطانين مش عارفين حجمهم.. الحمد لله إحنا حكماء ومبنزعلش حد

بتقول إيه؟ أكلت يوم أكل الثور الأسود

مين الثور الأسود ده؟

بتقول إيه؟ يوم ما هيهاجمونا هنكون لوحدنا زي ما سيبنا التانيين. وعضمنا كل شوية عمال يخوخ من جوه لحد ما يقع لوحده أو بأقل ضربة.
يا عم فال الله ولا فالك. ده حتى كفاية علينا الصديق الأمريكي والشريك الإسرائيلي


بتقول إيه؟ كل النقط اللي فاتت دي مترابطة ومقصودة ومينفعش تكون عشوائية عشان قانون الصدفة نفسه بيحتم كده.

يا عمي سيبك بقى من فكر نظرية المؤامرة المتخلف ده.. ده حتى بيعايرو بيه العرب دلوقت

بص خد حتة الكنافة دي

إيه.. مش بقيت أحسن دلوقت؟






Tuesday, 25 September 2007

مع السلامة


افتح الشباك الآن. انظر.. هل ترى القمر؟
إذا كنت لا تراه من موقعك هذا أرجو أن تنزل الشارع.
الموضوع ليس بهذه الصعوبة كما تظن. فقط اترك الكمبيوتر.. التليفزيون.. أي شيء، بالتأكيد بعد أن تنهي القراءة.
تخيل أنت في الشارع تبحث عن القمر، الذي هو بدرا الليلة حيث هي ليلة الرابع عشر من رمضان.
ابدأ بالتفكير
لقد انتهى الشهر
هذه هي الحقيقة.. ماذا فعلت في النصف الأول؟

هذا سؤال أوجهه لنفسي قبلك فأجدني مقصرا. لم التزم بصلاة التراويح كما اعتزمت، ولم يكن ذلك دائما بسبب العمل.
أجدني مقصرا في قراءة القرآن والتفاسير، في الاستغفار.. الوقت يمر.. ما الحل؟
ليس هناك سوى إعادة النية بالالتزام بما بقي في الشهر، ولكن
هل صارت عزيمتنا ضعيفة إلى هذا الحد؟
وكم مرة نحتاج إلى إعادة النية كي نكمل الشهر؟
وكم يلزم من الوقت كي نضيعه في الخطأ والعودة؟

الوقت يمر ولن يعود

أقول أن المشكلة قد بدأت قديما، من قبل رمضان. حيث لم نحسن الاستعداد له في الشهور التي سبقته.
بالضبط كما يحدث معي مع التليفزيون، فعلاقتي شبه مقطوعة به خلال العام فلا أجد مشكلة في تركه خلال رمضان مهما قدم فيه من إغراءات.
الافطار عندي على صوت إذاعة القرآن الكريم شيء تقليدي، الاستماع لبرنامج "حقائق وشبهات" لـ د/محمد عمارة بعد آذان المغرب يفوق متعة أي برنامج ترفيهي.
ولكن هذا أنا العادي ما هو الجديد الذي قدمته لهذا الشهر؟
أليس من المفروض أن تكون قمة عبادتي وطاعتي في هذا الشهر؟

انظر معي للقمر الليلة
إنه بدر
وهو لم يصل لهذه المرحلة في يوم واحد. وهو لن يظل على هذه الحال للأبد
فابدأ اليوم علك تصل لكمالك قبل انتهاء الشهر

Saturday, 22 September 2007

طريقنا الخطأ


بمناسبة عودة الشاعر الذي سرقت منه عنوان المدونة




ما بيضحكش الواد الواقف

عند بتاع الفاكهه

ما بيضحكش

ما بيضحكش..

عِنيه دي فراشه

رايحة و جايّة

على شباكها

و ما بيضحكش


طلِّت هيَّ

رفعت رِمش

و سابت رمش

نصبِت فوق الضحكة… إشارة

شدِّت فوق الليلة ستارة

و نامِتْ

لَكنْ هوَّ الواد الواقف

عند بتاع الفاكهه

لسّه منامش

و ما بيضحكش

.. ما بيضحكش الواد الواقف

عند بتاع الفاكهه

حتى بتاع الفاكهه

طفَّى كلوبُّه

و طّى الراديو..عشان بيوِّش

شدّ البالطو

شد الكحة

و شد البرد

و شد سجارتُه

و نام

لكن..لسّه الواد الواقف جنبه منامش

و ما بيضحكش

ما بيضحكش الواد الواقف

عند بتاع الفاكهه

حتى القهوة

قالت كِش

ف وش.. ملوك الليل

عواجيز و سهَارَى

حتى الحارة

واربِت بابها

و ساوِت بين حُفَرَها و ترابها

مسحت كل رسوم الحَجْلة

و كل خطوط النَكش

و سندت راسها ما بين حيطتين

بين يملك..و ما يملكش

و هوَّ ..الواد الواقف

عند بتاع الفاكهه

ما بيضحكش

..

لسه الواد الواقف

واقف

ما بيمشيش

شايف..حد قصاده في البلكونه

و خايف

يطلع هاجِس ضلمه

خيال للشيش

تعِب الواد

بص يمين و شمال

و ضِحِك

لكن هيَّ .. البنت الواقفة ف نص أوضتها

ما بتضحكش

..

