Tuesday, 31 July 2007

قميص شرقي



أنا معرفتش
أضم دراعي على صدري
و اقفّل كل باب أو شرخ في كفوفي
و من خوفي...
فتحت قميصي لعيونهم
و اتمليت بالناس

آه
و احب الناس
و احب البيت على البيت يبات مسنود
و احب الشارع
رافع ..كفه للضلمة بضي عمود
و احب القهوة و المترو
و احب المشي عالكورنيش
و احب النيل و لو مرضيش
يشرّبني و قالي مفيش
و احب بنات شبابيكي
و اقول بالعامي و الفصحى
" باموت فيكي "
يا سهرانة كما قمرات بيتغنوا
و احب الشعر
و خصوصا صراخ دنقل
كلام درويش
و احب منير.. غناه
" قلب الوطن مجروح , و حدوتة "
و احب سجايري " كلوباترا "
و ادلعها و اقول " كوبا "
عشان كوبا و أدب كوبا
و أحب بلدنا
آه يا بلد
و منهوبة و منكوبة
...
و أحب الناس
شوارعهم دي مفتوحة على قلبي
و اعدّي.. في صباح الخير
و أقول خبّي
يا واد خبّي
عن الصاحب ليفتكرك بتحتاجه
عن البنت الصافية لتعكر فساتينها
عن الشيخ -اللي شبه جدي -
لتفرط سِبحته عيونك
يا واد خبّي عن الدنيا
أكيد في السر بتخونك
و تعشقها
..
و احبك
لوني من لونك
و حزنك ده أكيد حزني
و باحتاجك
و اقول .. فينك
و آه لو ..
وآه لو ..
و آه لو..
فيندهني سراب في مسافة الغربة
يقولي .. " لو "
فَتحِت دروب شياطينك
و لا جابت و لا ودت
فضلت تحب .. كل الناس
و هما فين.. محبينك

..
_____
________




خالد عبد القادر


فيه أعمال مينفعش بعدها غير إنك تقول الله وتقعد ساكت  من بره بس 





Friday, 27 July 2007

أحب حرق الكتب(كوكتيل مولوتوف




أذكر أنني عندما كنت صغيرا فكرت ذات مرة في كل الكتب التي لن يمكنني الحصول عليها أثناء حياتي، ساعتها قلت لنفسي.. سوف أجدها في الجنة"
                                                 باسم


عن المؤلف:
"راي براد بوري"
يمكننا أن نقول عنه أنه كاتب أمريكي ولد عام1920 وأنه كان يكتب يوميا لمدة أربع ساعات منذ أن كان في الحادية عشر، وبعد أن باع أول رواية له عام1941 تفرغ بعدها للكتابة تماما، يمكننا أن نقول أن من أهم أعماله"الرجل المرسوم""شيء شرير من هذا الطريق يأتي" "الموت مهنة موحشة" "تفاحات الشمس الذهبية""دواء للوحشة" "يوم هطلت الأمطار للأبد""أنا أغني لكهرباء الجسد" "الكمبيوتر المسكون"

ولكن

ماذا يمكننا أن نقول عن هذا العمل"451فهرنهايت"؟ أنا شخصيا لا يمكنني سوى القول أنه كان "رؤيا"أثبتت الأيام صدقها، يكفينا فقط ملاحظة أن العمل كتب في العام 1953 ومقدار ما تحقق منها في يومنا هذا.الأمر الذي يضعها "في رأيي" في مصاف الأعمال الكبرى مثل"1984"لجورج أورويل و"عالم جديد شجاع"لألدوس هكسلي.الأمر الذي يدفعنا لإعادة تقييم أدب الخيال العلمي كله وتغيير نظرتنا الدونية له.

فكرة القصة باختصار-لمن لم يقرأها-(كيف لم تقرأها حتى الآن؟)عن رجل حريق(الكلمة الإنجليزية
fire man
تستخدم لرجل الإطفاء ولكن في هذه القصة الترجمة الأفضل هي (رجل حريق))(وهو يلعب على هذا في لغته الأم)أسمه "مونتاج"مهمته هي حرق الكتب،زوجته تنتحر كل ليلة وبعد أن ينقذها تقوم في اليوم التالي وقد نست ذلك تماما.يقابل فتاة في السابعة عشر أسمها "كلاريس مكيلان" تبدأ في تغيير نظرته للحياة ثم عندما يشاهد امرأة عجوز تفضل الاحتراق مع كتبها يبدأ في سرقة الكتب وقرأتها سرا ويكتشف قائده ذلك فيحكي له عن تاريخ المهنة ثم يذهب مونتاج لرجل أسمه "فابر" ليعلمه فيبدأ في تعليمه ويعود لعمله ومعه أحد الكتب ليسلمها لقائده الذي يفاجئه بمهاجمة بيته لحرق باقي الكتب وهنا يقوم "مونتاج"بحرق قائده وزملائه و"الكلب الإلكتروني"ومن ثم الهرب وسرعان ما تبدأ الحرب(لا يمكنني أخفاء انبهاري بفقرة (أترى هذا السبب الذي من أجله يكرهنا العالم )يكون قد هرب وأنضم لباقي حافظي الكتب (حيث تحول كل واحد لكتاب يحفظه في ذهنه)وبعد تدمير البلد في الحرب يتجمعون من أجل إعادة البناء
.



فكرت في البداية كتابة مقتطفات من العمل، ولكن أثناء كتابتي لها كانت تقفز في ذهني فقرات من كتب أخرى.ومن هنا جاءت فكرة"كوكتيل المولوتوف"ماذا لو دمجت هذه الفقرات مع فقرات القصة"بالطبع مع تغييراللون. الأزرق للقصة والبرتقالي للكتاب الآخر"؟

افتح مخك..مستعد.. اطلق

"كانت متعته الخاصة أن يرى الأشياء وقد التهمتها النار..أن يراها وقد أسود لونها وتبدلت.بالفوهة النحاسية في قبضته، والثعبان الهائل يبصق سمومه على العالم، عندها كان الدم ينبض في رأسه، ويشعر أن مايسترو جبار يعزف كل سمفونيات الحريق والبريق جالبا رماد التاريخ."


"إن أصعب ما كان علي التعامل معه، هو أن أرى وأشهد علاقة الناس بالكتاب وهي تتغير وتتحول.كانت الكتب في الماضي تعتبر مقتنيات غالية لا تقدر بثمن.وكانت تعامل باحترام ، ولا يفرط فيها بسهولة.منذ عدة أيام رأيت مجموعة من الأطفال يلقون بكتبهم المدرسية في سلة المهملات.لقد حطم ذلك قلبي.أخجل أن أقول ذلك؛ لكن المنظر أبكاني" (عم أمين(بائع كتب في سور الأزبكية)نقلا عن مجلة
Egypt today
الطبعة العربية خريف2003
)

___________________________________________

"يريد الطبيب النفسي أن يعرف سبب تجوالي في الغابات..وسبب مراقبتي للطيور وجمعي للفراشات ..أحب أن أرجع رأسي للوراء هكذا وأترك المطر يسقط داخل فمي..إنه رائع المذاق بهذه الطريقة..هل جربته؟"


"ووقف وحده طويلا بعد رحيلها..ثم إنه نظر لأعلى إلى المطر وفتح فمه.
."



