Wednesday 12 September 2007

Never Mind

بما إنه شهر رمضان فمن المفروض أن أعلق الفوانيس على باب المدونة، وهو ما كنت أفكر فيه بالفعل، مهما كلفتني الفوانيس الصينية الجديدة
.
ولكني بعدها فكرت في موضوع آخر تماما، من تلك الموضوعات التي نفضل تأجيلها حتى ينتهي شهر رمضان، وفي الواقع فإنه بخلاف المواضيع الدينية والغذائية (خاصة ما يحتوي منها على البروتين الحيواني) وارتفاع أسعار الياميش، وربما المسلسلات والبرامج (الرمضانية)>> (شخصيا كنت قد نويت أن أجعل موضوع القادم عن الدعوة لمقاطعة التلفزيون خلال شهر رمضان)لا نحب الحديث.

ولكن أتى هذا الموضوع في غير وقته.
إذا وأنا أفكر في حالي وحال نفر، ربما كل، أصدقائي أحسست بهذا الإحساس:
We are going no where.
كنت أفكر في وضع أحد أصدقائي. أجد أن ما فعله كان صحيحا جدا وفي وقته تماما، ومن زاوية أخرى أجده مخطئا تماما، وأنه قد ورط نفسه واستعجل كثيرا، بل وقد يؤدي هذا لتحويل مجرى مستقبله كما كان يتمناه فيخسر في كل الحالات.
فكرت بعدها في نفسي، في أنني أعمل في المكان الخطأ في الوقت الخطأ، ومن ناحية أخرى فأي مكان آخر لن يمنحني ما يمنحني إياه هذا المكان من نعمة الوقت؛ الزائد قليلا عن المعتاد، وهي ليست زيادة في حجم الوقت وإنما توزيع الوقت هو ما يصنع هذا الفراغ، والوقت عامل حيوي بالنسبة لي. ثم إن المكان يوفر الاستقرار إلى حد ما. وكذلك العمل في تخصصك، وهو ما صار شيئا نادرا هذه الأيام. ولكن في نفس الوقت:
You are not going any where
لا أنت تتطور في مجالك ولن تتطور وظيفيا في هذا المكان ، ولا تريد أن تغادره لكي لا تفقد منحة الوقت.
أي محاولة أخرى لتطوير نفسك أو البحث عن مجالات أخرى، هي محاولات بطيئة بشكل بشع.. وفي أحسن الأحوال لو نجحت في الإمساك بطرف خيط، سيكون أمامك وقت طويل حتى تحقق نجاحا ما.
وما المشكلة في ذلك. لقد قضيت أكثر من عشرين عاما من حياتك للوصول لذلك المكان، ولكن المشكلة أنك لا تمتلك الكثير من العمر كي تضيعه.
أنت تشعر باللهفة، الملل، الأمل والإصرار يتبعهم اليأس. تشعر بأنك تمتلك إمكانيات ومؤهلات شخصية ممتازة، ثم في اللحظة التالية أنت لاشيء.. صفر على الشمال.. بينك وبين القمة عدة ملايين من الأشخاص المتزاحمين.
أليس هذا ما قاله فريق"سوبر ترامب" في واحدة من أقسى أغانيهم :
"It's a hard world"
فقط أذكر البداية:
I live in vaccum, no air
Stuck in a back room, some where
أحيا في الفراغ، لا هواء.
ملتصقا بغرفة خلفية، في مكان ما.
ولن أكمل باقي الكلمات الرائعة/القاسية.
بالضبط يتكلمون عما أريد قوله.. مع الفارق هو هنا يعرف بالضبط ما الذي يريده بينما أنا/ نحن، لا نعرف. كل شيء جيد، كل شيء سيء.
إذا ما حصلت على وظيفة جيدة، فهذا شيء جيد.. جيد جدا. ولكن ذلك سوف يكون على حساب وقتك، مجهودك، حياتك الخاصة، أنت تفقد أحسن سنين عمرك في بناء ما، ربما لن تستمع به شخصيا.
إذا ما نجحت في الزواج المبكر، فهذا شيء جيد، ولكن هذا أيضا سيحملك كثير من المسئوليات في وقت مبكر لن تستطيع معها المخاطرة بمكانك الوظيفي والانتقال لمكان آخر قد يكون أفضل ولكن أقل ضمانا. وفي نفس الوقت لن تكمل دراساتك العليا، وحتى مزايا الزواج قد تنقلب لعيوب في الدقيقة التالية.
أنا لا أتكلم عن الشيء بعدما يحدث،ـ ولكن أتكلم عن لحظة الاختيار.
أي طريق تسلك.. ما هو الشيء الذي فعلا تريد، ومن أجله ستهمل باقي الأشياء، وهل هذا الشيء سيبقى بنفس الأهمية لباقي العمر، ألن يأتي يوم وتلوم نفسك على الاستعجال؟
هل أضع كلمات "برايان مي"(من فريق "كوين") في أغنية:
"The show must go on" On and onDoes anybody know what we are looking for
لا أريد ذكر الكلمات كاملة(وهي تستحق ذلك) فقط أذكر Outside the dawn is breakingBut inside in the dark I'm aching to be free
الفجر يبزغ بالخارج
لكنني في الظلام أتألم كي أتحرر.