و ما بيضحكش





خالد  عبد القادر

حمد لله على السلامة يا خالد

طبعا اللوحة اللي فوق للفنان العبقري فان جوخ








Thursday, 20 September 2007

وآدي واحد فهم


إعدام الفئة الضالة

بقلم مجدى الجلاد

١٦/٩/٢٠٠٧
أعلم أن لله في كل أمر حكمة.. لذا فلم أستغرب صدور حكم قضائي في أول أيام رمضان بحبس ٤ رؤساء تحرير، بتهمة إهانة رموز الحزب الوطني.. فالثابت أن لهذا الحزب بركات وكرامات.. كما أن الله ينصر دائماً المؤمنين من عباده.. والحزب الوطني علي رأس هؤلاء المؤمنين.. لذلك قيض رب العرش العظيم لهذا الحزب المؤمن قاضياً مؤمناً وعادلاً، اقتص له من الفئة الضالة: عادل حمودة، وائل الإبراشي، عبدالحليم قنديل، وإبراهيم عيسي.
يستحق هؤلاء الصحفيون هذا الحكم القضائي، رغم الرأفة والرحمة التي شملتهم بها المحكمة.. إذ كان لزاماً علي القاضي أن يحمي الأرض من الفساد والإفساد، وأن يقطع دابر الذين كفروا بالحزب الوطني ورموزه.. ولكن الرجل كان رحيماً بالصحفيين إلي حد التفريط، وجائراً علي الحزب الحاكم إلي درجة العداء.. ولكنه وضع دستوراً جديداً للصحافة ونظام الحكم في خطبة سياسية بليغة، مفادها «لا أحد منكم أيها الضالون يعرف قيمة الحزب الوطني ودوره في البلد، ومكانته وتضحياته من أجلكم».
أنا يا سيادة القاضي أعرف قيمة وتضحيات الحزب الوطني الديمقراطي الموقر والمحترم.. أنا بريء مما اقترفه عادل حمودة ورفاقه من الفئة الضالة.. الشرذمة المتآمرة.. وعناصر الخيانة والعمالة، التي تهدف إلي تكدير الأمن العام والخاص، وإلحاق الضرر بالاقتصاد الوطني والمنتخب الوطني.. وتهديد السلام الاجتماعي والفلسفي.. أنا مع الشرعية والصحف القومية التي تعرف - وحدها - مصلحة البلد.. وطبعاً لا مصلحة إلا مع الحزب الوطني.. وأي «محظورة - محصورة - محفورة»، هنخرب بيتها.. وأي صحافة لا تسجد للحزب الوطني تبقي بتاعة «المحظورة».. وأي صحافة لا تعمل مع الأمن تبقي بتمويل من «المحصورة»!
بصراحة.. زودها عادل حمودة ووائل الإبراشي وإبراهيم عيسي وعبدالحليم قنديل.. كان لازم تقطع المحكمة أيديهم من خلاف.. وكمان فين «الخوازيق».. اختفت فجأة من مصر.. شخصياً أقترح أن يوضع الأربعة علي «خوازيق» في ميدان التحرير.. وأرجو من رجال الحزب الوطني مراعاة المقاسات.. إذ إن تكنولوجيا الخوازيق تحتاج إلي لياقة في الاستخدام، لاسيما إذا كانت «الخوزقة» لمجرمي الصحافة المستقلة.. وكمان فين كلاب «صلاح نصر» المدربة علي حاجات جميلة.. أعتقد أن إهانة رموز الحزب الوطني جريمة لا تغسلها ولا تمحوها إلا هذه الكلاب.. وبعدها خلي راجل من بتوع الصحافة المستقلة، يكتب كلمة واحدة ضد الوحدة المحلية في «مطوبس» مش الحزب الوطني.
إنتم فين من الحزب الوطني يا سفلة.. تعرفوا إيه عن الحزب الوطني.. هوه أنا عندي غير الحزب الوطني.. هوه أنا خلفت غير الحزب الوطني.. يا ريت العالم كله يكون حزب وطني.. «تتشل إيدك» يا عادل يا حمودة.. إزاي تهاجم «صحابة جمال مبارك».. ألا تعرف أن من يهاجم أحمد عز وعلي الدين هلال مصيره جهنم وبئس المصير.. قطع لسانك يا وائل يا إبراشي.. ألا تعلم أن جمال مبارك ضحي بحياته وشبابه من أجل مصر.. وأن أحمد عز ترك ماله وتجارته ليخدم البلد، فأصبح علي «الحديدة»، وأن علي الدين هلال ودع العلم والطلبة والبحث العلمي من أجل انتخابات القواعد والقوائم والجوانب في الحزب الوطني.
بصراحة.. سوف أغامر لأول مرة في حياتي، وأعلق علي حكم قضائي، رغم علمي بأن ذلك قد يعرضني لعقوبة قانونية.. ولكن كلمة الحق أبت أن تظل حبيسة بداخلي: إن القاضي الذي أصدر الحكم بحبس رؤساء التحرير الأربعة سنة واحدة، أفرط في استخدام الرأفة، وما كان له أن يفعل ذلك، لأن العقوبة ليست رادعة لصحافة الشر والخبث والخيانة.. لذا أدعو النظام الحاكم لإعدام الفئة الضالة في الصحف المستقلة، حتي يتمكن الحزب الوطني من مواصلة مشواره في بناء مصر الحديثة
.

Saturday, 15 September 2007

ارفع الشعار


أدينوا أيضاَ بنشر أخبار كاذبة تسيء لرموز بالحزب الحاكم
سجن 4 رؤساء تحرير صحف مصرية مستقلة بتهمة سبَ مبارك وابنه



القاهرة- السيد زايد، وكالات
قضت محكمة جنح في القاهرة الخميس 13-9-2007، بحبس رؤساء تحرير 4 صحف مستقلة لمدة سنة، بعد إدانتهم بتهمة سبّ وقذف الرئيس حسني مبارك وابنه جمال، إلى جانب نشر أخبار كاذبة تسئ إلى رموز الحزب الوطني الحاكم.وقضت محكمة جنح العجوزة بالحبس سنة لكل من رؤساء تحرير صحيفة "الدستور" ابراهيم عيسى، و"الفجر" عادل حموده و"صوت الأمة" وائل الابراشي ورئيس التحرير السابق لصحيفة "الكرامة "عبد الحليم قنديل, حسب ما أكد مصدر قضائي. وكان أحد المحامين أقام دعوى ضد الصحفيين الأربعة يتهمهم فيها بإهانة رئيس الجمهورية وقيادات الحزب الوطني الحاكم.

كما تم تغريم كلّ من المتهمين بمبلغ 20 الف جنيه، إلى جانب كفالة قدرها 10 آلاف جنيه لكل منهم, وفق المصدر نفسه
والآن فلترفعوا الشعار
مااااااااااااااااااااااااااااااء
ماااااااااااااااااااااااااااء
مااااااااااااااااااااااء
ماااااااااااااااااء
مااااااااااااء
ماااااااء.

Wednesday, 12 September 2007

Never Mind

بما إنه شهر رمضان فمن المفروض أن أعلق الفوانيس على باب المدونة، وهو ما كنت أفكر فيه بالفعل، مهما كلفتني الفوانيس الصينية الجديدة
.
ولكني بعدها فكرت في موضوع آخر تماما، من تلك الموضوعات التي نفضل تأجيلها حتى ينتهي شهر رمضان، وفي الواقع فإنه بخلاف المواضيع الدينية والغذائية (خاصة ما يحتوي منها على البروتين الحيواني) وارتفاع أسعار الياميش، وربما المسلسلات والبرامج (الرمضانية)>> (شخصيا كنت قد نويت أن أجعل موضوع القادم عن الدعوة لمقاطعة التلفزيون خلال شهر رمضان)لا نحب الحديث.

