Tuesday, 18 December 2007

سرقة علنية أو تماس


"أنا لم أخفْ الظلام فأحَبني. وصرتُ أمشي فيه وحيدة فيحبني ويبعدني عن العالم في مساربه الخفية. حيث استأنس بنفسي وصوت أنفاسه الهادئة. وطلع القمرفقال لي: (حيث كان القمر يستطيع الكلام وقتها) هل تحبيني؟ قلت: نعم أحبك أنت أيضًا.
فغار الظلام وقال: لكنني أنا الأصل فاختاري بيننا.
فاخترتُ الظلام"

في البدء كان الظلام، ثم التقاء العيون
قمر أحمر مسلوخ يعتلي هامة السماء. يقرب منها (أنا الأخرى) كوبًا من العصير المثلج. يحاول الابتسام فيفشل فيعيد لمس الدبلة الفضية في بنصره.

"قالت لي الأزهار: أزهار النرجس تكذب. هي ستعدك بفرح حزين لا نهاية له، لكنها تكذب وستتركك وحيدة. ستخدعك زهور الخشخاش بجمال مبهر ما يلبث أن يذوى.
قولوا لي أي الزهر أختار؟ -
قلن: هذا اختيارك.
فاخترت زهور الحائط(فقط أراقب في صمت)"

قال لها(لي): آلا تتكلمين.
قالت:لقد قلت كل ما أبغي فتكلم أنت.

"في الخريف كانت الخماسين تأتي لتلعب معي. كانت رياح شقية تعسة. صفراء غاضبة. تبغي اللاشيء فتظل تدور في دوائر في دوائر"

السكر في فنجانه يدور في دوائر في دوائر وهو يضيف المزيد. يكرر الكلام يكرر الكلام، لكنه يصطدم بحاجز زجاجي رهيف. رهيف لدرجة أنك لن تره. تنمو بلورات الثلج عليه بشكلها الشجري. تسري فروعًا ثم غصون ثم غصون أدق فغصينات تتلاقى مع غصينات. تتلاقى أيدينا. تتشابك أصابعنا. غصينات أتت من غصون غصون أتت من فروع وفي المركز قبع الجليد. نقاط بيضاء كثيرة تنمو على السطح الزجاجي الرهيف حتى خشيت أن يراه.
غدًا نتقابل بعد العمل-
غدًا أذهب لزيارة أمي -

إذًا نذهب معًا-

"إذا ما ابتعدت عن العالم طوال الشتاء. وتركت جسدي لليل يحفظه لي ريثما أعود. وصعدت سلمي الفضي وحادثت النجوم. حديثنا التافه الشيق الدافيء. ثرثرة الليل الطويل الطويل. فنعسن ونعستُ إلى أن ينقضي الشتاء ويبدأ الربيع. وإذ بي فجأة أصحو في منتصفه.. يدهشني الصخب"

قال لها: هذا أغرب مكان يمكن لخطيبين أن يذهبا إليه.
قالت هي لا شيء. توغلا في المقابر في صمت، وعند النخلة الوحيدة هناك دخلا.

"قال لي الليل: غدًا أعلمك حيلة جديدة. قلت: بل الآن وإلا ذهبت للقمر. قال: حسنا، ولكنك التي اخترتي. سأعلمك كيف تموتين"

قالت هي: هنا كل شيء يساوي اللاشيء فتَعلـﱠـمْ.قال: أخاف عليك الحزن. قالت: لكن الحزن هو الحقيقة.

"رأي الصيف نفسه في فأعجبته فتوته. أضفى ناره إلى وجنتاي، إلى شفتاي، إلى جسدي، فاستعرتُ إهاب الشتاء كي أنجو"

في الشارع قالت له: الآن سأعلمك حيلة جديدة. قذفت بنفسها أمام سيارة فقذف بنفسه خلفها.
قالت: لما فعلت هذا؟
قال: لا أعلم.
قالت: أنا أعلم.
تعانق الدم المنساب من بين أصابعهما، فتشرخ الزجاج وانهار دفعة واحدة.

قال لي الليل: الليلة أرحل".
قلت: ابقى معي.
قال: لقد سال الدم منك وصرت امرأة. ما عاد بإمكاني البقاء، لكني سأترك الشتاء كي يحميك.

حتى يأتي رجل ويكسره".

قلتُ له: الآن قد طلع القمر.
قلتُ له: الآن أحِبني.

17/12/2007
5:34 ص

No comments: