Saturday 18 October 2008

أنا التاريخ


في البداية يجب أن أعتذر عن الغياب.. بالرغم من أني أعلنت منذ البداية أن الموضوع لا يعدو كونه وقتًا مستقطعًا، لحظات مسروقة من الحياة أدون فيها. فكرة التدوين نفسها هي ما أفكر فيه الآن. كل هذا العدد من الناس الغير مهمين في هذا البلد غير المهم.. الذين يعيشون في فترة تاريخية غير مهمة سيحكيها التاريخ في بعض أسطر. ربما يقول أنه من عجائب هذه الفترة أنه قد تحولت مصر للمرة الأولى في التاريخ لمصر- مبارك. قد يذكر الكباري والأنفاق، لكنه سينسى كل الأوهام التي باعتها لنا الحكومات المتوالية
لكن كيف سيمكنه التوقف أمام كل تلك المدونات؟ أمام ملايين الساعات التي قضاها المدونون يكتبون عن آرائهم.. تأملاتهم.. ذكرياتهم.. وحتى أشيائهم الخاصة جدًا. إنها المرة الأولى التي يبتعد فيها التاريخ عن الشخصيات العامة والأحداث الكبري. ويصير الحدث الرئيسي هو
"تأملات نكرة أثناء سيره في شارع غير معروف"
الليلة كنت أمر بجوار "قصر فهمي"، أو بالأحرى بقاياه. منذ طفولتي وثلث مساحته تقريبا كانت مباعة ومحفورة لسنوات حتى تم بنائها بصف كامل من العمارات العالية. بقيت بعض المنشأت في باقي المساحة. وسأظل أمر بجواره لسنوات؛ أتعجب من بقاء البرجولة الخشبية على حالتها طوال تلك السنين. منذ أن بني في عهد ما قبل الثورة.. أي أكثر من نصف قرن. حتى أتى أحد المقاولين واستولى على باقي الأرض لتستمر القصة التي بدأت منذ حوالي عامين لتغير شكل المنطقة للأبد
قد يقول البعض أن هذه سنة الكون. ولابد للقديم أن يهدم ويحل محله الجديد.. لكن.. ماذا نفعل في كل هذا الحنين الذي يعترينا؟
عندما كتبت "تماس" فيما سبق كنت أتخيل أني أمشي في شارع "جوبيان" الذي يتقاطع مع شارع "قصر فهمي" ويوصل لمدرستي الأبتدائية "عزت باشا". أتخيل هذه المنطقة عندما كنت طفلا ولم يكن هناك ضوء في الليل سوى إضاءة خفيفة من بعض البيوت. سيطر على ذهني شكل هذه المنطقة عندما تنقطع الكهرباء. ويصير الظلام دامسًا في كل تلك المنطقة الواسعة.. إلا.. من ضوء السماء.. ضوء الظلام. شعور بعودة الأرض للإلتحام مع السماء، وأنك تمشي في السماء الأرضية، العتيقة التي اكتشفتها توًا. لا أعتقد أني أمتلك كلمات لوصف هذا الإحساس
"أنا لم أخف الظلام فأحَبني. وصرت أمشي فيه وحيدة ويحبني.. ويبعدني عن العالم في مساربه الخفية. حيث استأنس بنفسي وصوت أنفاسه الهادئة. وطلع القمر وقال لي (حيث كان القمر يستطيع الكلام وقتها) هل تحبيني؟ قلت: نعم أحبك أنت أيضًا. فغار الظلام وقال: لكنني أنا الأصل فاختاري بيننا. فاخترت الظلام

الآن فقط أسمنت يلتهم السماء. أضواء الأعمدة الكهربائية تظل معك طوال الليل رغما عن إرادتك. ضوضاء عليك أن تعيش معها.
ترى أيزيد الألم بطول الفرح؟ إذًا أيهما أفضل.. أن تمر حياتنا بدون فرح كبير ولا حزن عميق.. أم نفتح صدورنا للزهور والرصاص؟
ما كنت أفكر فيه فعلا هو الجمال. في رأيي أن الحب ليس سوى جزء من هذا الجمال، حتى الحب بمفهومه الواسع الذي يشمل العالم كله. الحب في حد ذاته متعة. مكافئة نمنحها لأنفسنا دون أن يفعل الطرف الآخر شيء سوى أن يكون نفسه.. مثل الزهرة مثل القمر. بعضنا يحب أن يمتلك الزهرة، والبعض يحلم بامتلاك القمر، لكنهما فعلا يمنحان نفسيهما لكل من يحبهما. لا من يمتلكهما

إحساسنا بالجمال هو الأصل، لذا أفكر في كل هؤلاء الأطفال الذين سيولدون حتى دون أن تكون لديهم الفرصة ليروا هذا الجمال كيف سيكون حبهم؟
ما هو شكل حب المولات والتوقف في إشارات المرور منتظرين لمرور موكب الرئيس؟ حب المترو المكتظ والمستقبل الغامض؟ وسط كل هذا التحرش الجماعي بالنساء. قهر رأس المال للرجال
ما هو نوع الأحلام التي سيحلمونها؟ هل حلم البيت الصغير الهاديء صار كافيا؟ أم هو حلم الشقة الطابقين وفيلا مارينا؟ هل سيحل محل حلم القمر؟ وهل سيحل حلم الشقة الـ63 متر محل حلم الزهور والأشجار؟
أؤمن بأهمية ماديات الحياة، لكني أفكر الآن في قيمة أي شيء حصلت عليه مقارنة بقيمة تلك اللحظات في الشرفة في المساء أتأمل السماء السحب والنجوم. لحظات ما بعد المطر ورائحته – قبل أن يرصفوا الشوارع – وأنا أتعلل بالذهاب للمدرسة لأمشي في تلك الشوارع التي تحولت لبرك. مظاهرة العصافير اليومية في شجرة التوت الضخمة. آلاف اللحظات أحملها في ذاكرتي الضعيفة. ربما أوصلها في يومٍ ما، بشكل ما، لأي إنسان في هذه المدينة.. عله يبصر
"تك..تك
تك..تك
صوت آخر نقط مطر قبل مـ السما تقفل
لكن بينفد شعاع العصر والشمس بتودع
شعاع ضعيف.. لكنه شايل ألوان السما السبعة
طاقة تتفتحلِك ف السما
تطلي منها
تشوفي
تتمنى ما تعودي"

Friday 26 September 2008

نافذة شرقية


أن ننتشي بالحب لوهلة لبرهة لفترة.. ثم ينطفيء.. ثم يذوى.
ثم في يوم ما تعود الذكرى محملة بألم الفقد.
ترى أيزيد الألم بطول الفرح؟
إذًا أيهما أفضل.. أن تمر حياتنا بدون فرح كبير ولا حزن عميق
.. أم نفتح صدورنا للزهور والرصاص؟
تقبلت منذ زمن بعيد أنه لا فرح يستمر. وكان عدل ذلك أن لا حزن يبقى.
لكن النفس تشتهي الفرح.
تغافل صاحبها وتنساق لموارد الهلاك
نفسي الخائنة تخونني معك
تنتظرني كل ليلة حتى أكون في أضعف حالاتي فتأتي بكِ.
تنشرك قنديلا أمامي، ودفء ضوئك يمني النفس بالقبض على شعاعك.
آه من تلك الأحلام! دائما على بعد قبضة منك، أو في قبضتك
.. تقبض على الوهم

Monday 22 September 2008

كدت أن أنتهي



الانشغال أنواع. انشغال ممتع وانشغال مقلق. وانشغال.. مجرد انشغال. اليومين اللي فاتو كنت بمر بالنوع ده. عارف إنها مجرد فترة وهتعدي. حتى ممكن أكون تقريبا عارف الوقت اللي تكون انتهت فيه. في الوقت ده بكون عامل استناد باي لنفسي - نفسي الحقيقية – لحد ما الأوضاع تستقر، لكن لأني برضك مش زي الأجهزة بالظبط فبحلم
كتب كتير وناس كتير اتكلمو في موضوع الأحلام والرؤى، لكني بعتبر نفسي شخصية مش شفافة. مجرد انفعالات بتتكتم لفترة من الزمن؛ بيحررها الحلم. عشان كده بعرف غالبا افسر أحلامي بسهولة.. برضك مش دايما بتكون أحلامي انفعالات، أو بالبساطة دي. ودي بتكون الأحلام الملهمة
حلمت أني ماشي في الشارع لقيت واحد.. كنت عارفه في الحلم بس مش في الحقيقة. كان طالع من عند واحد بيبيع مجلات وجرايد في الشارع. لقيت معاه مجلات وكتب كنت بحب أقراها زمان. قلت له فرجني. فرفض. رحت للراجل وقعدت.. كان فيه حاجة زي تربيزة. وكل ما أقلب في الاستناد الآقي كتب ومجلات للناس اللي بحبهم وأغلبها حاجات جديدة هما نفسهم مكتبهواش. يعني مثلا كان فيه قصة جديدة لكامل كيلاني –الله يرحمه
بعد رمضان إن شاء الله أرجع للقراية وأشوف إذا كان الأستاذ كامل نزل حاجة أثناء انشغالي ولا لأ
رمضان السنة دي كان مختلف تماما بالنسبة لي من ناحية الوقت.. لأول مرة من حوالي 3سنين تبقى الأيام عندي ماشي بشكل تكراري.. يعني زي الناس الطبيعية كده. بس الوقت كان ومازال مضغوط بشكل رهيب. وده اللي منعني من الكتابة خلال رمضان، بالرغم من إن فيه موضوعات كتير في ذهني.. على العموم إن شاء الله فيه متسع بعد العيد

كلمة أخيرة من نفسي.. حاولو تفطرو وأنتو مشغلين إذاعة القرآن الكريم.. بعد الفطار بشوية فيه برنامج اسمه"حقائق وشبهات" البرنامج بيجي من سنين وبيستمر طول السنة. بس في رمضان بيستضيف د:محمد عمارة. البرنامج تحفة. مقدرش أقول كل سنة أحسن من اللي قبلها لأنه كل سنة بيتكلم عن موضوع مختلف كل واحد فيهم أهم من التاني

Saturday 30 August 2008

عن البوست اللي فات


ذلك أنه في يوم من الأيام كان هناك طالب أزهري صغير- وفي ذلك الوقت لم يكن هناك من معهد للدرس سوى الأزهر، فلا تحسبن هذا الكلام طعنا فيه – قد زهد العلم لما لاقاه هناك من إغفال الفهم وتقديم الحفظ، وهو الحال الذي مازلنا عليه حتى يومنا هذا؛ ولا يبدو أن لنا أمل في الخلاص منه في المستقبل القريب
ترك العلم وذهب إلى قرية بها بعض أقاربه ليقضي حياته في اللهو والبطالة. إذا نظرنا لتصرفه هذا لقلنا هذا هو طيش الشباب أو إن عقله مازال كالأطفال، لايطيق قيود التعليم.. ولكن
لكنه يقابل هناك الشيخ "درويش" رجل قد حصل مباديء العلوم ثم عمل في الزراعة كغيره من عامة الناس.. قابل الطفل - الشاب هذا الرجل الذي حاول إغوائه للمطالعة والتعلم. وهنا يروي ما حدث معه يوما بيوم
في أول الأيام طلب الشيخ منه أن يقرأ عليه بعضا من الكتب، لكنه قال له"أني لي أن أفهم ولم أحصل من العلم شيئا؟" فرد عليه"إذا أقرأ معك" وكانت تلك هي البداية.. ظلت نفسه تنازعه يومين حتى أتى الثالث وتعلقت نفسه بالكتب وبالرغبة في الفهم. وهذا ما أريد قوله: أنه داخل كلا منا هذا الطفل- الشاب الذي يريد المعرفة وتنازعه نفسه لللعب والبطالة، فإذا ما جذبت طرف خيط الفضول كرت معك فيه.. لكن هذا لا يصلح سوى فترة من الزمن بعدها قد تزهد النفس المتقلبة الأمر كله.. ولكن
لكنه يصل لليوم السابع حيث يكشف له ذلك الرجل البسيط تلك الحقيقة البسيطة.. أننا لو كان كل هؤلاء الناس مسلمين حقا لما فعلوا كما يفعلون
هنا عرف طريق الحق، ولكنه كان محتاجا للعلم كي يسلكه. وهكذا وقع في الفخ.. وسار في طريق العلم