ولكن أتى هذا الموضوع في غير وقته.
إذا وأنا أفكر في حالي وحال نفر، ربما كل، أصدقائي أحسست بهذا الإحساس:
We are going no where.
كنت أفكر في وضع أحد أصدقائي. أجد أن ما فعله كان صحيحا جدا وفي وقته تماما، ومن زاوية أخرى أجده مخطئا تماما، وأنه قد ورط نفسه واستعجل كثيرا، بل وقد يؤدي هذا لتحويل مجرى مستقبله كما كان يتمناه فيخسر في كل الحالات.
فكرت بعدها في نفسي، في أنني أعمل في المكان الخطأ في الوقت الخطأ، ومن ناحية أخرى فأي مكان آخر لن يمنحني ما يمنحني إياه هذا المكان من نعمة الوقت؛ الزائد قليلا عن المعتاد، وهي ليست زيادة في حجم الوقت وإنما توزيع الوقت هو ما يصنع هذا الفراغ، والوقت عامل حيوي بالنسبة لي. ثم إن المكان يوفر الاستقرار إلى حد ما. وكذلك العمل في تخصصك، وهو ما صار شيئا نادرا هذه الأيام. ولكن في نفس الوقت:
You are not going any where
لا أنت تتطور في مجالك ولن تتطور وظيفيا في هذا المكان ، ولا تريد أن تغادره لكي لا تفقد منحة الوقت.
أي محاولة أخرى لتطوير نفسك أو البحث عن مجالات أخرى، هي محاولات بطيئة بشكل بشع.. وفي أحسن الأحوال لو نجحت في الإمساك بطرف خيط، سيكون أمامك وقت طويل حتى تحقق نجاحا ما.
وما المشكلة في ذلك. لقد قضيت أكثر من عشرين عاما من حياتك للوصول لذلك المكان، ولكن المشكلة أنك لا تمتلك الكثير من العمر كي تضيعه.
أنت تشعر باللهفة، الملل، الأمل والإصرار يتبعهم اليأس. تشعر بأنك تمتلك إمكانيات ومؤهلات شخصية ممتازة، ثم في اللحظة التالية أنت لاشيء.. صفر على الشمال.. بينك وبين القمة عدة ملايين من الأشخاص المتزاحمين.
أليس هذا ما قاله فريق"سوبر ترامب" في واحدة من أقسى أغانيهم :
"It's a hard world"
فقط أذكر البداية:
I live in vaccum, no air
Stuck in a back room, some where
أحيا في الفراغ، لا هواء.
ملتصقا بغرفة خلفية، في مكان ما.
ولن أكمل باقي الكلمات الرائعة/القاسية.
بالضبط يتكلمون عما أريد قوله.. مع الفارق هو هنا يعرف بالضبط ما الذي يريده بينما أنا/ نحن، لا نعرف. كل شيء جيد، كل شيء سيء.
إذا ما حصلت على وظيفة جيدة، فهذا شيء جيد.. جيد جدا. ولكن ذلك سوف يكون على حساب وقتك، مجهودك، حياتك الخاصة، أنت تفقد أحسن سنين عمرك في بناء ما، ربما لن تستمع به شخصيا.
إذا ما نجحت في الزواج المبكر، فهذا شيء جيد، ولكن هذا أيضا سيحملك كثير من المسئوليات في وقت مبكر لن تستطيع معها المخاطرة بمكانك الوظيفي والانتقال لمكان آخر قد يكون أفضل ولكن أقل ضمانا. وفي نفس الوقت لن تكمل دراساتك العليا، وحتى مزايا الزواج قد تنقلب لعيوب في الدقيقة التالية.
أنا لا أتكلم عن الشيء بعدما يحدث،ـ ولكن أتكلم عن لحظة الاختيار.
أي طريق تسلك.. ما هو الشيء الذي فعلا تريد، ومن أجله ستهمل باقي الأشياء، وهل هذا الشيء سيبقى بنفس الأهمية لباقي العمر، ألن يأتي يوم وتلوم نفسك على الاستعجال؟
هل أضع كلمات "برايان مي"(من فريق "كوين") في أغنية:
"The show must go on" On and onDoes anybody know what we are looking for
لا أريد ذكر الكلمات كاملة(وهي تستحق ذلك) فقط أذكر Outside the dawn is breakingBut inside in the dark I'm aching to be free
الفجر يبزغ بالخارج
لكنني في الظلام أتألم كي أتحرر.

أليست هذه الكلمات تتناص مع ما قاله"صلاح جاهين"
وأنا في الضلام.. من غير شعاع يهتكه
أقف مكاني بخوف ولا أتركه
ولما يجي النور واشوف الدروب
أحتار زيادة.. أيهم أسلكه؟

ولكن هذه الكلمات عندما تكون نعمة السكون متاحة.. ولكن في الحياة عليك أن تتحرك طوال الوقت.. في دوائر صغيرة مفرغة.
On and on
بينما العرض يستمر، ويجب أن يستمر، عليك أن تحتفظ بمكياجك الخارجي مهما تصدع قلبك في الداخلThe show must go onThe show must go on - yeahOoh inside my heart is breakingMy make-up may be flakingBut my smile still stays on قد تستخفك حالة اللايقين تلك وتستمتع بها.. كما عبر فريق " نيرفانا" بشكل أكثر من رائع في ألبوماهم الذي حمل لهم الشهرة:"Never Mind"
في الأغنية الأساسية به والتي كانت تحمل روح العصر:
" Smells Like Teen Spirit "
تبدو كروح شابة

أيضا هم يدخلون في جو العرض(الشو) مثلما فعل "كوين" من قبل
حيث يساوي العرض، في كلتا الحالتين، الحياة. حتى إنهم قد استخدموا كلا الأغنيتين في فيلم"الطاحونة الحمراء" لتعبر عن فكرة العرض كحياة كاملة.
I'm worse at what I do best
And for this gift I feel blessed
أنا أسوء فيما أفعل بشكل أفضل
ومن أجل هذه الموهبة أشعر بالبركة
(بالطبع ترجمتي سيئة للغاية لأنها حرفية)
قد تشعر بالاختلاط في العبارة السابقة، ولكن هذا ما يريدون توصيله تماما. ولكي تفهم بشكل أفضل:
And I forget just why I taste
Oh yeah, I guess it makes me smile
I found it hard, it's hard to find
Oh well, whatever, nevermind
ولكني نسيت لماذا أتذوق؟
آه، أعتقد إنها تجعلني أبتسم
أنا جد هذا صعبا، إنه كان صعبا في إيجاده
حسنا، مهما كان الأمر، لا تهتم

هذه هي النتيجة الطبيعية (لا تهتم)
لما قاله فريق"كوين" في نفس أغنيتهم"يجب أن يستمر العرض"، ولم أذكره في بداية حديثي عنها:On and onDoes anybody know what we are living for
هل يعرف أحدكم لماذا نحيا؟
كل هذه الحيرة
القلق
الصخب
الضياع
تحتاج لإجابة

حسنا هنا أعود لكتاب الله المجيد فأجد الإجابة في سورة"آل عمران" الآية185

"كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور "
صدق الله العظيم

أعتقد أن من يخرج من رمضان بدون هذا المعنى، المنثور على مدار صفحات المصحف، فلم يخرج بشيء.

Monday, 10 September 2007

فورة



الصورة بالأعلى تقريبا للفنان العالمي "مانيه" وإن كنت غير متأكد من ذلك، ربما يكون "رينوار" أو "بيكاسو" في أحد مراحله الفنية..
- مش مشكلة خدهم كلهم وحطهم في الحبس.. الناس دول من ناشري الإشاعات والفتن، وإلا لماذا رسموا مثل هذه الصورة في هذا الوقت الذي يمر فيه الوطن بهذا الوضع الحرج، والذي نكاد فيه أن نخرج من عنق الزجاجة.

ثم إن فعلتهم تلك في هذا الوقت بالذات لتشير بأن هناك أصابع خفية تحركهم كي ينشروا الفزع بين جموع المواطنين.. وهو ما يستدعي تدخل الجهات الأمنية لمنعهم من..
.