"يتعرف الطفل في هذا النوع من الغناء على الشخصية، بل ويحدد ملامحها طبقا لخبرته البصرية وهي دائما أكبر مما نتصور، والطفل هنا مهيأ لأن يكون متفرجا ومبدعا في الوقت نفسه، وياله من مبدع..مبدع يتمتع بحساسية شاعرية من الدرجة الأولى. وليس علينا إلا أن نلحظ ألعابه الأولى لنرى الجمال الشامل الذي يحتويها والبساطة المطلقة والعلاقات الغامضة بين الأشياء والأفكار. ويستطيع الطفل بأشياء بسيطة وبأصابعه أن يبني عالما متشابكا لم نره من قبل، يفعل ذلك ببهجة يصعب الوقوف على دوافعها .إن الطفل يفهم أكثر مما نفترض. لأنه ينفعل وسط عالم شاعري لا يمكن اقتحامه، عالم لا تدخله البلاغة والخيال المصطنع.وعلى العكس من ذلك يتمتع الطفل بإيمان مكتمل لم تدخله بعد بذرة المنطق المدمرة ...إنه إنسان بريء، لذا فهو حكيم ويفهم- أكثر منا- كيف يستعمل المفتاح السحري لفك إغلاق المادة الشاعرة"
(فيدريكو جارسيا لوركا(دراسة عن أغاني المهد في أسبانيا
))


___________________________________________

"لم يفتقدوني هناك.يقولون أني غير اجتماعية وهذا يدهشني..أنا اجتماعية جدا لكن المشكلة هنا هي ما تعنيه لفظة(اجتماعي)..(اجتماعي)بالنسبة لي معناه الكلام عن أشياء كهذه-وداعبت الكستناء التي جمعتها من الشجرة-لكني لا أجد شيئا اجتماعيا في أن تجلس الناس معا ولا تسمح لهم بالكلام ..الجلوس ساعة أمام التلفاز..اللعب ساعة..الرسم ساعة بينما لا أحد يوجه اسئلة..أنت فقط تتلقى الإجابات الجاهزة..ثم ينتهي اليوم وأنت منهك فلا تجد مكانا إلا السرير أو تذهب إلى أحد حدائق التسلية، حيث تستمع بتهشيم النوافذ في (قسم التحطيم)أو تهشم بعض السيارات في (قسم تهشيم السيارات)..نعم..ليس لي أصدقاء لكنني لا أجد من يستحق مصادقته.."


"لا أذهب بعيدا إن قلت إن القراءة هي المكون الرئيسي للعقل البشري.ومن دونها نسير بهذا العقل دون أن يتكون.نصبح مجرد عادات يومية تمتلىء بالتفاصيل الصغيرة المكررة يوما بعد يوم، بعيدين عن عالمنا وعن كم الرسائل الهائلة التي يرسلها الآخرون في سماء هذا العالم، وقد خُلقنا لنقرأ"
(رضوى الشافعي (خير رفيق في الزمان)(مجلة وجهات نظرفبراير2004
))

___________________________________________

"رجل سخيف خاو متزوج من امرأة سخيفة خاوية..ما الذي جعلك خاويا إلى هذا الحد؟ما الذي استلب كل ما في داخلك؟طلية اليوم تشاهد مسلسلات عجيبة على الشاشة الثلاثية التي قريبا ما ستصبح رباعية..أو تقود السيارة بسرعة جنونية وكلاهما يصيح محاولا أن يسمع الآخر ما يقول"حاولي أن تقللي السرعة قليلا "

فقط أعيد للذاكرة قصة "سباق الموت" بين" المصري" و"الإماراتي
""



___________________________________________

"كانت الكتب تروق لبعض الناس هنا وهناك وفي كل مكان.كان بوسع المرء أن يكون مختلفا..كان العالم فسيحا.."

"من المحزن أن يفكر المرء فيما يمكن أن يكون الدافع الحقيقي الذي أدي بالأستاذ"سن"من أن ينحو هذا المنحى في كتابه، وأن يسلك هذا المسلك الذي يختلف بدرجة واضحة عن المسلك الذي كان يتخذه في الستينات والسبعينات...
نظر الأستاذ"سن"فوجد العالم كله يتكلم عن الحرية والديمقراطية وتحول العالم إلى نظام السوق الحر،وعن العولمة وتمكين المرأة وتحريرها من سلطة الرجل.فما الذي يكون أنسب للاقتصادي من أن يكتب كتابا أو يلقي محاضرات تتحول قضايا العالم الثالث كلها إلى قضية واحدة هي "الحرية"؟"
بتصرف عن(أ.د/جلال أمين(خرافة التقدم والتأخر
))


___________________________________________

"ولم يعد "هاملت"إلا صفحة في كتاب يقول:الآن يمكنك أن تراء كل الأعمال الكلاسكية في كتاب واحد..أنا أعرف أنك سمعت عن "هاملت" من قبل..بسرعة..نظرة عين..الآن لمحة بصر..هنا هناك بسرعة..فوق تحت ..داخل خارج..لماذا كيف ..ماذا أين..بنج بانج..سياسة؟جمملتان وعنوان !!أدر عقل الأنسان بسرعة في آلة الطرد المركزي، فتتاطير كل الأفكار غير المجدية المضيعة للوقت"

"نريد إزالة الحشو من المناهج الدراسية، وقصص التاريخ المعقدة"
(مانشيت في جريدة الجمهورية عن أوائل ماعرفش إيه)

"لا أدري ماهي مشكلتكم في أننا كشباب لا نقرأ.أنا أعرف كل ما يهمني من التلفزيون والجرائد.أما فكرة الإمساك بكتاب في يدي يدور حول نفس الموضوع من الجلدة للجلدة فهو شيء ممل جدا"
(وائل نجيب بكالوريس تربية قسم لغة إنجليزية
)

___________________________________________

"المدارس تخرج عدائين ..متسابقين ..واثبين..بدلا من النقاد والعارفين..صارت كلمة (مثقف)سبة كما تستحق أن تكون..أنت تذكر كيف كنت تخشي وتكره الصبي الذكي في مدرستك الذي كان يحل كل مسائل الرياضيات بسهولة..وكيف كنت تخص هذا الصبي بالضرب والتعذيب بعد المدرسة..يجب أن نكون سواسية..الناس لم يولدوا متساوين كما يقول الدستور، لكن علينا نحن أن نجعلهم متساوين..لو كان كل إنسان كأخيه لعمت السعادة الجميع..الكتب هي سلاح محشو عند جارك..أحرقها..خذ الطلقة من السلاح.. ولهذا ومنذ أن صارت المنازل معزولة من الحريق، لم يعد رجال الإطفاء مطلوبين مثل السابق..لهذا تحولوا إلى حراس لسلامة عقولنا..مركز خوفنا المبرر من أن نكون أقل من الآخرين "