سؤال الحلقة: عن من نتكلم؟

Tuesday 26 August 2008

على الدرب رفيق

















أعتذر لعدم وجود الصور كاملة عندي، وإن كان في هذا الاختصار الكفاية

Saturday 16 August 2008

ذئاب الزمن الجميل


هذا المقال يحتوي على عادة سيئة نرجو من السادة القراء عدم اتباعها حرصا على المشهد الحضاري، ألا وهي عادتي السيئة في قراءة الصحف المفتوحة بين يدي الركاب بجواري في المترو. ولكني أعترف أنني بهذا السلوك الشائن أجني فوائد كثيرة في ضربة واحدة. فأنا لن أشتري صحيفة مثل "الجمهورية" في كل الأحوال، وكذلك كل ما يتفرع من "دار التحرير"، وبالطبع "الأخبار" في ثوبها المقطقط الجديد. ولكن الفضول- قاتله الله- يدفعني في بعض الأحيان لتصرفات تضر بالصحة وتهدد الحياة؛ كقراءة مقال كامل لـ"أسامة سرايا"-عندي شهود على هذه الواقعة- وكذلك فإنني عن طريق هذه الممارسة المتلصصة أطالع الصفحات الأكثر قراءة من الجمهور
ذات مرة كان الشخص الجالس أمامي يفتح صحيفة الجمهورية. وقد قلب الصفحات كلها ولم أجد فيها ما يشجع على القراءة. سألته لماذا اشتراها من الأصل؟ أجابني بأنها "أخف حاجة". وبهذا توصلت لنظرية "السجائر المقروءة" وهي النظرية التي فسرت لي كثيرًا من الأمور. فكلنا نعلم أن السجائر "بتحرق الصدر"، فكذلك القراءة تفعل الأسوأ و"تحرق العقل" وكلنا يعلم أنه لا يوجد قطع غيار لهذا الجزء من الجسم
عندما طبقت هذه النظرية المباركة على مختلف نواحي وزوايا الحياة – حياتنا – وجدتها تخدم كثيرا سكان العشوائيات( ملاحظة: بالنسبة لسكان القاهرة الكبرى نرجو التنبيه أننا نسكن عشوائية كبيرة.. انتهى)فإذا ما فكرت وتفكرت في تفاصيل حياتك-أو حتى عمومياتها- فربما تفاجأ برائحة شياط تبعث من تحت فروة الرأس. وخصوصا في هذا الموقف المتروهجي -نسبة للمترو- الحار الرطب المشبع بأنفاس وعرق إخوانك في المواطنة، فأنت في حاجة لصنف خفيف لا يعلو بالرأس لمرحلة الاحتراق الذاتي
لكن ليس كل ركاب المترو في وداعة هذا الأخ. فكثيرا ما أقابل هواة صفحة الحوادث، وكذلك هواة صحف الحوادث الهابطة(ملاحظة:كل صحف الحوادث هابطة)ولكن هناك صحف أكثر هبوطا من غيرها. يمكنني كتابة الكثير عن بائعي هذه الصحف داخل المترو وجمل الدعاية وعلاقتها بعالم الدعاية الكبير، وكذلك عن قارئي هذه الصحف وعلاقتهم بعالم المتفرجين الكبير، ولكنني أتوقف عند مرة عادية كنت أتابع فيها صحيفة حكومية عادية في صفحة الحوادث العادية تكتب خبر عادي عن
أربعة من الذئاب البشرية يختطفون طفلة ويتناوبون اغتصابها لمدة ثلاثة أيام
ولأن الحدث ليس بالإثارة الكافية فيضيف المحرر بعض البهارات بأن الشقة التي تمت فيها الجريمة كانت لربة بيت وظلت تتابع العملية بتلذذ غريب، سألت نفسي في البداية من أين عرف سيادته شعورها وهي تتابع العملية
لكن الفكرة التي سيطرت علي هي عند هذه الطفلة-13سنة-التي تم اختطافها من الشارع في سيارة تاكسي. فكرت ما الذي تبقى لها من الحياة. فكرت أنه إذا كان موتها سيكون أقل إيلاما لها مما حدث، فلابد أن تكون العقوبة العادلة من جنس العمل بأن يكون موتهم أقل إيلاما من العقوبة.. بأن تكون عقوبتهم هي حد الحرابة والإفساد في الأرض
فكرت بأن العالم قد صار مكانا لا يحتمل، بأن ابنتك أو أختك الصغيرة لم تعد في أمان، إلا لو عينت لها حارسا خاصا يتبعها كظلها كلما غادرت عتبة المنزل. فكرت بأن العالم قد صار مكانا لا يحتمل أن ما فعلته الدولة(جدعنة منها)في حالة الطفلة التي أنجبت من حادثة مشابهة، لم يتعدى أن (وهبتها) شقة.. أي نوع من التعويض هذا؟!!!.فكرت بأن العالم قد صار مكانا لا يحتمل أننا صرنا نقرأ كل هذا في الصحف ونعتبره نوعا من "الدماغ الخفيفة" التي نقرأها في المترو للتفكير خارج الرطوبة والعرق.. بل ربما نعتبره نوعا من البهارات التي تضيف نكهة على أحداث اليوم المملة
ثم صرفت تفكيري لنقطة أخرى: كلمة"الذئاب البشرية" صك المصطلح نفسه وتكراره يغير من ذهنية الحدث، بحيث يصير تقبل الفعل أكثر سهولة. وهناك نقطة أخرى: الذئاب لا تفعل مثل هذا. كل الموضوع هو تكرار التلاعب بالكلمات.. كما يفعل "سرايا" و"القط"، الفارق الوحيد هو اختلاف الجهة التي يتم التلاعب لصالحها. في هذه الحالة التلاعب يكون من أجل القاريء الذي لا يريد الصحفي أن يخسره بأن يريه الحقيقة كما هي، فقط مجرد استعارة أخرى تقذف ذهنه بعيدا عن الواقع كأنه يهمس له.. هؤلاء ذئاب، هل سبق أن رأيت ذئبًا في الشارع؟ لا.. إذًا أنت في أمان. هذا ما أعنيه بتغيير ذهنية الحدث

أتذكر يوما بعيدا أنشئت فيه هذه المدونة وفكرت في اسم لها فاخترت"ذئب متوحد" للتعبير عن نفسي، ثم أطلقت اسم "ذئاب الجبل" على مجموعة من أصدقائي الذين توسمت فيهم "التذئب". هناك أنواع من الذئاب تعيش في قطعان، ولكن الخروج عن القطيع واختيار طريق متفرد. تحمل الوحشة واحتمال ضلال الطريق.. كل ذلك اعتبرته شجاعة تستحق الإعجاب

لكنني اليوم عندما أنظر لشعار المرحلة الحالية-الصورة الموجودة بالأعلى- أرى صورة أعلى من الشجاعة. في البداية عندما أخترت صورة هذه الفتاة الصغيرة جذبني إليها قدميها. هذان القدمان الكبيران نسبيا، وذلك الحذاء الأولادي.هذه الحالة من السير مثلت لي الاصرار. الملامح الدقيقة التي لا تحمل أي تعبير مثلت لي حالة السيطرة على المشاعر، أيا كان ما بداخلك فلن يظهر على وجهك
الآن حين أنظر ليدها الرقيقة التي لا تملك غيرها لمواجهة هذا العالم الموحش المتوحش.. لابد أن أحسدها على تلك الشجاعة

Monday 4 August 2008

تعاطفا مع عز


أنا مبشتغلش في حديد عز..
لكن فيه كلمة حق لازم تتقال. أنتو متضايقين من الراجل ليه؟
من إحدى وجهات النظر فالراجل معملش أكتر من إنه أنتج منتج ما. المنتج ده فيه غيره في السوق المحلي بينتجه. والشركات في العالم بتنتجه بسعر ممكن يكون أغلى منه.. وبين البايع والشاري.. يفتح الله.
قعدنا نقول احتكار احتكار لحد ما شفنا الاحتكار اللي على أصله مع ممدوح إسماعيل، الراجل كان محتكر البحر الأحمر، على الأقل محدش مات بسبب جودة حديد عز.
هيقول البعض إنه موصلش لشركة الدخيلة إلا بالفساد والإفساد.. طب ما أحنا كلنا عارفين القطاع العام اتباع وبيتباع إزاي.. وليست شركة المراجل منا ببعيد، الناس نشرو في الجرايد تفاصيل تفاصيل عملية إفشال الشركة وتحميلها مديونيات بالعافية عشان يتقال شركة خاسرة وتتباع.. حد اتحرك؟وشفنا شغل لجان تقييم الأراضي حطت أسعار كام فيها-للي ميعرفش القصة السعر المقترح أقل بكتير من تمن سعر أرض الشركة اللي على النيل مباشرة- وفي غيرها لحد ميدان التحرير
هيقول البعض الآخر إنه كان لا مؤخذة درامر(طبال افرنجي يعني) وبعدين بقى ملياردير(يعني مليونير مضروب في ألف)ومش عارف الصراحة إيه الغريب في كده؟ يعني لازم كل واحد ملياردير يكون أبوه ملياردير زيه أو على الأقل مليونير، وجده كذلك.. طب ما هو بالتأكيد-بلاش بالتأكيد خليها غالبا-واحد من أجداده كان فاسد مفسد، إيه العيب إنه هو اللي يفتتح تاريخ العيلة، مش هو ده برضك تشجيع الشباب؟!!ه
برضك هيجي البعض يعيد ويزيد في موضوع لجنة السياسات ويخبط في الحلل العليا. يا ناس حرام عليكم ده حتى ألطف كتير من قوانين شهاب، وبعدين موضوع لجنة السياسات ده بالذات واقف عليه بخسارة.. تقولولي إزاي؟ أقولكم
في كل نظام ديكتاتوري في العالم لابد من وجود واجهات ومنفذين.. الكلام ده مش بس في الدول ده في أي نظام فاسد.. الواجهة بتستحمل كتير من دعا الناس ليل نهار إن ربنا يخرب بيتهم ويكب زيتهم وييتم عيالهم، وبالتأكيد لازم ياخدو اتعاب إنهم يكونو اسفنجة لغضب الجماهير، اللي هيا مبتفكرش ولو للحظة واحدة.. طب مين اللي وصله للمكان الحساس ده وحطه فيه؟!!!!!!!!!!!.. بكره محاولات الاستخفاف بعقول البشر-أو حتى الثدييات العليا- إنه:أصله مش عارف- يبقى أهبل. أو:اللي قاعدين حوليه- يبقى اختياره أهبل، أو:بطانة السوء- يبقو مستهبلينه.. والحمد لله الفضائيات مخلتش. وصلة دش بعشرين جنيه والحاكم يشوف رأي الجماهير فيه وفي رجالته بالصوت والصورة. طبعا هو مش هيخاف من بتوع المصنفات إنهم يقطعو الوصلة، لكن عشان ما يتقطعش عليه الماتش ممكن يجيب دش بالريسيفير بالتقسيط برضك بعشرين جنيه في الشهر، أو يعمل جمعية