فورة.. فورة.. فورة
يالهوي.. يالهوي..  يالهوي


لغير مرتادي الأسواق الشعبية أشرح لهم، أحيانا يقوم بعض الشباب المتحمس من البائعين بتقليب البضاعة على الفرشة بصورة هيسترية مع صياحهم بهذه العبارة الغريبة التي توحي بإصابتهم بحالة من الجنون المؤقت تجعلهم يبيعوا بأرخص من السعر الحقيقي ، كما يحاولوا أن يوهموا المشترين.
لكن المتشرين المتمرسين يعرفون الحقيقة..

في القضية الضخمة الأخيرة والتي عرفت بإشاعة موت.. - الشر بره وبعيد.. بعيد قوي – قصدي مرض الرئيس - الشر بره وبعيد.. بعيد قوي – قام السيد الرئيس أدام الله عزه من فراش الهناء والعافية، بعد اسبوعين فقط من اطلاق الشائعة المغرضة الحقيرة، وتمكن السيد الرئيس أدام الله سؤدده من تحريك قدميه وخطف رجله في زيارة سريعة، يثبت بها للأعداء الحاقدين دوام صحته وعافيته، فانفرجت الأزمة واستعاد الأخوة اصواتهم التي كادوا أن يفقدوها من فرط هلعهم وخوفهم على مستقبل البلاد والعباد.

ولكن بعد تلك الإنفراجة أتى وقت الحساب، وكان لابد أن يثبت كل فرد مدى إخلاصه بمدى علو صوته..

كما يحدث في السوق
المعلم يجلس في المؤخرة يدخن الشيشة بينما يحرق البائعين الصغار أصواتهم في ذلك الصياح.. الذي لم يعد يقنع أحد
.

وفي خضم هذا الصوت العالي ينسى الجميع القضية الأساسية.. وهي أن الرئيس غير مخلد.
فإذا كانت شائعة عن موته أدت لهبوط البورصة وخسائر في قطاعات الدولة واضطربات في معرفش إيه، فماذا سيحدث عندما يحدث ما لا محالة منه؟

هل سندرك عندها خطأ تركيز كل تلك السلطة في يد شخص واحد، تصاب من غيره قيادة البلد بالشلل..


ولكن ما يطمأنني شخصيا أني أعرف أن هناك دائما شخص أو عدة أشخاص خلف كل هؤلاء المعلمين الذين يدخنون الشيشة والعيال السريحة.. هؤلاء الكبار المستوردين الذين تحمل لهم الأرباح وهم في أماكنهم هم من يهتمون بأن يبقى نظام السوق كما هو عليه وأن يستمر الاستقرار

ولكن في حالتنا تلك فقد اثبت هؤلاء الكبار مرة بعد مرة أنهم ليسوا آلهة، وأنهم يخطئون، وأننا من يدفع ثمن خطأهم.. وهذا ما نستحقه بالفعل لأننا تركنا لهم الأمر من البداية.



تذييل: هذا وقد أنكر كل من السادة"مانيه" و"رينوار" و"بيكاسو" أن تكون هذه الصورة تحريضية كما أدعى الكاتب، بل هي تشير لمظاهرات الفرح التي عمت البلاد بعد خبر سلامة الرئيس.

وعند سؤال وكيل النيابة لهم عن أيهم الذي قام برسم هذه الصورة، مال عليه "مانيه" "يا باشا الكاتب مش إعرفتو حاجة هالس وربنا أمرتو بالستر"
 


Saturday, 8 September 2007

قوالب السكر

الناقد هو من يتبع الكاتب وليس العكس"
مقولة منطقية، أليس كذلك
لكن توقف معي عند هذه الأسئلة:

عند تقسيم الأعمال الروائية لقصة قصيرة ونوفيلا ورواية..
ما هي الحدود الفاصلة بين كل نوع والآخر؟
هل هو زمن الحدث أم عدد شخصيات القصة أم عدد صفحات النص؟

و خذ عندك هذا السؤال أيضا:

"تماهي الأنواع الأدبية"
يعني أحتواء النص على أكثر من نوع مثل الشعر مع القصة، أو مثل التجارب للقصة الإلكترونية ذات الوسائط المتعددة من الموسيقى للسينما.

كيف يمكن إيجاد تقسيم بين تلك الأنواع هل بنسبة العمل للعنصر الطاغي من وجهة نظرالناقد؟ والله أعلم بمقياسه في ذلك.. فلو تصورنا أن عملا يمزج ما بين القصة والشعر؛ قد تكون نسبة النثر أعلى من الشعر كما، ولكن قد يكون هذا القليل من الشعر هو صاحب الأهمية العظمى في النص، أو.. وهذه هي الحالة الأهم: أن نكون في نطاق الشك فلكل منهما أهميته ودوره بحيث لا تعرف أيهما يطغى على الآخر..

حتى هنا لا توجد مشكلة للمبدع، بل إنني أزعم إن تلك الحالة الكتابية تولد سعادة خاصة له من ناحية أنه قد استطاع التمرد على القواعد والتصنيفات التي تعلمها من المنظرين.

لكن المشكلة تأتي من النقاد أو من بعضهم، فلا يجدوا لهم عمل سوى محاولة تصنيف هذا العمل إما بوضعه في أحد القوالب الجاهزة أو اختراع قالب جديد لتصنيفه..

سأحاول العودة في التاريخ للوصول لأصول الموضوع في الشعر.. مع اعترافي بجهلي في ذلك المضمار، ولكن أخذ المثال في هذه المنطقة ضروري لأنه الفن المرتبط بحضارتنا منذ القدم.

فالشعر العربي قد عاش أحد أزهى عصوره في الفترة الجاهلية، قبل أن يعرفوا علم العروض، بالرغم من أنهم كانوا يتبعونها بالسليقة.

ثم في لحظة بعيدة جدا عن هذا الإبداع أتي الخليل أبن أحمد لكي يكتشف هذه القواعد، فهل ينقص جهل هؤلاء الشعراء بالقواعد من شعرهم؟

بصورة أخرى عندما كان عمرو بن كلثوم يهدر بمعلقته هل كان يضع نصب عينيه تلك القواعد المجهولة؟
قد نقول إنه كان يفعل ما هو اسوء من ذلك بأنه كان يتبع تقاليد شعرية محدودة تقتضي البدأ بالغزل أو بوصف الخمر أو البكاء على الأطلال، ثم الدخول لموضوع القصيدة وغير ذلك من اتباع الشكل العمودي الذي درجوا عليه.

ولكن ما أريد قوله أنه عند تطور الحضارة العربية الإسلامية كانت النتيجة هي أكتشاف قواعد القدماء وكتابتها ثم السير عليها.
وما في ذلك من مشكلة سوى شيئين

الأول:
هو إن ما يبقى هي قيمة النص نفسه وليس الشكل الذي كتب فيه، وللتوضيح السريع: الشعر المترجم.. ماذا يبقى منه بعد الترجمة وقد ازيلت منه الموسيقى وأزيل منه الوعي بالموروث المشترك(بمعنى أنك مهما كتبت للتعريف بمعنى أو قيمة عنترة أو زرقاء اليمامة لن تصل بها لإحساس المتلقي الغربي)
إذا عندما يصلني نص مترجم وكأنه كتب عندي فهذا يعني وجود مشترك إنساني بيني وبين النص وأن هذا نص عابر للقوميات.