"ما سر هذه النظرة التي تنظر بها أجهزة الأمن للمثقف والتي تدفعها لإهماله وتقديم قبو متداع يقدم فيه عروضه، ثم الشك فيه ومراقبته إلى درجة محاصرة عمله بالجنازير ورجال الأمن المركزي ؟
الإجابة هي أن الدولة تمقت المثقف وتشك فيه فعلاً .إنه كائن منكوش الشعرمتحذلق يلبس سروالاً من الجينز زمامه مفتوح، ويدخن كمحرقة الجثث، ويلبس نظارة سميكة تم لحامها بالنار، من وراء زجاجها ترى عينيه صغيرتين مستدقتين كعيني بقة .. إنه فقير كالأبالسة وثرثار ومزعج. إنه يقول كلامًا غريبًا لا يفهمه أحد، وقد تعلم رجال الأمن أن يشكوا في أي كلام غريب غامض منذ خمسين عامًا، تعلم رجال الأمن أن أي كلام لا يفهمونه هو أفكار شيوعية على الأرجح يقولها رجل شيوعي كافر وابن كلب غالبًا ..."
(أ/د أحمد خالد توفيق(عن محرقة المثقفين والمدرعة
بوتمكين))

___________________________________________

"الناس تريد السعادة ونحن نقدمها لهم..نوفر المر ح ودغدغة المشاعر"


نعم .. وسائل الإعلام تنظر بريبة واضحة إلى هؤلاء الأوغاد بشواربهم نصف النامية والحبوب في وجوههم وأصواتهم الخشنة .. وهي تتظاهر بحبهم وتقدم لهم الكثير من )نانسي عجرم)و(أليسا)، لأنهم ما زالوا الوسط الاستهلاكي الأفضل، لكنها تعتقد في قرارة نفسها إنهم خطر أمني داهم، وأنهم يدارون ذيولهم في سراويلهم .."
(أ.د/أحمد خالد توفيق(شباب عاوز
الحرق))

___________________________________________

"السود لا يحبون كارتون(سامبو)الصغير أحرقه..البيض لا يحبون رواية(كوخ العم توم) احرقها..صفاء العقل يا (مونتاج)..السلام..خذ صراعاتك للمحرقة..لا تضيع وقتك في الجنازات، ولا تتحدث عن الذكريات،بل أحرق الجثث.إن طائرات الهليوكوبتر تحمل المحارق إلى كل أرجاء البلاد..النار تحل كل شيء..النار ذكية يا(مونتاج)..النار نقية طاهرة"


"العالم الذي يرسمه لنا الأستاذ "سن"صورته في هذا الكتاب، هو عالم جميل حقا، لا يستحق منا كل هذا الغضب، ولا من أعداء العولمة محاربتها، ولا من كارهي نظام السوق التنديد به، ولا ممن تعذبهم رؤية ثقافتهم الوطنية تنهار أمام غزو الثقافة الغربية أن يبتئسوا كل هذا البؤس.نعم هناك حاجة إلى رتوش بسيطة، ولكن الصورة في الأساس بديعة وليس في الإمكان، أبدع كثيرا مما كان" بتصرف عن
(أ.د/جلال أمين(خرافة التقدم والتأخر
))

___________________________________________

"كانت هناك فتاة من الجيران تدعى (كلاريس مكيلان)..فتاة غريبة جدا..لا يمكن أن تفهم كيف حدثت أصلا!لدينا سجل عن أسرتها وراقبناهم جيدا..أنت لا تستطيع الخلاص من كل البط الشاذ في بضعة أعوام..ولأسباب كهذه قمنا بتخفيض سن دخول الحضانة عاما بعد عام..حتى إننا نكاد ننتزعهم من المهد للحضانة..إن البيت قد يهدم كل ما علمه المجتمع لأفراده..عم الفتاة كان سلوكه معاديا للمجتمع، والفتاة كان لها سجل مدرسي غريب.لم تحاول قط أن تعرف (كيف)تحدث الأشياء، ولكن (لماذا) تحدث ..من حسن حظ الفتاة التعسة أنها
ماتت"


"فقط أذكر (ألدوس هكسلي )و"عالم جديد شجاع" وفكرة تشكيل عقول الناس منذ الطفولة
(infant conditioning)"

"تعلمت الكلام مبكرا قبل أن أتم العامين وتذكر عمتي لي أنها كانت تحملني ذات ليلة عندما نظرت للقمر وقلت"إيه ده؟" قالت"القمر" قلت"بيعمل إيه؟" قالت"بينور"قلت"ليه فوق مش تحت؟"
(الكاتب والفيزيائي "وليد خطاب" حديث خاص

)





___________________________________________

"ماتت؟"
"من حسن الحظ ان الشواذ من أمثالها لا يحدثون كثيرا ..أجعل الناس يعيشون في سلام يا (مونتاج)أعطهم مسابقات يربحون فيها إذا تذكروا أسماء الأغاني المشهورة أو أسماء عواصم الولايات، أو كم من القمح أنتجته أيوا العام الماضي..حاول أن تحشرهم بالحقائق سريعة الأحتراق حتى يشعروا بأنهم أذكياء..حتي يشعروا بأنهم يفكرون..هكذا يشعرون بالحركة دون أن يتحركوا.. ولسوف يصيرون جميعا سعداء..إن الرجل الذي يفك ويعيد تركيب تلفزيون الحائط-وكل الناس بوسعهم هذا اليوم-لأسعد من الرجل الذي يحاول أن يفك الكون وهو أمر لن يتركه إلا شاعرا بالحقارة والعزلة
والتضاؤل"

"مازلت أذكر مثلا ما كنت أراه في التلفزيون الإنجليزي في أواخر الخمسينات من برنامج أسبوعي اسمه"مجمع العقول
"(brains trust)
حيث كان أربعة أو خمسة من أكبر المفكرين البريطانيين يجلسون، ويدير الحوار بينهم مذيع لا يقل عنهم ذكاء ووقارا،
فيتحاورون ساعة كاملة حول أسئلة يرسلها إليهم مشاهدو التلفزيون خلال الأسبوع السابق، في الفلسفة أو التاريخ أو الأدب..ألخ.لم يكن للصورة شأن كبير في برنامج كهذا،ومن ثم فإني لا أحتاج للقول بأن هذا البرنامج قد اختفي تماما من التلفزيون الإنجليزي خلال الستينات، ولم يعد في التلفزيون الإنجليزي اليوم(ناهيك عن الأمريكي)شيء يشبهه أو يقاربه.لم يكن سبب هذا التغير، بالطبع، أن عدد المهتمين بالثقافة الرفيعة قد أصبحوا أقل عددا، إذ العكس طبعا هو الصحيح.وإنما كان السبب هو أن هؤلاء المهتمين بالثقافة الرفيعة، على الرغم من ازدياد عددهم، لم يعودوا قادرين على الصمود في منافسة الأعداد الغفيرة من الجماهير التي تطلب الصورة أكثر مما تطلب الصوت، والحركة السريعة بدلا من الثبات، وإثارة المشاعر أكثر من إثارة الفكر"
(أ.د/جلال أمين (عصر الجماهير
الغفيرة))

___________________________________________

"ودعني أؤكد لك أن الكتب لا تقول شيئا..لو كانت قصصا فهي تتكلم عن أناس لا وجود لهم، ولو لم تكن قصصا فالأمر أسوأ..أستاذ يعتبر الآخر أبله، وفيلسوف يخنق الآخر من بلعومه..كلهم يكافحون محاولين محو النجوم و إطفاء الشمس"