أحيانا لما بفكر في اللي ورا الستار بترعب. كأي مواطن عربي أؤمن إيمانا قاطعا إنه لازم فيه حاجة بتتم من ورانا، والسرقة اللي بتحصل من قدامنا بتتعمل عشان تداري على عملية أكبر-زي تجارة المخدرات كده- بترعب من كمية الفلوس اللي بتتسرق-بلاش الواحد يودي نفسه في داهية-كمية الفلوس اللي بتتحول من رصيد لرصيد. لما الواحد يسمع طراطيش كلام-هيا مش طراطيش ولا حاجة هي اتهامات موثقة بتتكب في الجرايد الحكومية و التقارير الحكومية ويناقش بعضها تحت قبة البرطمان بالضبط قبل ما يتحولو لجدول الأعمال- عن أراضي بالكيلومتر في سينا والبحر الأحمر وكل منطقة ممكن يكون ليها مستقبل بتتباع بتراب الفلوس. عن الصفقات الغير مشبوهة لبيع القطاع العام برضك بتراب الفلوس- طبعا هيا غير مشبوهة لأننا متأكدين إننا مسروقين فمفيش شبهة - وفي النهاية واحد ظريف بيستخف دمه افتكر إننا زمان-في بداية قصة الخصخصة- كنا قلنا إننا هنبيع الشركات المتعثرة عشان نطور الغير متعثرة.جه الأخ خفيف الروح بيسأل الحكومة.. هو انتو صرفتو الفلوس فين؟
الأخ ناسي إننا بنكتر كل سنة كام مليون. وبما إن الحكومة قلبها حنين بتعطف ع الناس دي وتديهم مما أعطها الله- زكاة عن عافيتها- وأحنا دونن عن خلق الله بنحب ناكل الفلوس.. بالضبط كده زي ما الأرانب بتموت في الخس أحنا بنموت في طعم الفلوس. تلاقي الواد الصغير ماشي في سوق التلات ماسك في إيد أمه بإيد والتانية ماسك رزمة جنيهات وعمال ينهش، وطبعا كل ما بيكبر بياكل أكتر فميشبعش بعد كده إلا بالعشرات ثم العشرينات لحد ما يوصل للميات- ده طلعو ورقة جديدة بميتين جنيه عشان فجعنة الشعب- من غير ما يفكر في يوم من الأيام إنه يشتغل عشان يصرف على كيف الفلوس
تلاقيه طول النهار قاعد ع القهوة ماسك شيشة وبشرب فيروز تفاح وبيلعب طاولة، وآخر النهار يروح لماما مصر- مبارك، أو مصر- السلام. ويمد إيده.. وهي عشان قلبها أبيض تديه. فيقوم طالع على اقرب غرزة ويديها بانجو وحشيش طول الليل، وبالشكل ده ميعرفش يصحى بدري عشان ينضم لإخوانه الفواعلية اللي قاعدين طول النهار في ميادين العاصمة مستنين أي حد يحملهم بالعربية، ولا حتى يلحق إخوانه اللي طالعين على أول فلوكة لإيطاليا برضك عشان يقعدو في ميادينها أصلها هواية، أو حتى يلحق يقف في أي طابور من طوابير الالتحاق بالعمل ويدفع فلوس الاستمارة ويستنى المكالمة المستحيلة- بلاش تشاؤم خليها شبه المستحيلة- عشان ترد عليه البت الأمورة وتقوله قبلت يا ننوس بس عليك إنك تمضي على طلب استقالة مع توقعيك على عقد العمل، ومش هنختلف في المرتب أنت عارف العمل عبادة. طبعا الواد تحت تأثير إدمانه للفلوس يقبل بكل الأوضاع المهينة.. بس لما يجي آخر الشهر يحسبها يلاقي إنه يدوبك عايش واللي جاي على أد اللي رايح. بس برضك في شباب عترة – رجالتك لسه مامتوش يا مصر – بيعرفو يحوشو متعرفش إزاي. وبعد سنين تبتدي دماغ الواحد فيهم تلعب.. والشيطان يوسوس لهم. ويلعب على غرائزهم الحيوانية وشهواتهم الدنيئة ويسولهم إنهم.. إنهم.. إنهم يتجوزو – أنا مقدر دهشتكم بس والله بتحصل واعرف شباب بيفكرو التفكير ده- فيقوم عامل جمعيات ورا جمعيات وحسبة برمة تنبثق منها حسبة برمة عشان يكتشف إنه ممكن قبل سن اليأس يلحق شقة لقطة في طريق الواحات. يصحى تاني يوم يبص في جرنان اللي راكب جنبه الأتوبيس- عشان هو بيوفر – يلاقي خبر إن سعر الحديد زاد فيكون قدامه حل من اتنين
يا إما يتقبل الأمر الواقع ويصرف نظر عن الموضوع ده.. وبالشكل ده يكون حمى مستقبل البلد
أو ينتحر.. وبالشكل ده يكون حمى الحاضر والمستقبل

عشت لمصر يا زيزو

Saturday 19 July 2008

learning to smile


بالتأكيد كان هناك حلما ما يطاردني كي أسعى لهذه الرحلة
قريبا اكتشفت أن هذا الحلم ظل يطاردني منذ فترة طويلة
وكلما أحاول العودة بذاكرتي للوراء لاستعادة جذوره أجدني أبعد أكثر فأكثر ولا أعثر عليها
لكن في الأشهر الماضية زادت وطأة ذلك الحنين
بدأ بحنين جارف للذهاب للقنطرة ومن ثم لسيناء، بالرغم من تاريخي القصير هناك
كتبت هذا الإحساس في تدوينة سابقة بعنوان سفر
لم أتمكن من الذهاب هناك، ولكني استطعت (خطف) يومين في الأسكندرية. ومنها خطفت ساعتين نائما تحت السماء العارية
ثم كان دافعي الأول للسفر لمرسى مطروح هو النوم على الماء
تذكرت مرتاعا أنني لم أنزل البحر منذ سنوات طويلة..
أنا؟! أنا الذي عشقت البحر منذ صغري.. حين كان المصيف والبحر من مسلمات حياتي
ما الذي حدث لي؟
بالتأكيد ما حدث حدث منذ زمن طويل، وأخذ يتغلغل عاما بعد عام
كان هذا موضوع تأمل طويل أثناء سفري لم أخرج منه بشيء، لأنه كانت هناك مواضيع أخرى تكدر علي تفكيري وصفو حياتي كلها
ثم عدت للقاهرة الكئيبة
الغريب
أثناء رحلة العودة من عملي المرهق.. وجدتها
بمنتهى البساطة
لست أدري كيف يعمل عقلي، ولكني متأكد أنه يعمل بطريقة مختلفة في حالة الأرهاق
يقوم بتجميع شوارد الأفكار والأحداث.. يحللها.. ويخرج بنتائج غريبة
ببساطة وجدت
أنني ظللت طوال هذه الفترة ألومني على أشياء لم أحصلها. على أحلام لم أحققها. على أخطاء فعلتها
في البداية كان هذا محتملا-بالتأكيد كان كذلك-كنت أخرج من هذه الحالة بعدها بفترة وأواصل حياتي
أول مرة أتذكر حدوث شيء من هذا النوع كان في الأجازة ما بين الصف الثاني والثالث الثانوي
الغريب
أنني أصف هذه السنة بأنها أنجح سنة في حياتي
ولكنني جلست في فراشي أفكر في إنني لم أنجح في تحقيق شيء وحيد في حياتي، حتى تذكرت أنني في هذا العام زاد مستواي في اللغة الإنجليزية ليتفوق على مستوى ما ندرسه. كان تلك هي حقنة المسكن لهذه النوبة
تكررت النوبات على فترات متباعدة وفي كل مرة تكون أقوى مع زيادة عدد الأحلام الضائعة والأخطاء المرتكبة
حتى كان هذا العام
بدأ موضوع الحنين لذكريات أيام الجيش في القنطرة ثم سيناء- في ذاكرة الحنين تمحى كل السيئات ولا تبقى سوى الحسنات-تذكرت السماء والرمال الناعمة
كنت أحتاج لحالة التطهر هذه
ليس من أجل التطهر ذاته، ولكن لكي أضع حدا لخلاط الأسمنت الذي يعمل في مخي منذ زمن
لحظة واحدة من الهدوء
لكم كنت أعشق هذه الأغنية القصير في فيلم
shrek
need some sleep
أتذكر أنني كنت أعيد تشغيل هذه الأغنية لمرات منذ أن شاهدت الفيلم عام2005
I need some sleep
Time to put the old horse down
I’m in too deep
And the wheels keep spinning round

Everyone says I’m getting down too low
Everyone says you just gotta let it go
You gotta just let it go
You gotta just let it go
You just gotta let it go
You just gotta let it go
You just gotta let it go

يااااه
منذ ذلك الحين وأنا أبحث عن هذه اللحظة؟
ولكن في ذلك اليوم القريب.. أثناء عودتي من العمل بالتحديد في ميدان لبنان
توقف خلاط الأسمنت
بدأ عقلي الآخر -العقل البدائي- يحلل أحداث حياتي ومن ثم وصل لهذه النتيجة

لماذا أجلدني بهذه القسوة؟

كل هذه الثرثرة من أجل هذا السؤال الهزيل!!؟
هو ليس هزيلا بالنسبة لي، لكنه كان فاصلا
أن ما ارتكبته من أخطاء في حقوق الناس أو نفسي لن يصلحه البكاء السرمدي على الفنجان المكسور
أن أحلامي التي لم أصل لها لم يكن مقدرا لها أن تتحقق من الأصل
وأنني أعلم أنني لم أقصر في بذل الجهد، حتى إن أخطات.. من منا لا يخطيء؟
في الماضي عندما كنت أفكر بهذا المنطق كنت أسحقه بقولي أنني لو اتبعته لبررت كل شيء مهما فعلت
لكني تذكرت
shrek
وهو في غرفة الأميرة زوجته التي تحولت لغولة مثله حينما يستيقظ من النوم ليجد نفسه محاصرا بكل الصور التي حلمت بها زوجته يوما ما لصورة شريك حياتها والتي لن يكونها أبدا
تذكرت موقفه
موقفه اليائس.. المستحيل
ثم تذكرت أحد النهايات من روايتي القصيرة (وسن السوسنة)ه
حين تكتب البطلة كل أحلام المستفبل في ورقة
تكتب وتشطب ثم تعيد الكتابة
وفي النهاية تكتب
عندما يأتي الغد سوف أعيشه








Saturday 5 July 2008

مغلق مؤقتا


Wednesday 2 July 2008

أحوال الدنيا


أن تتعلم أن لا شيء يستحق الحزن.. أن تتعلم أن لا شيء يستحق الفرح.
أن تتعلم أن لا شيء يستحق الحزن على فقده.. أن تتعلم أن لا شيء يستحق الفرح لنواله
.
أن تتعلم أن الحزن لا يكافيء الفرح
..

يبقى الحزن جاذبا الروح لأرض العذاب، فإذا ما غافلت الحرس وحاولت الهرب احتال عليها حتى يعيدها.
أما الفرح -طفولي الملامح والعقل- فلا يعرف شيئا عن خبث الحزن فيهرب بمجرد اقترابه منه، أو ربما لمعرفته بجلال قدره وعزته على الناس فلا يدني نفسه في معركة مع الحزن. فيبقى الحزن وتبقى معه دعواه الكاذبة بأنه الأكثر سموا وجلالا
.

أن تتعلم أن الحزن لن يعيد لك شيء من الماضي.. لكنه سيسلب الحاضر والمستقبل.
أن تتعلم أن الفرح سيتبخر سريعا ولن يبقى له اثر.. لكنه يختزل في لحظته قيمة العمر
.
أن تتعلم أنه لا حيلة لك في أن تصبح سعيدًا أو تمسي حزينًا
.
فـاســتـــســـلــم
.....