الثاني:
هو ما حدث من ترهل بعد ذلك في الشعر في عصور التردي بسبب التنافس على المظهر دون الجوهر. فالنصوص التي درسناها كنماذج لانحطاط الشعر ليست سوى محاولة من أصحابها للمزايدة على الأشكال التقليدية.. بمعنى الصور البراقة والتلاعب بالألفاظ والموسيقى كان هم الشعراء الأول فخرجت براقة أكثر مما ينبغي وجوفاء أكثر مما ينبغي.

وعندما جاء العصر الحديث حدثت صراعات عديدة في فترات زمنية متقاربة جدا لظهور أشكال وقوالب جديدة للشعر.. فنجد أن شخصا واحدا مثل العقاد قد دارت بينه وبين شوقي وجماعة الأحياء معارك ضارية في بداية حياته الأدبية، ثم في آخرها دارت معركة مع شعراء التفعيلة.. الذين سرعان ما قام روادها بمهاجمة شعراء النثر..

وما أعنيه هنا أن القيمة الحقيقة لأي نص وضِع في هذه القوالب تكمن في ذاته وليس في قالبه الذي حتى وإن بدا جذاب ومثير- لحداثة العهد به مثلا – فهذا لايعطيه قيمة إضافية.

مثل السكر لا فارق فيه بين القوالب والحر
المهم هو أصله هل هو سكر قصب أم سكر بنجر(بدون سخرية فسكر القصب أكثر حلاوة)

لا ادري حقيقة ما الذي قادني للحديث عن الشعر بالرغم من إني كنت أنوي الحديث عن النثر أصلا، ولكن ما الفارق بينهما؟
هل يستطيع أحد الإجابة؟


تذييل: أنا أكره هذه المدونة لأنها تريني كم أنا فاشل








Friday, 24 August 2007

القراءة مش للجميع

تفتح التلفاز. تجده هناك ممسكا بعدة صفحات ممزقة ينثرها على الراقصة بجواره وهو ينشد.

"الكتب.. الكتب.. الكتب>> الورق.. الورق.. الورق
قرير وبحب الكيميا وبموت في الفيزيا الخاصة
أما الأدب فده حياتي والفلسفة أمنياتي"

أهلا بكم
القراءة للجميع
عايز تعرف أكتر أتصل برقم16000 خط نجدة المثقف.

لأني – والحمد لله – لا أشاهد التلفاز للحفاظ على حالتي النفسية والبعد عن الهيستريا والاكتئاب، إلا إن الأمر لا يخلو من المرور عبر الصالة حيث أشاهد بعض ثوان، كفيلة بأن تقنعني بصواب رأيي.

آخر مرة عديت، خير اللهم أجعله خير، لقيت شوية شغل جرافيك لمنظر بركان وصوت واحد عمال يتكلم عن بركان معرفش إيه ويرص أرقام عن طول وعرض وعمر البركان>>> ثم عايز تعرف أكتر>> ما تقرا يا أخينا.

أهلا بكم
القراءة مش للجميع
الحمد لله وصلت لليقين إنك لو عايز تصرف الناس عن أي حاجة فخلي الإعلام بتاعنا يعمل لها دعاية، وهي هتفشل من نفسها. أما لو عايزها تفشل تماما فاديها لوزارة الثقافة وتبقى ضمنت الفشل الذريع.

خد موضوع القراءة كمثال. فيه كتاب قريته أسمه"أهمية أن نتثقف يا ناس" الكتاب عبارة عن تجميع لبعض مقالات "يوسف إدريس" عن الثقافة. اسم الكتاب جه من مقال كان كتبه وقوم عليه الدنيا وقتها بزعامة وزارة الثقافة، الأجمل إن تاريخ صدور الكتاب كانت عام84 يعني في التاريخ اللي معظم جيلنا أتولد فيه أو لسه ما كنش وعي على الدنيا، وكمان كان لسه النظام الحالي في أوله والناس مستبشرة خير.
أنا بعتبر الكتاب تأريخ ممتاز للحالة المصرية في الفترة المباركية السعيدة>> التي يمكن اختزالها في جملة بسيطة"محلك سر"
نفس المشاكل التي كان بيعانوا منها في أول التمانينات هي نفسها في نص التسعينات، والأغرب والمثير للدهشة إنها قريبة جدا من مشاكل نهاية العقد الأول في الألفين، يعني.. يخلق من الشبه أربعين.

طب والحل>>
بسيطة زي ما بنحل كل حاجة شوية تلميع. شوية دعاية فارغة، والناس تحس بالراحة.
حد فاكر فيكو "توشكى".. طب دي سهلة..
حد فاكر فيكو "مصر نمر إقتصادي على ضفاف النيل".. (معلش إذا كانت ذاكرتكو ضعيفة، بس الكلام ده حقيقي واتقال..)

أعتقد إن مشروع زي مكتبة الأسرة أثبت إن الناس بتقرا، بالرغم من كل الأعباء المادية والحياتية.
أعتقد إن حاجة زي معرض الكتاب أثبت إن الناس مستعدة إنها تدفع فلوس أكتر عشان كتب أحسن.

طب فين المشكلة الحقيقة>>
المشكلة إن شبكة مستمعي "سعد الصغير" ومشاهدي "دينا" عمرهم ما هيقروا حتى لو جبت لهم "الريس بيرة" بيتاقش مع "شفيقة" في "غياب دور المثقف وتأثيره في صد هجمة العولمة"

وبرضك الأخوة المثقفين – أعاذني الله وإياكم من شرورهم – مش هيستفيدو حاجة من الموضوع ده. لأنهم بيقروا طبيعي.

طب وإيه الحل>>
واحد زي "إبراهيم المعلم" صاحب دار الشروق- يعني بياكل عيش من بيع الكتب- حط إيده على المشكلة لما قال إن ما فيش أزمة قراء. المشكلة في الكتابة، وإن القراء رجعو لما لقو ناس بتتكلم عنهم.

هو بيتكلم عن طبقة الشباب المتعلم اللي ما بيقراش، لأنه كره القراية طول سنين التعليم اللي كان بيحفظ فيها بدون ما يفهم، بدون ما يحس حتى إن الكلام ده هيفيده في حياته العملية.
فطبعا بقى كل سنة بعد ما يخرج من الامتحان يحرق الكتب ابتهاجا بانزياح الهم من على كتفه>> مش هي دي الحقيقة.