"لاحظت في بداية عملي مع الشركة أن على القراءة في بعض الموضوعات المتعلقة بمجال عملي حتى لا أصبح كالجاهل بين زملائي الأجانب.لكن فيما عاد ذلك، أنا بصراحة لا أميل لقراءة الموضوعات الطويلة.أما الشعر والروايات التي تعشقونها أنتم، فصراحة لا تمثل لي سوى تضييع وقت"
(كرم عبد العزيز خريج كلية
العلوم)


___________________________________________

"وواصل(مونتاج )القراءة
"من المؤكد أن أحد عشر ألف شخص جربوا الموت أكثر مما جربوا كسر البيضة من طرفها المستدق"
"
___________________________________________

"إنني أتساءل كيف يمر هؤلاء الطيارون في السماء في كل ثانية في حياتنا..ألأنا أثرياء والعالم فقير؟الأننا نموت من التخمة بينما شعوب العالم تتضور جوعا؟أترى هذا السبب الذي من أجله يكرهنا العالم من أجله إلى هذا الحد؟ربما توجد الإجابة في الكتب"

___________________________________________

"لا يوجد شيء سحري في الكتب..إن هي إلا مجرد أوعية حفظنا فيها أشياء خفنا أن ننساها..السحر هو ما تقوله الكتب..الطريقة التي تخيط بها رقع الكون معا لتصنع منها ثوبا واحدا لنا..إنها تظهر الثقوب في الحياة، ولهذا هي مخيفة..إن الناس العاديين يرغبون في وجه جميل للحياة كأنه تمثال شمعي..
التلفزيون يغرقك في بحر من الأصوات والألوان بحيث لا تجد الوقت الكافي لتفكر وتنتقد..إنه يقدم لك الأفكار الجاهزة ولا يسمح لك بالإنتقاد الذي يسمح به الكتاب..وعلى كل حال، ومهما كان الأمر سيئا فالناس بالفعل تشعر بالسعادة وتستمع بوقتها..لهذا يا بني كف عن هذا..عد لقفصك وكف عن إقناع نفسك أنك لست سوى سنجاب حبيس
"


___________________________________________

"كان جدي يقول إن كل إنسان لابد أن يترك شيئا من بعده و إلا لن يذهب للجنة..يترك طفلا..جدارا.. نبتة..قصيدة..كتابا..شيئا لمسته يداك..وكلما نظر الناس للجدار أو النبتة وجدوك فيها..لا يهم أن تكون بارعا..المهم أن تغير شيئا عن ما كان عليه قبل أن تمسه"

" في الفجر تدخل علي طفلة جميلة . أجمل طفلة في العالم "بابا مازلت مستيقظا" فأقول "تعالى لأعطيك" فتأتي وتقولي "ماذا ستعطيني؟" فأحتضنك و أقول "العالم ! ولكن العالم لا يكفى، خذي هذا القلم الرصاص" "وماذا أفعل به؟ " " تكتبين" ...... " ماذا أكتب؟""
(باسم محمد( دوائر من حنين






Saturday, 21 July 2007

اهلاوي بالبطاقة2- الحلم المصري




وهذا ليس من قبيل التخييل أو الوهم، فقط هذا ما رأيته، دون أن يثير اهتمام أحد غيري- فيما أعلم - فأنا أذكر جيدا منظر العلم المصري على سارية الكتيبة ممزقا والنسر المبجل متعلقا بخيط واه بباقي جسم العلم.كنت أمر في وقت اشتداد الرياح لأراه يكاد يطير بعيدا، فأتعجب من بقاءه حتى هذه اللحظة، وأتعجب أكثر من عدم الاكتراث بالموضوع من أصله بالرغم من أن تحية العلم شيء مقدس في كل جيوش العالم.
ظل على هذا الحال لأشهر عديدة حتى فطن إليه أحدهم قبل أحد التفتيشات و تم تغيير العلم بآخر جديد.

ولماذا أذكر هذه القصة، التي لا تعني أحد؛ فيما يبدو؟
وقتها كان ذهني مشغولا بتلك القضية- قضية الانتماء.ما الذي يجمعنا كمصريين، غير مظاهرات الفرح بعد مباريات الكرة، وإعلان نتائج الثانوية العامة.
أذكر وقتها السؤال الذي رددته طويلا لكثير من زملائي- أغلبيتهم الساحقة من الريف والصعيد- لماذا دخلت الجيش؟
وكان الرد الجاهز.."عشان أطلع جواز سفر وأطلع بره المخروبة دي"

ثم بعد مضي سنتين اجتمعت مع العديد منهم ومن دفعات أخرى لأسألهم"وماذا حدث بعد ذلك؟" وتنوعت الردود تحكي قصص الفشل في السفر للخارج سواء السفر نفسه أو العمل أو الهرب لجنوب أوربا.

وما المشكلة في كل هذا؟
حتى الحكومة اعترفت بهذا.فأثناء وجودي في تلك الفترة وجدت الراديو يذيع أغنية"لحجازي متقال"ينصح فيه"بلدياته"بأن يتأكدوا من سلامة التأشيرة وعقد العمل، ثم يأتي صوت المذيعة بعد الأغنية لتقول
"عارفين إنك عاوز تسافر وتكون نفسك، بس لازم قبل ما تسافر تتأكد من التأشيرة و..."
حتى أنا لا أرى تعارضا بين الانتماء والسفر، ولكن السفر كما يحدث الآن ليس سوى نوع من الهرب..هرب من كابوس.

تجميع وطن
في الكتاب الرائع "كل رجال الباشا" يشير المؤلف إلى أنه ربما كانت الحسنة الوحيدة لجيش "محمد على"هي أنه قد جمع كل هؤلاء الرجال في تلك الظروف القاسية وكون بينهم أرضية مشتركة(من القهر والذل)وحدت فيما بينهم بعد ذلك.
وتصديقًا لكلامه نجد أن ذلك الكيان كان أول كيان قام بالانتفاضة بعد ذلك في عهد الخديوي"توفيق"

كان هناك حلم يجمعهم والأهم كانت لديهم الوسيلة لتحقيقه.فمثلا بمجرد اعتقال"عرابي"وجماعة من كبار القادة قام البكباشي"محمد عبيد"مع فرقته بمهاجمة قشلاق قصر النيل وتحريرهم بمنتهى البساطة.
وبعد فشل الثورة العرابية ظل الجمهور ملتف حول كل من يحمل لواء الاستقلال التام. فليس من عجب أن يسمي مصطفى كامل جريدته باسم"اللواء"(العلم)واستمر الموضوع كما نعرف من دراستنا في التاريخ بتوالي الزعماء من "فريد" ل"سعد"ل"النحاس".
الشعب أغلبيته يناضل (مع) القائد الزعيم.
حتى أتت الثورة
وقالت للناس.

"كفاية عليكوا كده، أحنا هنكمل بدلكم".