أليست هذه الكلمات تتناص مع ما قاله"صلاح جاهين"
وأنا في الضلام.. من غير شعاع يهتكه
أقف مكاني بخوف ولا أتركه
ولما يجي النور واشوف الدروب
أحتار زيادة.. أيهم أسلكه؟

ولكن هذه الكلمات عندما تكون نعمة السكون متاحة.. ولكن في الحياة عليك أن تتحرك طوال الوقت.. في دوائر صغيرة مفرغة.
On and on
بينما العرض يستمر، ويجب أن يستمر، عليك أن تحتفظ بمكياجك الخارجي مهما تصدع قلبك في الداخلThe show must go onThe show must go on - yeahOoh inside my heart is breakingMy make-up may be flakingBut my smile still stays on قد تستخفك حالة اللايقين تلك وتستمتع بها.. كما عبر فريق " نيرفانا" بشكل أكثر من رائع في ألبوماهم الذي حمل لهم الشهرة:"Never Mind"
في الأغنية الأساسية به والتي كانت تحمل روح العصر:
" Smells Like Teen Spirit "
تبدو كروح شابة

أيضا هم يدخلون في جو العرض(الشو) مثلما فعل "كوين" من قبل
حيث يساوي العرض، في كلتا الحالتين، الحياة. حتى إنهم قد استخدموا كلا الأغنيتين في فيلم"الطاحونة الحمراء" لتعبر عن فكرة العرض كحياة كاملة.
I'm worse at what I do best
And for this gift I feel blessed
أنا أسوء فيما أفعل بشكل أفضل
ومن أجل هذه الموهبة أشعر بالبركة
(بالطبع ترجمتي سيئة للغاية لأنها حرفية)
قد تشعر بالاختلاط في العبارة السابقة، ولكن هذا ما يريدون توصيله تماما. ولكي تفهم بشكل أفضل:
And I forget just why I taste
Oh yeah, I guess it makes me smile
I found it hard, it's hard to find
Oh well, whatever, nevermind
ولكني نسيت لماذا أتذوق؟
آه، أعتقد إنها تجعلني أبتسم
أنا جد هذا صعبا، إنه كان صعبا في إيجاده
حسنا، مهما كان الأمر، لا تهتم

هذه هي النتيجة الطبيعية (لا تهتم)
لما قاله فريق"كوين" في نفس أغنيتهم"يجب أن يستمر العرض"، ولم أذكره في بداية حديثي عنها:On and onDoes anybody know what we are living for
هل يعرف أحدكم لماذا نحيا؟
كل هذه الحيرة
القلق
الصخب
الضياع
تحتاج لإجابة

حسنا هنا أعود لكتاب الله المجيد فأجد الإجابة في سورة"آل عمران" الآية185

"كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور "
صدق الله العظيم

أعتقد أن من يخرج من رمضان بدون هذا المعنى، المنثور على مدار صفحات المصحف، فلم يخرج بشيء.

2 comments:

fawest said...

و تقولى مجلة العلوم و ابسر اية
طظ فى سينتفك امريكن
أحنا على وصفك مش فى علبة كبريت فى شطاطة ممكن
و السلام ختام

هدى said...

اممممممممم

استمتعت

عايشة الحالة من فترة طويلة

وعمري ما عرفت اولها كدا

برافو عليك

وكل سنة وانت طيب