فكل الموضوع إننا مش محتاجين النوع ده من الدعاية المباشرة اللي مش هتجيب تمنها. إحنا محتاجين نشر موجه.. الناس اللي الشباب بتقرالهم.. والشباب اللي بيكتبوا ومش عارفين ينشرو.. كل دول ليه مستبعدين؟

حتى الكتاب الكبار ليه مستبعدين من الإعلام؟. واحد زي "إبراهيم عبد المجيد" ماعتقدش إنه ظهر في التلفزيون قبل ما ياخد جايزة الدولة التقديرية. وحتى لما ظهر الكلام ده كان في سنة حصوله على الجايزة في برامج مؤسفة>> تخيل إنهم جايبنوه في برنامج مع مذيعة تعاني من حالة متأخرة من التخلف العقلي، مع ناقد كبير.. كبير قوي.. قوي قوي. عشان تسأله المذيعة سؤال بسيط.. بسيط قوي.. قوي قوي..
(وياترى أ/ إبراهيم خد الجايزة ليه؟)
قوم الراجل الجامد يتمطع في الكرسي وتظهر عليه علامات الإذبهلال وهو يقول
(لأن أ/ إبراهيم من أكبر كتاب القصة في مصر)
وسمعني سلام صعيدي شحط محط.. وزغردي يالاي مانتش غرمانة.. وعرفتها لوحدك يا ننوس.
ما علينا.. بعد كده حد فيكو سمع عن المشروع القومي للمسلسل العربي (لا أحد ينام في الأسكندرية)
مسمعتش؟ برضك أحسن عشان حرقة الدم.
كفاية علينا "مشوار امرآة" و مسلسل "فيفي عبده" اللي مش فاكر اسمه. بس المهم إنها تطلع فيه في دور ملائكي متفصل.. وزغردي يالاي مانتش غرمانة.

واحد زي "أحمد خالد توفيق" عمل مكانته بمجهود شخصي. واحد خلى الشباب تقرا عن ديستوفسكي وشكسبير ولافكرافت من غير ما يخافو من الأسماء دي، لازم هيطلع ناس من اللي قرو (عن) هيقرو(لـ). وكل الكلام ده في سلسة واحدة(فانتازيا)
ليه الشخص ده ما يطلعش في الإعلام الرسمي؟.. علما بإنه اسم مطلوب في الغير رسمي.. مش ده هيكون جاذب ألف مرة أكتر من شوية أرقام جافة عن بركان فيزوف أو انقراض الزواحف في القطب الشمالي، أو كوكب المريخ. علما برضك إنه من أكتر الناس اللي اشتغلت شغل علمي في سلاسه.

مثال تالت واحد زي "محمد المخزنجي" يمكن ما يكونش أفضل كاتب قصة قصيرة، بس لا يمكن تجاهله. بيكتب من يجي عشرين سنة والطبعات بتاعته بتصدر يا إما في وزارة الثقافة اللي محدش بيقراها يا في دور زي"سعاد الصباح" ربنا يرحمها برحمته، محدش عرفه إلا قريب جدا لما خد جايزة سويرس. واحد زي ده في قمة البساطة والعمق في آن. ليه ما يطلعش في الإعلام الرسمي؟>> هتنسى نفسك ده بيكتب في الدستـــــــــــــور.. دستور يا اسيادنا.

والإجابة>>
أعتقد إن السبب قاله "أحمد خالد"

"ما سر هذه النظرة التي تنظر بها أجهزة الأمن للمثقف والتي تدفعها لإهماله وتقديم قبو متداع يقدم فيه عروضه، ثم الشك فيه ومراقبته إلى درجة محاصرة عمله بالجنازير ورجال الأمن المركزي ؟
الإجابة هي أن الدولة تمقت المثقف وتشك فيه فعلاً .إنه كائن منكوش الشعرمتحذلق يلبس سروالاً من الجينز زمامه مفتوح، ويدخن كمحرقة الجثث، ويلبس نظارة سميكة تم لحامها بالنار، من وراء زجاجها ترى عينيه صغيرتين مستدقتين كعيني بقة .. إنه فقير كالأبالسة وثرثار ومزعج. إنه يقول كلامًا غريبًا لا يفهمه أحد، وقد تعلم رجال الأمن أن يشكوا في أي كلام غريب غامض منذ خمسين عامًا، تعلم رجال الأمن أن أي كلام لا يفهمونه هو أفكار شيوعية على الأرجح يقولها رجل شيوعي كافر وابن كلب غالبًا ..."
(أ/د أحمد خالد توفيق(عن محرقة المثقفين والمدرعة بوتمكين
))

فلابد إذا من التظاهر، ومزيد من التظاهر، بأنهم يهتمون، فعلا يهتمون، حقيقي يهتمون، بأن يقرأ الناس بينما الاهتمام الحقيقي على جودة ووضوح ونقاء وصفاء الصورة الموجودة على خلفية كل كتاب من كتب مكتبة الأسرة.

(على فكرة حدش شاف الموضوع ده في أي سلسلة من السلاسل القيمة اللي بتصدرها دول البترول، وبتوصل عندنا بأرخص من سعر التكلفة. اللي عندنا ناس اتخصصوا في شتيمتهم ووصف ثقافتهم بأنها ثقافة صحراوية.. هأو.. سلملي على الزارعي)



Sunday, 19 August 2007

خلايا رمادية 3




لكي تكتمل الدائرة فلابد أن يأتي وليد وقصته التي كتبها عن نفسه.
أبدأ بنبذة عن علاقتي بوليد، كما قلت فقد قابلته في 2006 حيث شكل لي منبعا للحقد. أتذكر كتابته الأولى "بطلت" و"المكونات أوراق نقدية" ذلك الجو النفسي الذي يشدك للعمل. ذلك التركيب البنائي المحكم. ثم وصل إعجابي لقمته مع "نعم كل الوقت" لأنني استخدمت نفس التكنيك، ولكن أبدا لم أصل لتلك الروعة. وعلى خلاف العادة صرنا أصدقاء، وعلى خلاف العادة صار ذلك الحقد – الإعجاب منبعا للتنافس الشريف ومحاولة للإجادة.
لا أريد أن أدخل في التفاصيل الآن. أدعكم مع العمل




(1)
يتسلل الوعي إلى عقلي فأتأفف..أتكاسل عن فتح العينين فتحاصرني سواد
الذكريات .. أتململ ، أصرف ذهني إلى النوم فيتسلل من جفوني كعادته الدائمة ، أدع عيني تعترف بموت يومي السابق ، وأستقبل ضوء يوم آخر كئيب يكوي الضوء جفوني فأتحمل عله يزيل بعض الجروح ، أنتزع لفافة تبغ وأشعلها ، أتمسك بالدخان بعض الوقت ثم أطرده من صدري يداعبني الأمل في أن يحمل معه بعض الوعي فأعود إلى النوم، أنظر إلى بعض الشعيرات المتفرقة على صدري فأبتسم لتحايل مضي عليه أربعة أعوام كل صباح ، أملأ عيني بالقلادة على صدري.. أتمثل دائريتها المبتورة.. أقبض عليها ..أحاول أن أنزعها.. أقذف بها بعيدا.. أطؤها بقدمي ..ولكني أعلم أني لن أفعل فأحتويها بكفي مدفوع بحنان العجز.. فأكرهها.
(2)
باسما يفتح عينيه ، ينهض عن الفراش بخفة جسد لم يبلى ، يطل من النافذة ليملأ عينية بضياء يوم جديد ، بنظرته يعود إلى الفراش فيفتقد جدته ، يخرج إلى الفناء ليجدها وقد جلست على الأرض وسط الدجاج ، فيعلم أنها قد انتهت من إطعامهم للتو، يطارد أثناء اتجاهه إليها دجاجة شاردة عن صويحباتها ، فتنهاه جدته برفق باسم ، يكمل خطواته إليها في خفة ، ليرتمي على حجرها فتلقاه بيديها تحمل بها بعض ثقل جسده الصغير الذي لم يعد جسدها الهرم يتحمل وطأته يتجه بعينيه إلى السماء ، تؤذيهما الضياء فيغلقهما ، تتأمل ملامح وجهه ، شفتيه وأنفه وحاجبيه اللواتي حملهن عن أمه ابنتها ، تتململ فينظر إليها في سرعة: إلى أين ؟