Saturday 28 June 2008

المشكلة مش فى الثانوية العامة




المشكلة مش فى الثانوية العامة
تعليق
مؤمنة بالله
تـاريخ ٢٤/٦/٢٠٠٨ ١٤:٢١
شىء حقيقى محزن...وليس المحزن هو التعليم أو الثانوية وان كان فعلا محزن...وانما الأكثر هو أن آباء هؤلاء المنتحرين قد اهتموا بدخول أبناءهم المدارس وحرصوا على الثانوية العامة وهددوهم بالضرب والطرد من أجل الثانوية ولم يهتموا ولم يحرصوا على الأغلى والأهم وهو تعليمهم الإيمان بالله ....أخبروهم عن الأهوال التى سيرونها اذا رسبوا ولم يخبروهم عن أهوال يوم القيامة والعرض على الله عز وجل بجد مأساة لأن عذاب الدنيا كلها لا يساوى شىء فى جزء بسيط من عذاب الآخرة...فلو كان هؤلاء الأهل والآباء اهتموا بتعليم أولادهم الإيمان بالله وحرصوا على تعليمهم الدين والعبادات والصلوات كحرصهم على الثانوية العامة كان زمانهم كسبوا الدنيا والآخرة ...هقول ايه؟!!! الموضوع يتكتب فى صفحات ولكت أختصره فى قول الله عز وجل "قوا أنفسكم وأهليكم نارا" ولم يقل قوا أنفسكم وأهليكم الثانوية!!! اللهم اهدى آباء وأبناء المسلمين

الكلمات السابقة بالطبع ليست لي.. ولم أكن لأهتم بإيرادها إلا للتعليق التالي

لعبة اليهود
تعليق
احمد اسامة
تـاريخ ٢٦/٦/٢٠٠٨ ٥٠:١٥
صدقوني يا جماعة دي لعبة اليهود من زمان للقضاء على مصر الغد بتخريب التعليم والزراعة والباقي مش مهم لان الدولة الحديثة سواء صناعة او اي شي ستبنى على الاثنين دول حسبنا الله ونعم الوكيل فى من ساعدوهم

القصة بدأت بدخولي لموقع المصري اليوم وبحثي في موضوع امتحانات الثانوية العامة لهذا العام.. الموضوع مقلق، والوزارة تعاملنا بالطريقة الحكومية العتيقة

كل الأمور رائعة.. ولا مشاكل.. ولا توجد شكاوى، ولو وجدت فهي شكاوى فردية

هناك شيء خطأ في الموضوع. كلنا نعلم ذلك. وكلنا نلف حول أنفسنا لتفسير الحدث. أنا شخصيا كنت أبحث في الأنترنت عن تفاصيل الموضوع وأسأل الناس عن تفسيرهم-ومازلت-ولكن هذان التعليقان استوقفاني.

انزع من الأول كلمة الثانوية العامة وضع مكانها أي كلمة وستجد أن التعليق يصلح للنقل-قص لصق-في أي موضوع

وبالنسبة للثاني فهو مثال تقليدي لفكر نظرية المؤامرة، خاصة لو أضفت كلمة أمريكا بجوار اليهود-التي ترادف اسرائيل والصهاينة-وهم المسئولين عن الكوارث التي حدثت أو ستحدث لنا. ولست هنا في معرض للكلام عن هذه النظرية اللعينة. نعم أنا مؤمن باحتمال وجود المؤامرة دائما؛ كما أثبت التاريخ، ولكن أن تفسر كل هزائمنا بسبب المؤامرة فأنت تضع نفسك في موضع المفعول به طوال الوقت، العاجز عن فعل أي شيء. بالرغم من معرفته بما يدور حوله

ما أثارني في موضوع نظرية المؤامرة هو الملل.. ألم يمل المؤامرتية من أنفسهم!؟

أذكر أن د/جلال أمين في تفسيره لحادثة 11سبتمبر استخدم نظرية المؤامرة، وقال أن البعض يخاف من استخدامها كاحتمال لكي لا يتهم بالتفكير الرجعي التآمري..
المشكلة أن علامة التخلف هذه مازالت واقعًا في تفكير العامة

أما التعليق الأول فلا أحتاج للرد عليه.. فلا يمكن أن أعيد الآيات التي تأمر بالتفكر في ملكوت الله ولا أن بداية القرآن كانت بـ اقرأ. ولا بأي كم من الحاديث التي تأمر بطلب العلم من المهد إلى اللحد، ولو كان في الصين

المفروض أن هذه ثوابت، ولكن هذان التعليقان روعاني

محل الترويع هنا أنني عندما كنت أفكر في التدوينة تصورت أني سأكتب مثلا عن جودة التعليم التي نتلقاها.. كلنا متفقين ضمنيا بأننا نتلقى تعليما منخفض الجودة-كأي شيء آخر في بلدنا الحبيب-ولكي تحصل على الجيد فعليك استعمال المستورد أو المصنع تحت إشراف الأجانب والمخصص للتصدير. فهو لن يخرج عن المنظومة

فكرت بأني سأتكلم عن شك الناس في أي شيء تفعله الحكومة وبحثهم عن تفسيراتهم الخاصة، و-تنفيض- الحكومة لهذا الكلام وإذاعة البيان الثابت. واستخدامها لطريقة الأمر الواقع والاستخفاف بالنس بعدم تعريفهم-فضلا عن اشراكهم-في أي خطوة تتخذها

فكرت بأنني سأتكلم عن تحول الخطأ للصواب. بأن صار الأمتحان القائم على الفهم هو الخطأ
لكن لأنني كنت في موقع آخر أبحث في موضوع مختلف تماما وجدت نفس الأفكار.. كل المشاكل سببها بعدنا عن الدين، وبذلك يكون حلها بالعودة للدين.. الدين الصحيح الذي يبشرونا به، والذي يتضمن البعد عن الحياة الدنيا-هذا فهمهم للزهد فيها- والتقوقع على الذات في محراب العبادة الجسدية


ولمرة أخرى أقول أن هذا ليس فكر المتدينين عموما-بناء على احتكاكي العملي بهم-ووجود هذا الفكر الانعزالي لا تخلو منه أي حضارة مهما بلغت من التقدم، ولكن ما يذهلني هو مدى انتشار هذا الفكر عندنا

من المفترض أن عامة من يدخلون النت هم الطبقة المتوسطة العليا، أي الطبقة المتعلمة-لن أقول المثقفة-وبهم يمكنك بناء حكم معقول عن القوى الأساسية التي تدير أي مجتمع

المفروض هنا أن أعمل اي شيء.. أن أخرج بإدانة ما
أو أن أتقدم بمقترح ما لحل الأزمة.. أن نتجاهلهم أو أن نرد عليهم بالحسنى ونثبت لهم خطأ وجهة نظرهم، باستخدام نفس النصوص والوقوف على نفس الأرضية
أو حتى ان أقوم بإحباطكم بأن أقول انها دائرة جهنمية تبدأ من التلميذ الذي تعلم تعليما خطأ.. ثم صار مدرسا-بسبب المنظومة الخطأ- وبذلك هو سيفرز أجيالا من المتعلمين الأميين، الذين قد صار البعض منهم مدرسين في الجامعات-بسبب ما نعرفه عن دور منظومة التوريث في الاختيار-وبالتالي سندور في هذه الحلقة المفرغة للأبد
وكذلك يمكنني أن اعطيكم ضوءا ما في نهاية النفق. بأن أعود لكتب التاريخ واستخرج أحد فترات الانتكاس التاريخي التي خرجنا منها عبر تاريخنا الطويل.. ومبشرات بهذا الخروج

لكني لن أفعل شيئا من هذا.. فقط أدعوكم كي ترتكبوا معي جريمة التفكير وتجيبوا عن هذا السؤال

ما الحل؟








Friday 20 June 2008

قصة فنجان


قصة فنجان


ما فائدة كل هذه القصص والروايات إذا لم تكن سوى محاولة لتشبيه الواقع؟ استعارات لأسماء أشياء كي تعبر عن أشياء أخرى! أي عبث؟!
ما الفارق بين الجندي شجاع كالأسد، أو الجندي أسد؟.. ما الفارق بين هراء وهراء آخر؟! الجندي جندي والأسد أسد، و إلا سيصبح من حق الجندي أن ينام طوال النهار منتظرا لبؤته الحبيبة عندما تعود له بجثث الأعداء.
الأسوأ هي تلك المحاولات البائسة لوصف حالة ما.. هل يوجد اثنان يحسان نفس الشيء، بنفس القوة ونفس الطريقة؟ بل حتى هل يظل شعورك هو نفسه مع تغير الزمن؟ إذًا لصار كل حب تالي بنفس قوة ونشوة الحب الأول.
لكن الأمر يتجاوز ذلك، فإذا افترضنا أن القصص والروايات-بالرغم من كذبها- تغير شيئا لهان الأمر، لكنها في عالمها الافتراضي تتحدث عن أشخاص وهميين يقومون بأفعال وهمية كما يأمرهم خيال المؤلف المريض، أو حتى كما تقتضي القواعد الأرسطية، وفي النهاية نصل لنقطة التنوير ولحظة الإشباع حيث تتجمع الخيوط كي تنقذ البطل أو حتى تقتله.. كم كان سيكون هذا رائعا، لكن المشكلة أن به عيب خطير. أنه منطقي.. منطقي أكثر من اللازم، ونحن نعيش في هذا العالم. ليس في عالم المؤلف وبالتأكيد ليس في عالم أرسطو أو أفلاطون.

وبالرغم من كل هذا مازلت تطالبني بالقصة.. حسنا ربما يكون هذا هو نوع من إدمان الكذب لكلانا. ولكي لا تتهمني بالتهرب وفقد القدرة على الحكي؛ سأمنحك ثلاث قصص لا واحدة. فلنبدأ بقصة الفنجان الصيني
" كان يا ما كان.. في يوم من الأيام.. فنجان صيني لم يصنع في الصين، ولكن في شيني حيث يكمن "كل سحر الصيني"- لن ألومك إن لم تكن سمعت بالإعلان من قبل- كان هذا الفنجان يعيش مع إخوته الفنجانين وسط طاقم كامل من الصيني خاص بوالدتك.. ومع مرور الأيام وتقادم عمر الطاقم والانتقال من بيت لآخر بدأ إخوته في النقصان.. أحس هو بالوحدة، ولكنك لم تتركه. أخذته في غرفتك وصنعت لنفسك فيه الشاي والكركديه والنسكافيه.. الينسون والليمون والنعناع. وفي يوم من الأيام كسرته. ستقول إنك لم تقصد. ستقول إنك كنت تحبه ولا يمكن أن تكون قد قصدت ذلك. ستقول وتقول.. ولكن ما الفائدة. أنت فعلا قد كسرته، ولا يمكننا في هذه الحالة بناء الفعل للمجهول. بالتأكيد لا يمكننا إصلاحه. وكذلك لا يمكننا شراء واحد آخر. لأنك لن تجد مثيلا له في السوق فالمصنع قد أغلق منذ زمن بعيد.. والعمال قد سرحوا."
هذه هي القصة الأولى.. إليك الثانية
حسنا هذه القصة تتعلق بك أنت، فإذا سمحت عليك أن تخرج من نفسك قليلا وتنظر لها من الخارج؛ لأن المرآة لن تفيد في هذه الحالة. اختر وقتا مناسبا مثل وقت النوم ليكون الخروج أسهل. حلق بهدوء في فضاء الغرفة-سيكون أفضل لو حلقت في فضاءات الغرفة ولكننا سنكتفي بفضاء واحد هذه المرة كي يمكنك أن تلقي نظرة أقرب على نفسك النائمة- آه.. كم تبدو كملاك وأنت في هذه الحالة!
ولكن هذا سيجعل القصة مملة أكثر مما يحتمل، لذا سنكملها فيما بعد ونقفز الآن للقصة الثالثة.
هي قصة درامية بعض الشيء، وفيها تعود من الخارج منفعلا بعض الشيء. هل كنت غضبانًا أو فرِحًا؟ لاتذكر، ولكنك كنت تحت تأثير موقف درامي ما سيشرحه المؤلف فيما بعد، ولن يؤثر في قصتنا هذه بأي صورة.كانت حركتك مضطربة، يدك مرتعشة ولكن ليس من ضعف.. تعد لنفسك فنجان من أي شيء مما سبق ذكره فتسقط يد المهتزة الفنجان.. ستحاول أن تظهر الألم، ولكن أرجوك لا تفعل فأنت فاشل كممثل. ولن يعطيك المؤلف دور الملاك في هذه القصة كما كنت تَعِدْ نفسك.. وللأسف دور الشيطان محجوز فلن يمكنك تجاوز ألم الفقد بسهولة، ولكن هناك دور ثانوي لإنسان يخطيء موجود في الفصل الثاني لقصتنا. يمكنك أن تؤديه مبكرًا ثم تعود سريعا لفراشك كي تنام سعيدًا بأدائك فتظهر الابتسامة على وجههك أثناء نومك فتبدو كالملاك حين تخرج من نفسك وتحدق فيها من الخارج. ترفرف سعيد هذه المرة في فضاءات الغرفة، فلم يعد يكفيك فضاء واحد. تفتح شيش الشرفة؛ فينساب نور القمر الرومانسي. يغمرك فتصفو نفسك، وتُجَلى بصيرتك فتعرف طريق النبع دون مرشد. تصل هناك فتخرج خبيئتك التي قد أثقلتك. خبيئتك القذرة.. قلبك الملوث.