نحن من يخطط ويفكر
نحن من ينفذ كل شيء
(برجالنا الثقات)
ولكننا سنسمح لكم باختيار من يمثلكم
ولكن لأنكم لم ترشدوا بعد فنحن من سيختار لكم
الأمر ليس معضلة فهل يقول الأبناء الأبرار لأمهم وأبيهم.. لا؟
ونحن لكم أكثر من أم وأب

وبهذا المنطق بدأنا الحلم العربي
وتوحدنا مع سوريا دون أن نعرف لماذا نتوحد
وانفصلنا دون أن نعرف لماذا
ودخلنا حرب اليمن ضد السعودية(اكتبوها عندكم لو كنتم مش عارفين)
دون أن نعرف السبب
وحتى إذا عرفت السبب، فما هي الفائدة.. أنت لا تستطيع تغيير شيء أصلا.. صوتك غير موجود.. فقط صوت الزعيم
لذلك عندما انكسر الزعيم في 67.. انكسر النظام
فقامت الجماهير لتعيده، لأنها فقدت القدرة على التفكير لنفسها.. فقدت القدرة على تحمل المسئولية.. أو بمعنى أقرب فقدت الثقة في نفسها.. أو للدقة الشديدة صارت مخصية.

فحتى بعد حرب73
اتخذ السادات قرار فجائي بزيارة اسرائيل، ولست في معرض الحديث عن مدى صحة القرار، ولكن عن طريقة اتخاذه.
بكره هنروح اسرائيل.. يبقى بكره نروح
دون الرجوع لأي جهة تمثل أو تنوب عن الشعب.
ولأننا تعودنا على ذلك..فمر الموضوع بشكل عادي.
وكل الاعتصامات والاحتجاجات والمقالات الملتهبة والتحليلات المتزنة، ليست أكثر من أقلية (الشعب)، تحاول أن تفرض رأيها على(أغلبية) الرئيس الملهم.
(يا ريت تراجعوا تعليقات ترزية العزبة وجماعة ارفع ايدك تاكل ملبن عن الحادثة الدستورية الأخيرة، والأقلية التي تحاول فرض رأيها على الأغلبية)

ومن هنا بالضبط أتت تلك الشعبية الكاسحة للكرة.
وقفة..ولكن بماذا أفسر سيادتي الشعبية الكاسحة للكرة في دول العالم المتقدم؟
أقول-سيادتي- أن الحب تختلف أنواعه وأشكاله.فهناك من يستمتع بالكرة كنوع من التسلية بعد ساعات العمل المرهق. وهناك من يتعصب لفريق لسبب أو لآخر(كارتباط الفريق بمدينته أو بعائلته)، وهناك من يكون انتمائه لفريق معين بديلا عن ارتباطه بوطنه.

" إن الإنسان لا يناضل إلا من أجل ما يحب، ولا يحب إلا ما هو حري بالتقدير والاحترام، فكيف يطلب من مواطن أن يحب وطنه ويقدره وهو يجهل تاريخه ولا يشعر في كنفه بأنه ينعم بما تؤمنه الدول الأخرى لرعاياها من طمأنينة وهناءة؟"
               "كفاحي" أدولف هتلر

فإذا كان وطني يخسر في كل البطولات، و هو لم يحبني أبدا ولم يعطيني أي فرصة لكي أحقق ذاتي وانتصر له ولي، فلماذا لا أرتبط- بشكل ما- بذلك القوي الذي ينتصر؟

"دا الاهلى هو الكيان الوحيد اللى بسببه علم مصر بيرتفع خارج ارضها" من رسالة لواحد أهلاوي

وذلك يحدث لأن ذاكرتنا ضعيفة جدا. أنا شخصيا لم أنس ما حدث بعد (الصفر الشهير لكأس العالم)
فاز بعض اللاعبين بميدليات في الأولمبيات فوجدنا صورهم تعلق في كل الشوارع والميادين بالحجم العملاق كأنهم فتحوا عكا. ولو كان هذا الموضوع يحدث في بلد مثل أمريكا لما وجدوا مساحة لهذه الصور.

ثم في البطولة الأفريقية التي جرت في مصر(من قبل أن نفوز بها)كانت الصور لمدرب المنتخب مع بعض لاعبيه(بلقطة كاميرا من أسفل توحي بالعظمة) تحتل الشوارع في حملة إعلانية غير مسبوقة، كأنهم سيفتحون عكا وبيت المقدس هذه المرة، وكأن الأمر لا يتعلق ببطولة حصلنا عليها خارج أرضنا عديدا من المرات.

و هذه هي أصول التخدير.

الأسوأ هو ادمان الناس لتلك المخدرات.قارن بين خروج الناس لاستقبال الذين أفرحوهم- بدون أي ضغوط -(من أول محمد عطية صاحب الدورة الدموية مرورا بثالث العالم للأندية ووصولا لأي كأس يمر عبر المطار) ، منتظرين لساعات دون أي فائدة حقيقية أو مزعومة ستغير أي شيء في حياتهم. وبين خروجهم لأي استفتاء أو انتخاب، يتعلق مباشرة بمستقبلهم هم وأولادهم أو حتى للتعبير عن رأيهم-هذا إن كان لهم رأي.

لماذا؟
لأنه تعود أن تحمل عنه الدولة العبء -في ذلك الجزء فقط من الحياة- من أول توفير الحافلات الحكومية للموظفين وإعطائهم(اللي فيه النصيب) وحتى تسويد البطاقات.

ربما كنا محتلين قبل الثورة، ولكننا كنا نحلم بالاستقلال.
ربما كنا مهزومين بعد76، ولكننا كنا نحلم بالانتصار.
ولكن لنسأل نفسنا الآن
ما هو الحلم الذي يجمعنا كوطن مصري صغير؟
ما هو الحلم الذي يجمع الوطن العربي؟(إذا كان أحدكم مازال يذكر هذا الاسم)
ما هو الحلم الذي يجمع الأمة الاسلامية؟(إذا كانت هذه التسمية لم تندرج تحت بند الإرهاب)


أعود لنقطة البداية وأكمل الحكاية الحقيقية.أن النسر المهيب لم يظل للأبد متعلقا بباقي الجسد الممزق للعلم وطار في يوم من الأيام.ولم يعلم أحد أو حتى يهتم لأين ذهب.


من ليلتها
كل ليلة احلم بنسر
كان مضلل أرض مصر
ف الكفن الابيض معشش
و بدماه متلطخة شاشة الكفن
و السواد ف القلب طارح ع القماش
و النهار لسه مجاش
من ليلتها
             
                                     أحمد الحضري

نهاية الجزء الثاني- والجزء الثالث والأخير غالبا غير منتظر


قارئة الأفكار



أنا متأكد من كونهم سيخترعون هذا الجهاز يوما ما،كما اخترعوا كثيرا مما كنت أفكر به(مثل الأم بي ثري). سيكون هذا الجهاز كبيرا في البداية وغير عملي. لأنك ستضطر إلى وضعه في البيت، ولكن حتى في هذا الطور سيكون مفيدا جدا بالنسبة لي.
لأنه سأضعه جوار الفراش حين أستيقظ ليلا على أحد الأفكار، ويكون من الصعب كتابتها، بالرغم من أني أترك ورقة وقلم من أجل هذا الغرض.
وبعد ذلك سيطورونه سريعا بحيث لا يزيد على حجم السماعة البلو توث. عندها ستكون وأنت في أي مكان راكب الميكروباص، واقف في أحد الطوابير، أو في الأتوبيس، وأنت تمشي في الشارع، أو في زحام من الناس لا تعرف ما الذي أتى بك معهم سيمكنك بكل بساطة أن تفكر في صورة كلمات محددة بينما هو يكتب تلك الكلمات. عندها لن تكون في حاجة للقرطاس والقلم كالمتنبي، لن تكون في حاجة للكي بورد ولا للاب توب بسخافته ووزنه الثقيل، ولا لصعوبة الكتابة على الآي ميت.
فقط
سأسترخي وتخرج كل الخواطر، المقالات، التعليقات، النقد الذين أكسل عن كتابتهم بعد أن يكونوا ناضجين تماما في ذهني.