تبتسم لذكاء صغيرها وتتمتم بصوتها الدافئ:
إلى الحقل-
سآتي معك -
ستلتزم الهدوء ؟-
نعم-
لن تطارد أبا قردان ؟-
نعم-
لن تطأ البرسيم ؟-
نعم .. نعم .. نعم -
يقولها في ضجر ، فتبتسم لعلمها بأنه لن يلتزم بأي مما وعد تنزله برفق من على العربة الخشبية ، يجيل بصره في الأخضر اللانهائي الذي يعشقه ثم يتوقف بنظراته عند أشجار الجوافة الممتدة على حافة الترعة ، فلا يفوتها مغزى نظراته ، لطالما تعجبت لصغيرها لم لا يطلب كعادة الأطفال فيما يطاق وما لا يطاق ، تتجه دون أن تسأله إلى احدي الشجيرات فتهزها بعض الوقت حتى تتساقط بعض حبات الجوافة ، فيندفع في خفة يلتقطها قبل أن تتدحرج إلى الترعة ، يجلس تحت الشجيرة وكأنه سيلتزم بوعد الهدوء ، فتنصرف هي لأعمالها باسمة لخبثه الطفولي.. تعود بعد قليل وقد تعلقت بيدها دمية بلاستيكية خضراء ، تراكم عليها الطين والتراب وتمزقت إحدى ساقيها ، تنظفها بالمياه في اعتناء ، مجيلة البصر حولها تبحث عنه فتجده وقد انهمك في مطاردة أبا قردان وسط البرسيم ، فتبتسم لمخالفته ما اتفقا عليه تناديه فيأتي في سرعة ، تضع الدمية في يده في صمت فيتأملها في صمت لا تظهر على وجهه ملامح الفرحة كعادة الأطفال ، فلا تتعجب فهي تعلم أن صغيرها ليس كبقية الصغار سويعات قليلة وتعود إليه ، فتجده وقد نام في ظل الشجرة ، تتشبث كفه الصغيرة بدميته الخضراء.
(3)
أنهي في سرعة طقوس التطهر من أدران الليلة الماضية، أمام المرآة أتأمل وجهي الشاحب ، أتحسس لحيتي النابتة ، ذبول العينين، شحوب الوجه، اصفرار الأسنان فأشعر بلا انتماء نافر تجاه جسدي، أسوى خصلات شعري المبتلة ، لا يلهيني الشرود عن إخفاء ندبة الصدغ الأيمن بخصلات الشعر التي تنسدل على كتفي ، تهبط عيني من المرآة إلى صورة المبكى، أتأمل عينيها اللامعتين فأتعجب، قسوة تلك العينين أين كانت حينها، أتأمل الابتسامة ، أبحث عن طابع الرقة المرتسم بغامزة خدها الأيسر.. أفتقدها .. فأفزع .. ما ألبث أن أتذكر أني افتقدتها منذ أعوام فأعيد الفزع إلى حصالة مشاعري، عيني تصطنع اللاتعمد كي تركن بنظرتي إلى الدبلة الفضية الملتصقة بالركن العلوي الأيمن للإطار ، أسحب نفسا عميقا من لفافة تبغي وأزفره في وجهها فيرتجع الدخان إلى وجهي، أحتج به لتبرير الدموع التي ملأت عيني.
من تحت زجاج التسريحة تظهر تلك الصورة المتهالكة والتي يحفظها لوح الزجاج من التفتت ، أراني فيها جسدا ضئيلا نشيطا ، فأفعل ما نويته عشرات المرات على مدار خمس سنوات .. ألتقط فتات الصورة في حرص غادرني منذ زمن لا أتذكره.
(4)
بجوارهم تجلس أمها وجدته ، تثرثران ببعض الحديث الذي يتلهى هو عنه بمتابعة التلفاز ، فمنذ أن غزت ملامح الرجولة الوليدة وجهه ، أصبح يأبى عليها الانهماك في استماع أحاديث النساء ، بعض الوقت وينتزع نفسه من شروده أمام شاشة التلفاز
إلى أين ؟-
لا شيء سأصعد إلى السطح-
يفيق من شروده على تردد صوت أنفاسها من خلف أذنيه فيبتسم لها في شرود.. لحظات وما تلبث أحاديثهما أن تتصل.. بعض الوقت وتتراجع كثافة الكلمات حتى تصل إلى بعض الغمغمات يطلقانها من وقت لآخر..يتصلب جسده من الجلسة التي ارتكنا اليها بعد أن طال بهما الحديث، فيتململ ممنيا نفسه بأن تذهب وتدعه لشروده يتأمل وجهها ، عينيها المتسعتين ، خصلات الشعر الأسود التي تعابث عينيها بتحريض من الهواء ، تدفعه رجولته حديثة العهد إلى الهبوط بنظراته على صدرها الممتلئ فيتذكر أنه لم يكن هكذا منذ عهد قريب ، يواصل فضول الاستكشاف فيهبط بنظراته إلى أردافها.
أين ذهبت انقطع حديثك؟-
- لا شيء.. أريد أن أفعل شيئا وأخشى غضبك
ماذا ؟.. لن أغضب -
يتجه بكفه بتردد تائه في أرض جديدة ..تنظر إلى الأرض في خجل وتدعه يعبث بجسدها وكأنه لا يخصها أو يعنيها في شيء.. يمسك بكفها وينتحي بها جانبا لا تلحظهما فيه عين.. ينزع عنها ملابسها قطعة بعد قطعة حتى تتعرى تماما فيأخذه الوجوم أمام تضاريس جسدها التي يستنكرها بعض الوقت.. يتآلف معها بعض الوقت.. يحبها بعض الوقت.. تتجه هي بنظراتها إلى اللاشىء وكأنها تنتمي إلى مكان آخر. يطيل العبث وما يلبث أن ينتزع يده في فزع مستنكر.. تنظر إليه ثم إلى نصفها السفلي.. تنزع نظرتها في خجل.. وتعود بهما إلى اللاشىء.
(5)
وسط المدينة يدع خطواته تأخذه إلى اللامكان، متجنبا الشوارع المزدحمة يسير، إلى البيوت والحوانيت والمقاهي القديمة ينجذب، يشعر بألفة سنوات بعيدة تشده إلى أستوديو صغير بالطابق الأرضي لمبني ضئيل.. متهالك.. مدخل المكان يهبط إليه بثلاث درجات سلمية متآكلة..تجتذب عينيه بعض الصور المعروضة والتي تنتمي إلى زمن كان.. ينظر إلى الصورة التي تضمها كفه في رفق فيشعر بها كائنة في هذا الزمن.. ولكنها ما زالت تنتمي إلي.. هكذا يغمغم لنفسه.. ينظر إليه ملتصقا بمقعده كأنه لم يغادره منذ وقت بعيد.. يقلب في جريدته التي لن يتعجب اذا اكتشف انتمائها لسنوات مضت
لو سمحت ..-
ينزع عينيه من جريدته..يتجه برأسه إلي فلا أشعر بنظراته فأرجح أنها لم تعد موجودة من الأساس.. يهز رأسه هزة المستفسر..فأنظر إلى صورتي في تردد ثم إلى وجهه .. أرفع صورتي حتى تصبح في نطاق نظراته اللامحسوسة وأغمغم: أريد نسخة منها..
ينهض عن مقعدة و يلتقط الصورة من كفي بلا مبالاة آلمتني.. يغيب بصومعته بعض الوقت .. ثم يعود بلا أي تعبيرات على وجهه ..ويغمغم أثناء عودته إلى الالتصاق بمقعده:
النيجاتيف متهالك..
                                     وليد خطاب
-
   