يقول الؤلف:
كل منا يحتاج إلى هذه اللحظة كي يتمكن من الاستمرار في الحياة.. لحظة التطهر. يحاول جاهدا أن يصل لها بكل السبل.. يتذرع بكل الذرائع الصادقة والكاذبة كي يعود للحظة الميلاد أو حتى لعمره الجنيني السالب. ناسيا أصله المنوي النجس. هل في هذا نوع من الحنين للأصول الأبعد؟ حنين لأصلي التراب والماء؟

تخرج مديتك الحادة وتشق قلبك بحثا عن مضغتك السوداء التي ترسخت وانتشرت كالسرطان. تغمر قلبك بالماء الأوَلي.. تنتظر من جزيئاته السحرية أن تستبدل نفسها مع ذرات الخبث، أو على الأقل أن تأخذها وتذهب بعيدا.
ولكن لا تنتظر الكثير، فلن تنتهي هذه الرحلة كما توقعتها أنت أو أنا، فنحن في هذا العالم ولسنا في عالم المؤلف الافتراضي.

يقول المؤلف:
هناك مواقف لا يستطيع المؤلف أن يضيف لها حرف كي يختمها. البعض يكرهون تلك اللحظة وينسفون ما كتبوا، ظنا منهم أنهم قد فشلوا. بالنسبة لي أراها أفضل اللحظات وأكثرا تماسا مع الواقع.

20/6/2008
5:50ص

Friday 13 June 2008

سفر


اعتدت أن أكتم عشقي. أن أؤثمه. ارميه بسلاح الخجل فيبقى هناك خلف قضبان الضلوع مترقبا.. ينتظر

الليلة ترحل. بعد العصر بساعة تحزم امتعتك، يمضي بك الطريق. ترسم الشمس قوسها في الفراغ وذاكرتك تعيد ميلاد تلك الصورة القديمة.. البركة يهجع إليها أبو قردان، أشجار المانجو والليمون. السيارة تطوي الطريق لا تلوي على شيء. تتمنى أن تطول تلك اللحظة إلى ما لا نهاية، لكنك تعلم أن عليك أن تنزل الآن

لكني لم أعلم- كنت خائفا أن أفكر في هذا-ماذا سيحدث مع الزمن. كل شيء يتغير.. كل شيء يتغير، فلم أعد أطمع في الكثير

تمسك الشعاع الأخير للشمس تهتدي به في طريقك.. ثم بأضواء المعدية البعيدة. تنزل.. فتهتدي بالنجوم. هي أرض غريبة عنك، ولكن منذ متى كانت الأرض غريبة؟! قد يكون من استعمروها غرباء.. لكننا نحن لا. تطأها قدماك كما وطأها الملايين عبر العصور.. كما وطئت أنت ملايين المرات ما ظننته أرضك. لكنه الآن صار غريبا عنك.. ليس الأمر لغزًا أو طلسمًا. أنت فشلت في التغير. فشلت في أن تمسك موسيقى النشاز. أن ترقص عليها، فلم يعد لك مكان هناك.

لم تعد هناك أرض بكر.. لم يكن هناك من الأصل، فهذا لا يجاوز أن يكون سوى محض خرافة. قد سكنها قبلنا ملايين الكائنات.. وسعتهم. لم تبخل عليهم. هم أيضا لم يبخلو عليها وتركو ارواحهم تحوم في فضائها

وسطهم أتمدد. افرد ذراعي على اتساعهما معانقًا السماء. لم يدخل الليل قلبي.. لم تدخل النجوم قلبي

تعلمين أن بالداخل خائفا يترقب. ينتظر يدك السحرية أن تنزعه من القلب. ليس القلب جسم اثيريٍ رقيق كما كذب الشعراء، هو ليس سوى عضلة قاسية تعمل بلا انقطاع.. زادها العمل جهامة وضجر، يحرس جوفها أوتار حادة رفيعة. تقطع أصابع من يفكر في الولوج، لكنك تعرفين الشفرات.. الكلمات السحرية.. التعاويذ.. تضغطين هنا وهنا وهنا. تبتسمين بتلك الطريقة، وعند أول نبرة من صوتك تنهار المزالج

لم يدخل الليل قلبي.. لم تدخل النجوم قلبي.. بل خرجوا جميعا وانتشروا في السماء


Saturday 7 June 2008

فتنة الكبار


نبتدي الحكاية من آخرها


واتسحبنا من السيما قبل ما الفيلم يخلص.. مش عشان الفيلم خنيق.. ولا عشان كريم يهرب من زمايله.. ولكن لسبب أكثر جوهرية.. عشان نلحق المترو


مـ ا قـ بـ ـل ذ لـ ك


مجموعة من المشاهد غير المترابطة يجمعها خيط درامي واهي.. مكرر من عشرات الأفلام. خطبة طويلة يتطوع كل فرد-ممثل سابقا- بآداء قسط منها


مـ ا قـ بـ ـل ذ لـ ك


مجموعة شباب بريء نزلو وسط البلد عشان يتفرجو على فيلم جديد


مـ ا قـ بـ ـل ذ لـ ك


مواطن وموظف مصري يغوي زمايله عشان يدخلو ليلة البيبي دول بدل الريس عمر حرب.. اللي هو لسه منزلش السوق اساسا


الترتيب الطبيعي للأحداث


بعد ما اقنع الأخ كريم زمايله بدخول الفيلم. اتفقنا إن يبقى فيه قوات دعم خارجي من بعض الاصدقاء، وبالشكل ده جه انضمامي لهم في الحركة القومية لدخول السينما، ودي بتنتظم فاعليتها في اوائل الشهور الميلادية فقط، وبعد ما قطعناالتذاكر وقعدنا شوية ع القهوة.. جه ميعاد الحفلة.. ساعتها كان التصرف الوحيد المنطقي قدامنا إننا ندخل الفيلم


فـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــدخـــــــــــــــــــــــ لـــــــنــــــــــــا


وياريتنا ما.............ه




ممكن اخنق عليكم واقعد احكي مجموعة الأحداث الغير مترابطة اللي بتشكل الفيلم..وطبعا زي ما انتو عارفين عني.. لازم.. اخنق.. عليكم


فيه بعون الله خطين دارميين زي اللوز


واحد محمود عبد العزيز بعد رحلة علاج استمرت لسنة في الولايات المتحدة-امريكا يعني- الحمد لله الحمد لله اتعالج وبقت عنده القدرة على.. القدرة على .. إنه يخلف يعني.. فقام مشتري عدد واحد قميص نوم بيبي دول لزوم المدام-اللي هيا تبقى سلاف فواخرجي، وفي المعلومات اللي عرفتها بعد كده ان الاتفاق كان اساسا مع الأخت المحترمة القديرة هيفاء وهبي


المهم هو جاي منسق أو حاجة كده مع وفد لجمعية عصير الجزر الأمريكية من اجل السلام والتنمية- اللي هما محليش في عينهم غير ليلة راس السنة عشان يعملو المؤتمر فيها-حاجة تجنن


وطبعا عشان الافتكاسة تكمل، لازم وحتما ولابد من كل بد إنه يرجع معاهم تاني يوم طوالي للستيت-امريكا يعني-طب يعمل إيه؟


قرر انه لازم يرمي المسئولية على ايد المساعد الغبي بتاعه على ما يكون-احم- مع المدام.. الطبيعي واللي احنا متوقعينه انه هيلاقي الهانم باعت الشق عشان تجيب واحدة تانية وإنها قاعدة مع واحدة صحبتها جوزها شغال في اسوان-كأن اسوان دي من اعمال بوركينا فاسو ومش ممكن يجي البيت في اي وقت تكون لوحدها-وده اللي هيحصل بالظبط أول أما يقرروا انهم يجرو تجربة عملية على مدى نجاح الأمريكان في علاج اشياء الإنسان. وكمان احنا متوقعين ان حجزه في الاوتيل هيتاخد بسبب مساعده الغبي عشان يكمل حجز أفراد الوفد-طبعا الكلام ده مش في فندق كونراد ده بيحصل في لوكاندة ابو دومة-وطبعا المواطن الغلبان محمود عبد العزيز مش هيعرف يتصرف يا ولاداه في اي خن خلال اليوم ده حتى لو شقة فول وطعمية.. وبذلك تستمر محاولاته المستميتة خلال الفيلم إنه يبوس البطلة، ولكن بلا جدوى


الخط التاني اجمد من الخط الأولاني


الإرهابي الخطير عوضين.. نور الشريف سابقا.. مع مساعده المناضل النص ارهابي.. جمال سليمان.يمكن هما دول اكتر اسمين اقنعوني اني اخش الفيلم، بس بصراحة الذنب مش. ذنبهم الذنب ذنب....... الله يرحمه بقى، اذكروا محاسن موتاكم


كانو عاوزين يفجرو الاتوبيس السياحي نفسه اللي كان مسئول عنه زيزو وهيدسو في الخباثة شنطة فيها القنبلة وسط شنط الركاب!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!معلش انا بعتذر للي ما شفوش الفيلم عشان لو شافو جمال سليمان وهو بيدخل المطار بمنتهى السهولة وبيحط شنطة القنبلة بمنتهى السهولة والشنطة بتطلع بمنتهى السهولة.. عشان لو شفتوه هتفكرو من بكرة تشتغلو ارهابيين، واهو كله اكل عيش


محمود عبد العزيز وهو مستعجل هيركب عربية جمال اللي هيطلع صاحبه من ايام الكلية، وغصبن عن جمال هيسيب نور الشريف عشان ما يتكشفش لأنهم كل شوية ينزلو عليه في التليفزيون إعلانات بلغ على عوضين الإرهابي تكسب سخين حديد فولاذي، فنور هيركب عربية تاكسي يقودها احمد مكي عشان يبقى ورا الأتوبيس عشان في الوقت المناسب يرفع الشعار ويدوس على الزرار-زرار الريموت بتاع القنبلة فتنفجر الحافلة


طبعا الشنطتين-الشنطة البيبي دولية والشنطة الريموتية الإرهابية-هيختلطو وكل واحدة تروح للتاني وبعدها كل واحدة تروح لصاحبها بعد احداث ومآسي،