لا أريد أي حقوق للملكية الفكرية.. فقط أريد أن يخترعوه سريعا.

(اللوحة الموجودة –تقريبا والله أعلم- للأخ جوجان





 يا قدس قادمون
.لاتقلق نحن قادمون.فقط ازدحام على كبارى 6 أكتوبر و15مايو والجلاء.كثافات مرورية في مداخل ومخارج العاصمة .أنت تعلم ساعة نزول الموظفين .لكن لا تقلق نحن قادمون .فقط ننتظر أول الشهر وتخفيض الضرائب وارتفاع سعر الجنيه ، ولكن بالتأكيد بعد تخرج الأولاد من الجامعة والبحث لهم عن وظائف وتزويجهم سوف نأتي , نحمل أعلاما بيضاء في حافلات سياحية من الدرجة الأولى كي نشاهد .....بقايانا.





Friday, 20 July 2007

معلش يا حضـ صول



الرسالة التالية وصلت من الأخت ر . د من محافظة القاهرة

تقول فيها:

انحطاط مستوى الابتذال
جمله مجعلصه جدا -فعلا-ده اول اللي جه في دماغي و انا بحاول اعبر عن احساسي في الميكروباس و انا مروحه النهارده من وسط البلد
ايه اللي بيحصل ده -انا طلعت في التليفزيون انت شفتني كنت هايل(من شركه المرعبين المحدوده)-
....؟؟؟؟؟؟
و انا بركب خدت بالي ان فيه شله شباب-بنات على رجاله-قاعدين قدامي و مبسوطين شويه و بيهرجوا قلت عادي مبسوطين عقبالي و اللي اعرفهم يا رب
المهم
لقيت واحده منهم مشغله موبايلها على اغنيه و عماله بتعيد فيها
غالبا ببقي سرحانه خصوصا في الميكروباص فا مش بركز في مين مشغل ايه
بس كلمات الاغنيه بصراحه من التكرار الاول لفتت نظري و بعدين نرفزتني


ايه اللي احنا وصلناله ده
و علشان تفهموني انا دورت على كلمات الاغنيه اسمعوا يا شباب

والله ما هرجع تاني...
والله ما هرجع تاني...
والله وما هرجع ...
هو انا لسه بهون عليكي والله وما هرجع تاني لو
وقفتي على ايديكي وقفتي على ايديكي
عملت إللي عليا معاكي وشفت الويل انا في هواكي
دلؤتي لازم انساكي وابعد لبعيد و ابعد لبعيد
عارف انا قاسي عليكي وكلامي عمره ما يرضيكي
سامحيني لازم اربيكي وابعد لبعيد ...... و ابعد ابعيد
و برده لسه بتغلطي والله ما هرجع تاني لو
وقفتي تتنططي وقفتي تتنططي
ايه......ايه
مش انا إللي اتكلم وما يتردش عليا مش انا اللي اسلم و ما يتسلمش عليا
انا غلطان من الاول لما عملتك وحدة و بقى ليكي لازمة
واخدتك عليا
عملت إللي عليا معاكي وشفت الويل انا في هواكي
دلؤتي لازم انساكي وابعد لبعيد
ابعد لبعيد
عارف انا قاسي عليكي وكلامي عمره ما يرضيكي
سامحيني لازم اربيكي وابعد لبعيد ...... ابعد ابعيد
و برده لسه بتغلطي و الله ما هرجع تاني لو
وقفتي تتنططي وقفتي تتنططي
ايه........ايه

تاني اسفه على الاغنيه
مع ان مش انا اللي قتلته و الله يا بيه
بس خير
و احب اسمع رأيكم
كان معكم مراسلكم
رضوى داود
من موقف عبد المنعم رياض



وبعد الاطلاع على الرسالة وعلى ردود أفعال القراء كان هذا هو ردي:

1- بإمكانك دائما أن تشتري "ام بي ثري" وتضعيه على أذنيك لتلافي هذا التلوث السمعي - جربت هذا الإسلوب بنفسي وأعطى نتائج فعالة

2- بإمكانك أيضا ركوب ميكروباص تاني – لو عندك وقت، وهذا الحل غير مضمون فالربما كانوا يشغلون العنب أو البلح أو البطيخ في التاني.

أما عن تعليقي عن مجريات الأحداث فهذا موضوع شرحه يطول أوجزه في التالي:

الناس دي كانت ناس مبسوطة، وفي هذه الحالة من الانبساط يجوز أن تحدث أشياء مخالفة للحياة الطبيعية، ففي الأفلام العربي الأبيض والأسود عندما كان عسكري الدرك – اللي على أصله – يوقف أحدهم بتهمة السكر والعربدة؛ كنت تجد دائما الصديق الذي يرد " معلش يا حضـ صول أصله مبسوط شوية " ويكمل بطل الفيلم " أيوه أنا مبسوط شوية " ويستمر في الغناء بصوت أجش.

ويتفرع من هذه النقطة نقطة فرعية وهي:
هما مبسوطين ليه؟
ومن الواضح أننا لو استطعنا الوصول لسر هذا الانبساط سنكون وصلنا لسر أهم من سر تفوق اليابان عننا، بالرغم من أنهم في الوقت الذي خرجوا من الحرب العالمية الثانية مدمرين كنا بلد محترم، والقاهرة كانت من أجمل عواصم العالم وقتها.

فكون هؤلاء الشباب يركبون الميكروباص، فهذا يشير بوضوح إلى انتمائهم الطبقي، فكونهم "مبسوطين شوية" لا تفسير له سوى أنهم ضامنين وظائف ثابتة بمرتبات مقبولة توفر لهم معيشة كريمة، وأن كلهم أمل في مستقبل باهر مشرق سيصلون إليه بالعزيمة و الكفاح والإخلاص.

فإذا لم يكن الحال كذلك " فمعلش يا حضـ صول"

أما عن كلمات الأغنية نفسها فلا أجد فيها أي مخالفة لأي قانون
طب اسمعي دي:

ارخي الستارة اللي في ريحنا
لحسن جيرانك تجرحنا
يا مفرفشين يا مزئطاطين
بالقوي يا أحنا

وهي كانت واحدة من أهم الـ"هيتس" في عصرها السعيد الذي بعد ثورة 1919
أي في ذروة الاحساس باليأس من رحيل الاحتلال الإنجليزي وأن الإنجليز هم قدرنا. تخيل لما دولة عظمى لا تغيب عنها الشمس تحتلك أنت يا حشرة.
فين الأمل؟

يعني لما تكون مهزوم ومحبط تعمل إيه؟

لما يكون عندك يقين إن مافيش حاجة هتتصلح وإن بكرة أسوأ من النهاردة.