شيء من النقد:
بداية تقليدية..
العنوان:

رائع..فكرة العنوان الذي يحتمل أكثر من معنى.خلايا الذاكرة"القشرة الرمادية في المخ"، وكذلك المعنى الآخر "خلايا" = وحدات منفصلة-متصلة.
"رمادية" = الحالة الرمادية
.

عناصر الكتابة:
الزمن:
استخدم اسلوب الفلاش باك، في المشاهد 2 و 4 مع تغيير ضمير الخطاب من المتكلم للراوي العليم، لأنه يتحدث عن زمن مضى ينظر إليه من أعلى.
هو يبدأ أحداث يوم عادي في 1و3و5 يتقاطع معها الذكريات، التي تسير للأمام أيضا مشهد2 الطفولة. مشهد 4 المراهقة.
الإيقاع:
هو أهم عناصر هذا العمل. يفرض عليك العمل جوه بعدة طرق من أهمها الوصف البطيء لكل حركة.
أختيار أفعال الاكتئاب والبطء (يتسلل - أتأفف- أتكاسل- أتململ- تعترف بموت) كل هذا من أول ثلاث سطور.

ولكن هنا لي ملاحظة.. المشهد رقم 2 بما إنه يتحدث عن الماضي السعيد فقد غير في الأفعال والصور ليناسب الجو، وكان من الضروري أن يحاول تكرار ذلك في المشهد 4 بما إنه يتكلم عن مرحلة سعيدة أخرى، ولكن نجد هنا(فيتململ ممنيا نفسه بأن تذهب وتدعه لشروده) أنا مقتنع بالجملة كمقدمة لما يليها، ولكن مشهد الحب الحزين بعدها لا يتوائم مع تركيب القصة ، فضلا عن إنه لا يتوائم مع نفسية مراهق.
الحكاية:
في غاية البساطة والروعة. شخص يريد عودة الماضي عن طريق إعادة طبع صورته القديمة، لكنه – بالطبع- لا يستطيع فقد ذهب الماضي.
فقط هو لكي يفعل ذلك يعبر على كل الأماكن المؤلمة في الذكريات، يستحضر المشاهد السعيدة فقط كي يزيد من ألمه.
يحكي قصة خطوبة فاشلة(بالنظر للدبلة الفضية المثبتة في العلبة) تتداخل مع نفسه عن طريق نثرها عبر القصة، وفي النهاية يريد أن يسترجع هذه الذكري – ذاته القديمة عن طريق تجميع الصورة.
مناطق مضيئة:

القلادة ذات الدائرية المبتورة:
هي أحدى القلادات التي يقتسمها المخطوبين معا وهي مفتاح مشهد البداية.ها هو صباح جديد كئيب بدونها. ثم يلعب على القلادة التي تمثل الأثر الباقي منها
"أتمثل دائريتها المبتورة..أقبض عليها..أحاول أن أنزعها..أقذف بها بعيدا..أطؤها بقدمي..ولكني أعلم أني لن أفعل، فأحتويها بكفي مدفوع بحنان العجز..فأكرها"..هذا شعر!!.
تقطيع الكلام، الذي يوازي الحدث، يعمل نوع من الإيقاع.ثم المفردات"أتمثل"بمعنى أستحضر ولكن بقوة أكبر فنحن نتحدث عن محسوس."المبتورة" مبني للمجهول، ثم استخدام أقوى الأفعال"يبتر"الذي يستخدم مع الأعضاء البشرية بدلا من "يقطع"المستخدم مع الأشياء."أحاول" كل ما جاء بعدها هي مشاهد في مخيلة البطل لا تحدث في الواقع، تكتمل مع "ولكني"القاطعة، ثم يكمل المشهد الحقيقي بـ"فأحتويها"ويضع السكين مزدوج النصل في آخر الفقرة"بحنان العجز..فأكرهها".أليست هذه هي طعنة"الدونج"التي حدثونا عنها في الموسيقى؟
مرة ثانية:
"أتمثل"هو فعل الاستحضار الهاديء.هو يستعيد ذكري ما، والتذكر يكون هاديء.ثم يصعد لذروة الإيقاع في الجمل التالية حتى"أطؤها بقدمي"ثم يكتمل" الكريشندو""الإيقاع المتصاعد"بالطعنة المذكورة من قبل.

مثال آخر: "التي يستنكرها بعض الوقت..يتآلف معها بعض الوقت..يحبها بعض الوقت"في جمل بسيطة مكثفة ينتقل بإحساس البطل من حالة لحالة.

"فمنذ أن غزت ملامح الرجولة الوليدة وجهه، أصبح يأبى عليها الانهماك في استماع أحاديث النساء" أعجبني هذا التحليل النفسي لمشاعر المراهق.

مثال أخير: مشهد النهاية كله من أفضل مشاهد القصة فاختيار الجو الذي يستحضر الماضي كان موفقا للغاية
"تجتذب عينيه بعض الصور المعروضة والتي تنتمي إلى زمن كان"

مثال بعد الأخير: طعنة النهاية التي تمثل قمة العمل" النيجاتيف متهالك.."


نقاط مظلمة:
1- تكررار الا عبر القصة" لا انتماء – لا مكان – اللامحسوسة - اللاشيء"

2-البطل المدخن:تم توظيفه في القصة بشكل أكثر من جيد، وكان يمكن حتى الزيادة على(السيجارة على الريق)المقيتة؛في أول مشهد، ولكن تكرار البطل المدخن في أعمال وليد الأخرى أمر تم التنبيه إليه وتخلص منه بعد ذلك.

3-الطفل المختلف:أيضا كان من الممكن استغلالها في باقي المشاهد و لكن لم ألحظ ذلك الاختلاف في باقي العمل.