ولكن بلا جدوى


لا محمود هيلاقي مطرح


ولا نور هيلاقي شحن


أه والله العظيم، لما نور يدوس على الزرار القنبلة مش هتنفجر.. مش عشان حاجة غلط فيها لا سمح الله، ولكن عشان هو مشحنش البطارية، زي ما هنفهم من المشهد اللي بعده


ولكن المعضلة مش هنا


المعضلة في اللي جاي


من أول ما الأخ محمود يحط رجله في تاكسي سليمان، والأخ نور يحط رجله في تاكسي أحمد مكي- والكلام ده في اول الفيلم-وانسي الدراما وعيش الخطابة والفلاش باك


بصراحة مش عارف مين اخنق من مين


يعني كلنا عارفين ان المباشرة خطيئة العمل الفني.. طب الخطابة نقول عليها إيه؟


الخطابة هي نقيض العمل الفني


لما يجي في اول الفيلم يكتب لي على الشاشة بحرف كبيرة الإرهاب كخ والمقاومة دح


ممكن اعديها.. بس لما يكرر الكلام ده كل شوية في الفيلم ويرص لي ارقام واقوال مأثورة.. ولما كل الناس-الممثلين سابقا-يبقو خطباء في مولد خطابي. بيهاجمو فيه امريكا-الستيت يعني-وفي نفس الوقت مش هتسمع ولا كلمة-ولا نص كلمة حتى على رأي محمد فؤاد-بتنتقد او حتى تتكلم عن حكامنا


هو كان فيه حد فاضي اساسا؟ كله عمال يخطب وينتقد في الإدارة الأمريكية-حتى زيزو-محمود عبد العزيز- نسي المدام وسخن في مؤتمر جمعية الجزر للسلام والسلامو عليكم، لحد ما الست الرقيقة الأمورة ليلى علوي جات لها ازمة واغمن عليها، يا كبدي يا بنتي، ومن هنا دخلت المستشفى ومن هنا جه الراجل الجنتل -زيزو برضك-وزارها وهناك حكت له عن ذكريات والدتها في معسكرات النازي................ستوب هنا


طبعا انتو فاكريني بهرتل، لا والله لقد خاب ظنكم فهذا قد حدث بالفعل. مشكلة الفيلم التانية هي كثرة الفلاش باك بصورة مبالغة جدا جدا جدا لحد الصبح.. لدرجة انك ممكن تطلع من فلاش باك لفلاش باك تاني والأحلى من كل ده ان معظم الفلاشات دي لا بتخدم الدراما ولا بتعمل تعميق في رسم الشخصيات ولا أي افشخنات.. كل الموضوع هي سكة عشان نكمل الخطبة الطويلة والاستعراض السلاطوي-من السلاطة وليس السلطة حفظكم الله- لمشاكلنا ومشاكل غيرنا.. وطبعا لوجود ميزانية ضخمة فالموارد متاحة عشان نتنطط من العراق لفلسطين لألمانيا لأمريكا لكفر الهنادوة

انا مش معترض على الموارد الكبيرة بالتأكيد

انا معترض على سوء استخدام الموارد دي

يعني لما تجيب واحد زي محمود الجندي عشان يطلع في مشهد يتيم في دور سواق عراقي يقول البقين-مثنى بق- لنور الشريف إن صدام كان وحش بس ادينا كنا عايشين ايامه وبناكل عيش، وإنه حكم العراق35سنة مامتش قد اللي ماتو في كام سنة احتلال، وكنا متوحدين وكنا معرفش ايه.. السؤال هنا، ليه مش جاب اي كومبارس عراقي يقول الكلمتين دول؟ حتى كان هيبقى اصدق وانا هبقى مقتنع اكتر

لما تجيب علا غانم عشان تعمل رقصة رمزية في وسط الأحداث-مكان الفلاش باك يعني حتى مش مكلفين نفسهم يدخلوها وسط الحدث-في الوقت اللي ممكن تجيب اي راقصة، والأفضل انك تلغي المشهد من اساسه عشان مالوش لازمة وبيعمل تشتييت

في الوقت اللي انت جايب العدد ده من النجوم ومستخدم اقل اقل من تمن طاقة بعضهم زي جمال سليمان، والباقي جايبهم في مكان غلط زي جميل راتب


الموضوع مش انك تكون محتاج تحسب حسبة على آلة حاسبة عادية فتشتري كمبيوتر عشان تحسبها عليه.. لأ الموضوع اكبر من كده

الموضوع انك بعد ما تشتري الكمبيوتر تستخدمه غلط فتطلع الحسبة غلط


مش عايز اتكلم عن الله يرحمه عبد الحي اديب لأنه مات عن عمر يناهز الثمانين- وانتو عارفين اللي يوصل العمر صعب انك تسأله عن افعاله-من غير قلة ادب او تلميحات غير لائقة للناس اللي وصلو العمر ده -ربنا يديهم الصحة ويديمها عليهم ويصبرنا

مش عايز اتكلم عن المخرج عادل اديب وامكانياته المحدودة جدا


اللي كنت خايف منه جدا بعد فشل الفيلم ده-وده انا متوقعه وبشدة-هتكون سينما الانتاج الضخم في ازمة، لأن لحد دلوقت ده اضخم انتاج مصري-40مليون جنيه-وتقريبا الشركة الوحيدة اللي اقدمت علي النوع ده كانت جود نيوز

اللي كنت خايف منه اننا نفضل في الأفلام ذات الانتاج المحدود.. بالأضافة لسينما النجم الواحد


لكن اللي وصلت له في النهاية انه لايصح إلا الصحيح

كان فيه في دماغي مثلين

الأول من الفيلم الأجنبي سيريانا.. بتاع جورج كلوني

فكرت في بنية السيناريو المحكم الرائع اللي لوحده بتقول كل حاجة

مشهد النهاية للشاب الباكستاني راكب اللانش اللي فيه الصاروخ الأمريكي -اللي وصل للأرهابيين في عملية مخابراتية-.. عشان يخبط في السفينة الأمريكية اللي بيحتفلو فوقها بتوقيع عقد التنقيب عن البترول بين الحاكم الشاب الفاسد-بعد قتل اخوه الصالح-والشركا الامريكان اللي قدمو عقد اسوأ من العرض الصيني، لكن بسبب الفساد قدرو ياخدو الصفقة

المشهد لوحة رهيبة هما قتلوه في البداية وقفلو عليه كل السبل

وهو قتلهم في النهاية.. مين الجاني؟


التاني كان فيلم... فيلم ثقافي

فكرت في بناء الدراما على فكرة أزمة اليوم الواحد اللي حاول ليلة البيبي دول اللعب عليه.. هنا كانت الأزمة هي توفير شريط+فيديو+تليفزيون+مكان، عشان تتحل ازمتهم، وشتان ما بين التنفيذ الفني هنا وهنا.. شتان ما بين الفكر هنا وهنا، لما يلخص مشاكل الشباب كلها ويعرض خلاصتها في قصة بسيطة، مليئة بالجمل القوية الموحية زي.. العيب مش فيكو العيب في النظام.. والنبي ما تقولناش روحو عمرو الصحرا والكلام ده-طب ما هي كده عمرها ما هتعمر


المثال الأول ذكرته عشان اقول ان حجتنا القديمة بأن؛ معندناش انتاج ضخم زيهم عشان نعمل حاجات زيهم؛ انتهت.. الموضوع مش فلوس، طب ما هي الفلوس جت، عملنا ايه؟

زي ما قلت في مثال الكمبيوتر.. عندك جهاز زي بتاعه، عملت ايه؟


المثال التاني ذكرته عشان اقول ان العملية مش نقص عقول.. طب ما هو فيلم مصري اهو بإمكانيات بسيطة جدا قدر يعالج كمية كبيرة من المشاكل بشكل فني رائع


المشكلة ان احنا مغرمين بالأسماء الكبيرة حتى بعد انتهاء فترة صلاحيتها


بنتصور انه كفاية وجود فلان وعشان تاريخه الكبير كل حاجة هتمشي صح


فتخيل انت بقى لو جبنا فلان وفلان وفلان وفلانة وفلانة هيبقى ايه
لكن زي ما قلت

في وقت ما هنكتشف ان الكبير كبير بشغله.. وعشان يستمر يبقى لازم يقدم ما يستحق عليه الاستمرار
الكلام ده مش بس في السينما لكن... لكن خلينا كويسين وكفاية لحد كده




















Friday 30 May 2008

كحلم يليق بأميرة




اليوم نلتقي مع شخصية مهمة. ستلعب دورًا مهمًا في تقدم هذا البلد- بالرغم من إنها ليست هداف سوبر، ولا حتى كلوبترا- بالرغم من ذلك مازلت تطمع بأن تلعب دورًا خارج المستطيل الأخضر بأن تدرب الطلاب على اشياء ليست لها أي علاقة بالحياة-مثل الفيزياء- وبذلك عندما يخرجون من معملها سرعان ما سيكتشفو الخدعة ويبدءوا في تعلم الحياة الحقيقة
يمكنك أن تطلق عليها اسما طويلا مثل ر.د
(R&D)Research&Development
أو
Rd
*وهو غاز الرادون النبيل المشع
هي تتصور نفسها أميرة.. لأنها تدرك حقيقة أن الثورة قامت وعلي اتجوز أنجي خلاص.. وتتخيل أنها تحلم كما يليق بأميرة.. دون أن تعرف أن الواقع قد يكون.. أحيانا يكون.. غالبا يكون.. أحلم من الأحلام

كحلم يليق بأميرة

هناك في الركن هي محاصرة. تتأملها العيون باستغراب.. بفرح.. بفزع.
حسنًا.. لن يأتي آينشتين كي يلقي معادلة سحرية وينقذك. "مشرفة" مشغول بتصحيح أوراق الطلبة، أما "هايزنبرج" فيقضي عطلة الصيف في "بورتو السخنة".. فماذا بإمكانك أن تفعلين الآن؟
--------------------------------------
في المرة الخامسة كان عليها أن تتخذ موقفًا.. موقفا حادًا واضحًا حازمًا.. فصرخت في السائق"على جنب يا اسطى". بالطبع لم يركن السائق، لا لكونه يضطهدها، ولا لأنه ممنوع الوقوف في تلك البقعة، ولا لأنه لا يسمع في العادة.. فقد توقف مباشرة عندما أكد أحد الركاب قولها بصوت مسموع"بتقولك على جنب يا اسطى
".
نزلت وهي تشعر بسعادة اتخاذ القرار. فقد استطاعت بعد أن ذهب بها الميكروباص للمرة الخامسة لحلوان ثم عاد للجيزة أن تصل للحل الأمثل- كي لا يشعر السائق بسخافة موقفه -بأن تخرج من الموقف دون أن تحرجه
.
الميكروباص التالي-والذي حدث أنه كان يتوجه للوجهة التي تقصدها- لم يكن يحمل لها أخبار سارة. فبعد أن ركبت بوقت قصير توقف الميكروباص أمام الجامعة لتركب جماعة من الشباب الرقيع، ولنكون أكثر دقة فهم شباب وشبات تربطهم علاقات الزمالة ويوحدهم البحث العلمي-باختصار كانت شلة- بيس يا بيبول؟
هناك في فضاءات العدم كانت هي تحدق بينما كان هناك أصوات خافتة تصر على اقتحام مسامعها(الأصوات لم تكن خافتة بالطبع، ولكن في فضاءات العدم تبدو الأشياء كلها صغيرة).. في البداية كانت اصوات ضحكات-حريمي على رجالي-"نفضت للدور" وأكملت مسيرتها الذهنية في الفراغ.. ولكن إحداهن قررت قطع حبل أفكارها وأخرجت المقص.. أقصد الموبايل. ضحكت ضحكة رقيعة بينما كانت تنظر لها بشماتة ثم بدأت التشغيل بأعلى صوت:
**سامحيني لازم اربيكي.. لازم اربيكي
وبرضه لسه بتغلطي!!.. طب والله ما أنا راجع تاني
ولو وقفتي على إيديكي.. على إيديكي
كانت تلك الكلمات كفيلة برفع ضغط دمها.. مما أدى لخروج بعض الدخان من أذنيها ثم سدتها بسماعات إم بي تلاتة على أغنية لوجيه لذيذ
" قول معايا.. قول بجد.. هيا عيشة ولا موتة ولا فوتة ف حارة سد"
عادت لعالمها لمرة ثانية وهي تحدق في العيون الغريبة والعيون الغريبة تحدق فيها
.