شايف البلد بتتباع قدامك حتة حتة. وبطون معينة بتتنفخ و الكل بيتكلم. خليهم يتكلموا. حرية الكلام مكفولة، لكن حرية الفعل لأ.

أوع تقل عقلك وتفكر في التغيير. آه اللي فكروا قبلك أهم بقوا عبرة وعظة. لا أمريكان هينفعوك ولا كرسي برلمان ينفعك ساعتها. القضايا جاهزة والتلفيقات على قفا مين يشيل.

أما المستقبل فباهر زاهر زاخر. يعني بدل ما الصحفيين وبتوع حبوب الإنسان يقعدوا يوجعوا دماغنا ويكرروا نفسهم كل شوية، وقانون الطواريء ونزاهة الانتخابات والكلام الفاضي ده.بنقولهم خلاص قديمة، زهقنا منها، شوفولك لعبة تانية يا بابا منك له لها.

خلاص الموضوع بقه دستوري.

فمتضحكش على نفسك وتقوللي كفاية وجبهة معرفش إيه. أنتوا أقلية مريضة. ولو وقفتوا بره المجلس ولبستوا شارات الحداد تبقوا عايزين تفرضوا رأيكوا على الأغلبية جوه اللي مركبة إيديها في حبال عشان يعرفوا يناموا وإيديهم مرفوعة
موافقة..موافقة..موافقة


يبقى تفوق ليه؟
وتنكد على نفسك ليه؟

أرخي الستارة اللي في ريحنا
لحسن جيرانك تجرحنا


تعال لي يا بطة
هأقولك عصيدة
عصيدة بشعرية

البوس البوس
الحضن الحضن
مشتاق مشتاق
حلو يا حلو
ول يا ول
من طرف أخوكم اللمبي




Friday, 13 July 2007

أهلاوي بالبطاقة- الجزء الأول



أذكرأنني عندما كنت طفلا كان يسكن معنا في نفس العمارة ولدان ؛ تقريبافي نفس سني وأخي كان أسمهما(سامي وسامح)كنا دائما ما نلعب الكرة معا "إسلام وسامي"و"باسم وسامح"كان إسلام وسامي أهلاويان بالفطرة وكان سامح-أكبرنا سنا-زملكاويا؛ فصار من الواجب أن أكون زملكاويا؛ فأصبحت زملكاويا متعصبا.أذكر في ذاك الوقت عندما كان أبي يشتري لي كرة ؛فاخترت البيضاء بالطبع، وبعد مسيرة عدة خطوات كنت أريد أن أعيدها لأني اكتشفت بعض البقع الحمراء تلوث شرفها؛ ولم أهدأ حتى قال لي أبي أن فانلة الزمالك بها شرطتين حمر.ثم وقعت الواقعة عندما اكتشفت عائلة والدتي أنني-استغفر الله العظيم-زملكاوي، لم يقولوا لي" أنت مش عارف الزملكاوية بيروحوا فين؟بيروحوا النار"ولكنهم اكتفوا بتحذيري بأن خالي أهلاوي؛ وبما أنه خالي الوحيد ويعز علي فصرت أهلاوي، أهلاوي متعصب؛ لا أفهم كيف تعيش تلك الكائنات الزملكاوية على وجه البسيطة مثلنا وتأكل مما نأكل منه وتشرب مما نشرب منه وفي النهاية يفعلون هذا بأنفسهم!!!
المشكلة أن كل ما سبق حدث تقريبا قبل أن أشاهد مباريات الكرة في التلفاز، فوالدي يكره كرة القدم أساسا، ولكن بعد عبور المرحلة الابتدائية بدأت أشاهد المباريات في التلفاز ووصلت ساعتها لنتيجة عجيبة جدا...
أن كلا الفريقين جيد
وبالتالي
ما هي الفكرة في أن أشجع فريق وأكره الثاني؟
نعم يأتي وقت ويكون هذا أقوي أو ذاك
ويأتي وقت المتعة عندما يكونا قريبان في القوة
ولكن في النهاية
ما معنى إنتمائي لفريق ما؟
أنا أتكلم عن وقت الأعدادية، وقت أن كان انتماءك الكروي يلخص موقفك في الحياة.
أخفيت نتيجة تفكيري داخل نفسي وصرت أهلاويا بالبطاقة.يعني إذا سألني أحدهم"ومن أي القبائل أنت يا أخا العرب؟" أنظر له بآباء وشمم-وأحيانا بتعجب وبلاهة-"الأهلي –طـــــــــــــــــــــــــبعا- تحب تشوف البطاقة؟" .أحيانا كنت أحاول أن أدعو بعض الأصدقاء للدين الجديد سرا فأقول لصديقي صلاح الزملكاوي مثلا"يعني لو الزمالك خد أكبر بطولة في العالم، أنت حتستفيد إيه؟"فيحاول أن يشرح لي مقدار السعادة السرمدية التي سينعم بها ساعتها.
ثم ما لبثت أن جهرت بلا انتمائي أثناء الثانوية"وأنت بتشجع مين يا "كابتشن"؟"فأجيب "مركز شباب عين شمس إن شاء الله.بصراحة ماليش في الكورة".وأتجاهل نظرات التعجب الموجهة لي"تصور بقى في منهم كتير اليومين دول، دا أنا حتى لسه مقابل أتنين منهم
في ميدان العتبة إمبارح" "لأ المفروض يتصرفوا فيهم قبل ما العدوى تنتشر"
أذكر أن أسعد أوقات حياتي كانت عندما يذيعوا أحد بطولات التنس- بالرغم من أن معلقين التنس عندنا قادرين على إصابة أنفسهم بالملل-أو كرة السلة.وقتها اكتشفت أن لعبة كرة القدم ليست هي أجمل لعبة في العالم.وفي الفترة التالية عندما أدمنت الاستماع للمذياع كانت أحد المحطات العديدة التي كنت أسمعها هي الـ"بي . بي. سي"وكانت جيدة في كل شيء بالنسبة لي ماعدا في أخبار الرياضة والاقتصاد.بالنسبة للرياضة كانوا يتكلمون عن لعبة غريبة أسمها "الكريكت"-ربما من شاهد كرتون" أليس في بلاد العجائب"يتذكرها عندما كانت ملكة القلوب تمسك بمطرقة لتمرر بها الكرة بين عوارض ضيقة- المشكلة أن هناك عدد قليل من البلاد في العالم يلعب هذه اللعبة بشكل شعبي، وأذكر أن المذيع قال في أحد المرات " لا تحاول أن تقول أن الكريكت لعبة مملة أمام باكستاني أو هندي"اثناء تعليقه على الاستعداد لأحد المباريات الهامة بين الفريق الإنجليزي والباكستاني وحماسة الجماهير الباكستانية لهذه المبارة.فكرت أن الدول التي تلعب الكريكت كانت مستعمرات إنجليزية لفترة طويلة وإن كرة القدم أيضا هي لعبة إنجليزية الأصل ولكن حظها كان أحسن لأنها أسهل وأقل مللا مما ساهم في انتشارها على نطاق واسع وأنه إذا كان الناس في الهند وباكستان لم يروا في الكريكت مللاً للتعود فمن الطبيعي...، وباقي تلك الأفكار التي تردد بعدها-بينك وبين نفسك-"أستغفر الله العظيم، لأ مش معقولة تفكير الواحد يوصل للدرجة دي، طب أحمد ربنا إن مافيش حد من بتوع 7أيام رياضة في الأهرام أو الصحافة الكروية قصدي الرياضية سامعك، عشان الخطوة الجاية إنك حتقول إن هما وغيرهم اللي سوقوا لنا الوهم ده وعيشونا فيه وبعدين عاشوا منه"
تنظر للآلاف في المدرجات تشعل حناجرها في الهتاف، ثم زجاجات البيروسول، ثم نحمد الله إذا ما عادوا إلى بيوتهم بدون إصابات أو مشاجرات كبرى.
تنظر مرة أخري في الصحف–بعد بطولة بوركينا فاسو مباشرة-لتجد أحدهم في مصر قد خلع ملابسه ولون جسده كله، ثم لن تنتظر طويلا حتى تجد الفتيات في وسط الجماهير في "مطحن القاهرة الدولي"المعروف باسم"استاد القاهرة الدولي" وقد لون وجوههن والكل سعيد والكل يغني "مبروك النصر لمصر" (الصحيح لغويا مبارك).
تشاهد في التلفاز -في قناة العربية- أيام البطولة الأفريقية الأخيرة في القاهرة.منظرا تتضاءل بجواره المجمعات الاستهلاكية أيام الستينات والسبعينات ومشاهد توزيع المعونات الغذائية لضحايا الحروب الأهلية، الخبر هو "ثمن تذاكر المبارة النهائية يصل لألف جنيه" والصورة لشراء هذه التذاكرومع الزحام الشديد الرهيب الخرافي؛ تتصور أننا عبرنا عنق الزجاجة أخيرا، أو أن الألف جنيه (دول تمن باكو بسكوت)ثم في أحد اللقطات تجد ثلاث بنات وقد خرجن من الزحام ؛ تبدو عليهن ملامح الفرح وهن يمسكن بتذاكر المبارة(مبروك عليكن النصر)
ثم تقرأ لأحدهم-الذي لن أذكر أسمه لأني لا أريد الإصابة بجلطة دماغية -مقالا رائعا يشيد فيه بأولاد مصر الذين رفعوا أسمها عاليا بعد أن ظننا أن التيارات المتطرفة(يا ماما،يا ماما) قد سادت الأوساط الشبابية، ويبدي إعجابه ببنات مصر الأشاوس اللاتي مارسن حريتهن في تلطيخ وجوههن بالأصباغ غير الضارة بالبيئة ثم الذهاب للاستاد عبر العجينة البشرية المسماة بالجمهور وبذلك فهن قد شاركن في صنع الإنتصار العظيم(مبروك النصر لمصر)الذي لم يكن ليتم لولا وجود ورعاية.....(بس كده حتودي نفسك في دهاية)ثم يكمل قائلا"ولكن كيف نستغل هذا الشباب المتحمس" ولا يتعب نفسه بالتفكير فالحل موجود وأسهل من امتحانات"كي جي ون "روحوا أزرعوا الصحرا، روحوا أزرعوا الصحرا"
أكاد أقفز من مكاني قائلا"مدد يا سيدي أحمد عبد اللطيف مداااااد"(فهكذا انتهت كل المشاكل التي تعيق تعمير الصحراء وبقيت مشكلة الأيدي العاملة-وهو الشيء الوحيد الذي لا نعاني فيه أي مشاكل-ثم بالصدفة تم العثور عليهم)ولكني لن أفعل ولن أخالف النظام تعلمون ماذا سأفعل سأظل واقفا وأردد مع كورس السيارات المختنقة في زحام المساء.
بيب بيب بيــــــــــــــــــــــــــــب ، بيب بيب بيــــــــــــــــــــــــــــب بيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
------نهاية الجزء الأول-----والجزء الثاني-غالبا- غير منتظر------