---------------------------------
كان من السهل عليها أن تلتقط تلك العينين من وسط باقي عيون الطلاب في لجنة الامتحان. أحد الشباب تزوغ عينيه على أوراك.. أقصد أوراق زميلته. "بص ف ورقتك" نظر لها بعينين مندهشتين
وإنتي مالك؟
ازدادت دهشتها:نعم؟!!!
خليكي ف شغلك أحسن
طب ما هو ده شغلي
يا فتاح يا عليم، هو لازم كل يوم؟
وبمنتهى العصبية التي استطاعت الوصول لها
بص.. لو مبصتيش ف ورقتك.. لو مبصتيش ف ورقتك.. أنا.. أنا.. هنقلك لمكان تاني ف اللجنة
نظرت لها زميلته التي كان ينقل منها: ما تتعبيش نفسك.. هو هيغش في أي مكان في اللجنة دي أو اللجان المجاورة.. إنتي ماتعرفيش ده ابن مين؟
وكأنها ضغطت على الزر السحري الذي قلب كل شيء

: نعم نعم.. الكلام ده مش معايا.. الكلام ده مش معايا.. بره.. بره.. بره
بالطبع كان الموقف الدرامي في ذروته، مما يحتاج إلى ملطف للجو.. يدخل رئيس اللجنة- الرجل الطيب ابن الناس- ومعه سبراي معطر يرشه على الموقف
إيه يا بنتي فيه إيه؟
الكائن ده فاكر نفسه فوق القانون عشان ابن معرفش مين ف البلد
نظر له الرجل الطيب طويلا.. ثم خلع النظارة ومسح زجاجها.. أعاد ارتداءها
ليه بس كده يا بني؟ بص ف ورقتك أحسن
ثم انصرف... بــــــــــــ هـــــــــــــ وووووووووووووو دددددددد ء
يعاود الطالب ابن الناس النظر في ورقة زميلته وهو يبتسم بشماتة ويدندن.. سامحيني لازم اربيكي.. اربيكي.
ازداد خروج الدخان من أذنيها. جرت خلف الرجل الطيب وفي اثناء ذلك تعثرت بآخر مخرجًا شريحة من الورق عليها مختصر للمنهج-برشامة يعني- أخذتها منه وهي تواصل عدوها
يستوقفها الطالب بلهجة ريفية
حلفتك بالنبي الغالي ماتوديهاش
يعني هو ده كلام النبي اللي بتحلفني بيه؟
إلهي ما يوقفك ف لجنة
طب ما أنا واقفة في لجنة
يتدخل أحدهم: قصده لجنة مرور
أه.. أصل أنا امبارح وأنا نازل الجامعة وقفت ف لجنة ما سبونيش إلا النهاردة عشان ألحق الامتحان وارجع أقف هناك تاني أول أما أخلص.
طب ومنزلتش بدري ليه عشان تلحق توصل؟
أصل أمي كت عمالة تنازع من يومين ومش عاوزة تخلص
تشير لأحدهم: حد يترجم
يتدخل طالب آخر: قصده كانت بتودع، لكن الظاهر الموضوع كان صعب عليها عشان مش مذاكرة كويس فاستدعو المحروس عشان يخلص عليها
فعلا يا بني أنت تخلص على بلد
خصيمك النبي ما أنتي رايحة. أصل أبويا اتجوز على امي
تبدو ملامح الحيرة على وجهها: وده إيه علاقته بأي حاجة؟
ينظر لها ببلاهة: إزاي؟ بقولك أبويا.. أمي.. إخواتي
يتدخل طالب ثالث: ما تتعبيش نفسك مش هتفهمي حاجة.أهو فصل مننا أهو
يتدخل رابع: امبارح كان ابوه هو اللي بينازع وأمه اللي بتتجوز على ابوه
تكمل عدوها باتجاه الرجل الطيب
يا دكتوووووووووووووووووووووور
إيه يا بنتي؟ عاملة دوشة ليه؟ عاوزين الأولاد يركزو
يا دكتور دول بيركزو في الغش مش ف الإجابة.. بص البرشامة دي
يتحرك معها باتجاه الطالب المذعور ممسكا البرشامة
دي بتاعتك يا أبني؟
يجيبه بذعر: ولا أعرف حاجة عنها يا بيه
يا ابني هو أنا مسكتك بسجارة بانجو.. دي برشامة وده عادي جدا في الامتحانات.. يعني انتو هتلاقوها منين ولا منين.. هه قوللي البرشامة دي بتاعتك؟
بصراحة يا بيه.. الكدب خيبة. ديه واخدها سلف عشان فيها نص المقرر، لكن بقية المنهج أنا مبرشمه بنفسي ولسه ف جيبي
: طب هات البرشامة التانية
يخرجها الطالب الطيب ويناولها لرئيس اللجنة الطيب الذي يربت على كتفه
: خلاص يا ابني ما تعملش كده تاني.
وينصرف بــــــــــــ هـــــــــــــ وووووووووووووو دددددددد ء
يبتسم الطالب الطيب بشماتة وهو يخرج البرشامة الاحتياطية وهو يدندن..
سامحيني لازم اربيكي اربيكي

وأكد شهود العيان أنه قبل أن يغمى عليها قالت جملة واحدة
إيه اللي بيحصل في البلد ده؟

---------------------------------------
تفتح عينيها على نفس الأعين.. الطالب أبن معرفش مين قد نبتت له دبابير ذهبية في كتفيه ويبتسم لها بشماتة
تبادره: قبل ما تبتدي تسألني أي سؤال.. أنا عاوزة أعرف هو ليه كل الناس بتبسم ليا بشماتة من أول القصة الهباب دي؟
يبتسم لها هذه المرة بسخرية..
صوت طرقات على الباب يدخل الطالب الطيب حاملا لصينية المشروبات وعلى كتفيه حديدة الصول
تفتح عينيها وتغلقهما
ده حلم مش كده؟
وليه يكون حلم؟ أحيانا الواقع بيبقى أجمل من الأحلام
:وهو ده أجمل؟
المسألة نسبية يا دكتورة.. الأجمل بالنسبة لي مش شرط يبقى الأجمل بالنسبة لك
: طب فسري لي الدبابير اللي طلعت لك دي مرة واحدة.
ولا حاجة.. بعد ما اتخرجت من الكلية ملقتش حاجة اعملها فدخلت شرطة
: يا سلام.. ولحقت تخلص؟
طبعًا.. إنتي اللي علمتينا إن الزمن نسبي.
: بس الكلام ده قرب سرعة الضوء
واحنا اللي سبقنا الكهربا
كادت ان تعترض لولا دخول شخص ضخم الجثة عريض المنكبين اللذان ينوءان بحمل عدة نسور ونجوم وحدادي-جمع حداية
ينظر لها بشماتة ثم ينظر للطالب الطيب بسخرية
افتح المحضر يا حلاوة

---------------------------------------------
س: ما هي أقوالك فيما هو منسوب إليكي؟
ج: إللي هو إيه بالظبط؟
يقرأ من ورقة أمامه بملل: لما صرختي في اللجنة وقولتي" إيه اللي بيحصل ف البلد ده؟" ما تحاوليش تنكري الواقعة مثبتة بشهود العيان.
واقعة إيه أنا مش فاهمة حاجة؟
اكتب عندك.. وادعت المتهمة البلاهة.
ثم يميل عليها ويهمس: ومادمتي مش فاهمة حاجة بتعقدي الطلبة في حياتهم ليه؟
س: مين اللي وراكي؟
ج: هو إعلان بيبسي؟
بصي استظراف مش عاوز.. أنتي بقى تبع ستة إبرايل ولا خمسة مايو ولا تكونيش تبع خمسة وعشرين ديسمبر
هه! هو أنا مواليد تلاتة وعشرين إبريل.
اكتب عندك: وقد انشأت المتهمة- المدانة بإذن الله- تنظيما جديدا
س: وما هي الجهات التي تمول الشبكة؟ بصي ما تحاوليش تتهربي لأننا مراقبين كل قرش داخل لك.
ج: هو ممكن لما ف آخر الشهر تزنق معايا استلف من ماما لحد أول الشهر.
اكتب عندك الممول اسمه ماما.. ويا ترى ده اسمه الحركي ولا الكودي؟
س: آخر سؤال.. ليه دخلتي القسم ده من أصله.. 1-عشان تتوظفي 2-عشان تدي دروس خصوصية 3- عشان تعقدي الطلبة الغلابة؟
:مفيش حل رابع إني أكون مؤمنة بده؟
للأسف.. لأ

-----------------------------------------
يقودها شاويش قصير القامة عريض المنكبين. لا تدري لماذا يطأطىء رأسه في الأرض.. تركز على ملامحه فتجده يحاول أن يكتم ملامح الشماتة بعيدًا عنها-تنفيذًا لأوامر المؤلف-لكن هذا لا يمنعه من أن يدندن..
معلش لازم اربيكي.. اربيكي

يفتح باب الحجز لتجد نفس الشلة الميكروباصية الفرحانة ينظرون لها بشماتة-في هذه المرة خرج الموضوع عن سيطرة المؤلف- تقترب أحداهن منها
دلوقت معاكيش إم بي تلاتة ولا اربعة يا قطة
وأخرى: لن ينقذك وجيه لذيذ منا اليوم
وثالثة: والحاج بيتهوفن مدفوس في الدلنجات
ورابعة: قولو معايا يا شعب.. حلوة يا بلحة يا مقمعة شرفتي اخواتك الاربعة
ثانـــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــة واااااااااااااااااااحددددددددددددددددة
هو أنا كنت عملت لكم ايه؟
يجيبها احدهم ببراءة: ولا حاجة.. مشكلتك إنك مش قادرة تفهمي لحد دلوقت إنه زي فيه مدارات محددة للألكترونات.. فيه أنماط محددة للحياة.. الأنماط دي اتحددت من زمن، لكن الظاهر إنكم في معقكلم الفضائي لسه المعلومة دي مش وصلتكم
تقترب منها إحداهن.. تقرب منها علبة سجائر
عشان غلاوتك عندنا فدي كل النواع المتوفرة من الأوربيتالات
الأوربيتال إس.. دماغ شعبية. صناعة محلية، زي الأتوبيس ساعة الضهرية
الأوربيتال بس.. دماغ مستوردة. بس تفقيلة مصرية، زي المترو والناس مهوية
الأوربيتال اس بس تو.. مستورد أصلي.. زي حادثة على الصحراوي.. ست سبع عربيات مهشمين والدماغ ف حتة تانية
وأخرى تعطيها ولاعة: ما تتكسفيش احرقي صدرك
وثالثة تقرب كبريت: ده بقى احسن من الولاعة.. شاحح من السوق دلوقت
تتراجع بظهرها للخلف.. للخلف
في الركن تقف محاصرة. تتأملها العيون باستغراب.. بفرح..
بفزع تدير وجهها للحائط. تخرج طباشيرة وتبدأ في الرسم.. ترسم
Manifold
تغمض عينيها وتدخل فيه.. تسبح بداخله مع ***ممتداتها الأليفة.. تكتشف أبعادا جديدة لا يرونها

--------------------------------------
تفسيرت لبعض الكلمات
* معلومة كيميائية غير صحيحة فرمز الرادون هو
Rn
ولا يوجد شيء اسمه غاز نبيل مشع، فكلها عناصر خاملة
**كلمات الأغنية مقتبسة من مقال كتبته المذكورة تحت عنوان- انحدار مستوى الإبتذال- العنوان نفسه مشكلة
*** الممتدات هي-بالصلاة على النبي- حاجة في الرياضة والتي أجهل أي شيء عنها، لكن أؤكد لكم إنها تعيش داخل الماني فولد مع المواطنة المذكورة

Saturday 24 May 2008

عود على بدأ

فليكن..
عدنا إليكم

وبعد:
أعتقد أني مدين لكم- زواري الافتراضيين- ولنفسي بتفسير.. لماذا انقطعت، ولماذا عدت.. لماذا غيرت عنوان المدونة مرة أخرى؟
انقطعت بسبب ضيق الوقت
عدت بالرغم من موضوع الوقت لم يحل
لكنني اكتشفت أنه لن يحل أبدًَا. ستظل الموضوعات في رأسي لفترة طويلة دون أن اتمكن من كتابتها. وفي النهاية عندما تكتب ستظل بشكلها البدائي دون تنقيح.. مما يستفزني تجاه نفسي.
من هنا فكرت في أن عنوان "ارتجالة" سيكون هو الأنسب للمدونة.. ولكن العزيزة هناء كامل استولت على هذا الاسم منذ فترة طويلة.
وعندما نظرت ثانيا للتدوينات السابقة احسست أنها ليست أكثر من خربشات على الحائط.. دفتر مذكرات تكتب فيه خواطرك.. تعليقاتك على الأحداث والناس.. مقتطفات أعجبتك. فكرة الكتابة كلها ذكرتني بعنوان كتاب لإبراهيم عبد القادر المازني- الأديب الكبير الذي لم يحصل على حقه من الاهتمام – كان اسمه"حصاد الهشيم" العنوان أكثر من رائع كأغلب عنوانين كتبه- وعنوان التدوينة مأخوذ منه أيضا- فكرت أن هذا الاسم "حصاد الهشيم" هو الانسب لي، ولكن مرة أخرى فهو نحت خاص بصاحبه
ثم عدت للتفكير في مدار الموضوع كله.. الوقت
من أجله توقفت. بالرغم منه عدت.. كتابتي كلها ليست سوى محاولة لمراوغته. سرقة لحظات منه تحفر في خلالها نقشًا.. ربما تعود له فيما بعد. تنظر له وتقول.. أكنت أنا من كتب هذا الكلام!!!؟
لا أحد ينتصر على الزمن.. لا شيء يبقى.. الكل يتغير.. نكبر بأسرع مما ندرك.. كل دقيقة خطوة بتجاه الفناء.. نحترق كأوراق صحف قديمة صفراء.. تنتشر النار فيها لحظيًا.. تلتهمها بشراهة، تتوهج لحظة وفي لحظة تصير إلى الرماد.. تتذرى في الهواء
وللمفارقة لا تعيش سوى تلك الكلمات.. حصادًا للهشيم

رحمك الله يا مازني

Saturday 2 February 2008

كسر جدار الصمت


حلو قوي العنوان

يحسسك أنك داخل على معركة

مع إن الموضوع بسيط جدا

وبالرغم من كده مالوش أي أثر في أي مدونة مغاميرية

.

.

.

حفل توقيع مجموعة


مكتوب على الحافة


للكاتب: وليد خطاب


يوم الأحد

3/2/2008

السادسة مساءً

بمكتبة ديوان بالزمالك


سهلة

مش كده؟

Tuesday 22 January 2008

أوجع من مطر خفيف



لا أحد يفهم
عطر زهرة الماغنوليا الداكنة في أحشائك
ولا أحد يعرف
كم عصفوراً عاشقا تُعذّبُ بين أسنانك.

ألف مهرة فارسية تنام
في ساحة جبينك المقمرة
بينما أعانق لأربع ليال متتالية حزامك:
حزامك، عدوّ الثلج.

بين الجبس والياسمين
نظرتك غصن بذور شاحب،
وطويلاً نقّبتُ في صدري
عن حروف العاج التي تقول "الى الأبد"
كي أعطيكها.

"الى الأبد، إلى الأبد": بستان احتضاري
هو جسدك الهارب أبداً
خذ دماء عروقك التي في فمي
واعطني فمك الذي بلا ضوء
من اجل موتي.

***
أشتهي قلبك الحار فقط
ولا شيء آخر.

جنّتي حقل بلا عندليب ولا كنّارة
بنهر كتوم ونبع صغير
بلا مهماز الريح على الأوراق
ولا النجمة التي تحلم أن تصير وريقة.

ضوءٌ هائل جنّتي
في حقل من النظرات المتكسّرة
سكونٌ صاف حيث قبلاتنا
مثل شامات الصدى الرنّانة
قد تتفتّح بعيداً بعيداً.

قلبك الحارّ
أشتهي
ولا شيء آخر.

***
ألفظ اسمك في الليالي المعتمة
عندما تجيء الكواكب لترتوي من القمر
وتنام أغصان الأوراق الخفيّة.

ألفظ اسمك وأشعر أني خالٍ
من الشغف والموسيقى:
ساعة مجنونة تغنّي
أوقاتاً قديمة ميتة.

ألفظ اسمك في هذه الليلة المعتمة
ويرنّ اسمك فيّ أبعد مما كان يوماً:
أبعد من كل النجمات
وأوجع من مطر خفيف.

أتراني إذاً لم أزل أحبّك
مثلما ذات يوم احببتكَ؟
أي ذنب اقترفه قلبي
وأي هوى آخر ينتظرني حين ينقشع الضباب؟
أتراه يكون هادئاً ونقيّا؟

آه لو كان في وسع أصابعي
قطف بتلات القمر
! .


فيدريكو جارثيا لوركا

Saturday 19 January 2008

قليل من المهابهارتا


لماذا الأساطير؟
يعتقد البعض أن الأساطير ما هي إلا حكايات خرافية لا طائل من ورائها
ولكن العكس هو الصحيح
الأساطير هي مزيج مدهش من محاولات الإنسان الأولى لتفسير العالم من حوله كيف نشأ وما هي القوى التي أنشأته وتتحكم فيه.. منشأ الإنسان ومنتهاه.. فلسفة حياته ومعناها.. يتجلي فيه فن القصة.. والدراما
باختصار هي خلاصة حياة وفكر الحضارات القديمة

ومن الأشياء المدهشة وجود قصص الأديان السماوية فيها، مما يؤكد تحريف الكثير من هذه الأساطير عن أصل سماوي
فنجد قصة الطوفان موجودة في كل الحضارات القديمة مثل الفرعونية والهندية واليابانية، ولكنها مذكورة بشكل مختلف في كل مرة
قصة ولدي آدم، قابيل وهابيل، موجودة بوضوح في قصة إيزيس وأوزوريس، طبعا مع كثير من التحريف
فكرة الاسم العظم للإله الخالق. موجودة في قصة ايزيس ورع
وغيرها من التفاصيل الكثيرة

غير إني أجد في تلك الأساطير أيضا الكثير من الفن القصصي. بشكل يجعلنا نراجع فكرة أن القصة فن أوروبي
أنا شخصيا أفكر أن القصة هي حاجة انسانية وليست رفاهية او وسيلة للتسلية فقط.. أجد الكثير من الفلسفة العميقة في أجزاء هذه القصص

منها أذكر الآن جزء من المهابهارتا.. أي الروح العظيمة.. وهي من أهم الأساطير الهندية، بالطبع مع الرمايانا

اخترت منها موقف بديع أجده ذروة في الفن القصصي والحكمة والفلسفة
في هذا الجزء حين يتفرق الأخوة من عائلة الباندافا، وهم أحد قطبي القصة، ويتجمعوا ثانية عند بحيرة الموت والحياة
كل منهم يأتي وحده عطشان بعد رحلة مهلكة فتطلب منه البحيرة أن يجيب على اسألتها قبل أن يشرب، فلا يأبه لكلامها، فيشرب ويموت، حتى يأتي يوديشيرا(كبير الباندافا) فيجيب على أسألتها فيشرب ويعود إخوته للحياة
الموقف قصصيا في غاية الروعة
وأترك لكم نص الحوار بين البحيرة و يوديشيرا

يقول الموت ليوديشيرا(كبير الباندافا):

ما علة وجود العالم؟
الحب

ما هو نقيضك؟
نفسي

ما الجنون؟
طريق منسي

والثورة، لما يثور الناس؟
لكي يعثروا على الجمال في الحياة، أو في الممات

ما الذي لا مفر منه لكل منا؟
السعادة

وما هي أغرب العجائب؟
كل يوم يضرب الموت ضحاياه، ومع ذلك نعيش كأننا خالدون. هذه هي أغرب العجائب
.

Friday 11 January 2008

أنا


قليلة هي النصوص التي تتوافق مع أنفسنا، لكنها نادرة تلك التي تجدها تعبر عنك
سألتُ من قبل لماذا أغير عنوان مدونتي وكانت الإجابة أن كل عنوان يعبر عن جزء مني. لا أحب أن أتأمل طويلا في نفسي حتى لا أكرهها. نكتفي بأن نتقابل أحيانا في المناسبات الرسمية؛ مثل الآن بمناسبة عيد ميلادي، ولكن أحيانا اجد نفسي أمام مرآة مفاجئة.. مثلما حدث معي ذات يوم جمعة بعيد. كان معي الجزء الثاني من الأعمال الشعرية الكاملة للوركا. الشاعر الأسباني أبن مدينة غرناطة.
ترددت طويلا في الكلام عنه خوفا من أن لا أعطيه حقه، واكتفيت بعلاقتنا السرية. كان علي في ذلك اليوم أن أعيد الكتاب للمكتبة لأن مدة استعارته قد انتهت، ولم أكن قد فرغت منه بعد، فأخذت أتقافز بين الصفحات.. بين سنين عمره القصيرة عددا، الطويلة فعلا.. أشاهد تطوره الشعري المذهل من أغانيه البسيطة الأولى حتى آخر دواوينه وأعمقها"شاعر في نيويورك" وجدتني في تلك القصيدة. أتقافز معه من الحصان للعصفور والنحلة والحلاوة. حتى قفزته الأخيرة لأبن الريف واقفا على أعلى ناطحة سحاب في العالم ليلقي كلمته/تحديه في وجه القوس الجبسي(كما آراه تعبيرا عن كل تلك المباني الغاشمة)يتحد بأصله الشعري/ملائكته النارية
.
.
.


أي جهد
أي جهد يبذله الحصان كي يصبح كلبا
أي جهد يبذله الكلب كي يصبح عصفورا
أي جهد يبذله العصفور كي يصبح نحلة
أي جهد تبذله النحلة كي تصبح عصفورا


والحصان،
أي سهم مسنون يعتصره من الوردة
وأي وردة داكنة يخرجها من شفته


والوردة
أي قطيع من النور والصرخات المدوية
تجمعها في حلاوة جذعها الحي


والحلاوة،
أي خناجر صغيرة تحلم بها في يقظتها
والخناجر الصغيرة
أي قمر مطلق السراح
أي عري، وأي جلد أزلي وتورد
تسعي بحثا عنهم


وأنا

،

على حافة الأسطح
أي ملائكة من نار أنشد
أنا منهم
ولكن
القوس الجصي...
أي ضخامة، أي خفاء، أي استدقاق
دونما جهد يبذل



فاتحة الموت
من ديوان"شاعر في نيويورك"