Thursday, 12 July 2007

السمك..السمك..السمك


أسماك فضية صغيرة

محمد المخزنجى

لم يخبر أحداً بما هو مقبل عليه ، إنه يغوص على مسئوليته هذه المرة ، بعيداً عن مهمات غواصة الأبحاث ذات الحوائط الزجاجية الكاشفة التى تتبع المعهد الذى ينتمى إليه ، وبعيداً عن الغطس العادى الذى يمارسه كهواية ، وهو يغوص الآن بلا بذلة مطاطية ولا قناع ولا أنبوب أوكسجين ، يغوص بأدوات أجداده البسيطة التى كانوا يستخدمونها فى استخراج اللؤلؤ ، قبل أن ينبثق النفط ، مجرد مشبك يغلق فتحتى الأنف ، وجسد يخبئ شهقة عميقة من هواء الدنيا يتزود بها فى رحلته تحت الماء ، ثم يطلقها زفيراً مدبراً إلى أقصى حدود التدبير حتى تنتهى الغطسة . لم يضف شيئاً غير نظارة بسيطة ، مما يستخدمه الأطفال وهواة الغوص اليسير ، تجلو له المنظر تحت الماء ، ولأنه توقع أن يكون مجال الرؤية معتماً بفعل غطاء آلاف آلاف الأسماك الميتة الطافية على السطح ، فقد تزود بكشاف قوى الإضاءة يعمل تحت الماء .
«يا خليج .. يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى» ردد شطرة الشعر البعيدة ، من القصيدة التى تناءت فى ذاكرته حتى ظن أنه نسيها للشاعر الذى لم يحب شاعراً مثله . وأخذ يتلمس مقاطع القصيدة بلا صوت وهو يمسح ببصره «جونة الخليج» واربداد الأفق وراءها .. أين ساحة المياه الشفيفة ، الساجية ، التى كانت تريح الأبصار وتهدهد النفوس ، أين تناغم شهبة الرمال وفيروزية الماء وزرقة السماء الخفيفة القريبة من الروح ؟ لم يبصر غير رمادية حاملات الطائرات والبوارج الغريبة التى تحتشد فى قوس الأفق ، تحت سماء مثل رصاص مصهور ، سحب بصره وئيداً ليمسح بالأسى غطاء الأسماك الكميتة التى باتت تغطى مياه الجونة كلها ، موات مقبض ومفزع ، كارثة تتكرر للعام الثالث بفداحة أكثر ، وهو لم يقتنع أبداً بما انتهت إليه التقارير التى زعمت تفسير أسبابها .
خطا بقدميه العاريتين مخوضاً فى مياه الساحل ، وكانت ساخنة ولزجة وسرعان ما صارت ساقاه محاطتين بغطاء من الأسماك الميتة . انحنى واغترف بين كفيه حفنة من هذه الأسماك ، قربها من وجههه ، وأدرك أنها جميعاً من أسماك الميد الصغيرة الرقيقية التى وضح أنها أكثر من تأثر بالجائحة . دائماً ما كان يحب هذه الأسماك البسيطة ، بغزارتها الخصبة ، وتعلقها بالضوء والهواء ، مما حتم عليها أن تعيش فى الطبقات القريبة من سطح مياه الخليج . وهى التكأئة نفسها التى بنوا عليها تفسير أسباب الكارثة . قالوا إنه «المد الأحمر» الناتج من تكاثر الهائمات النباتية ثنائية الهدبيات ذات اللون الأحمر ، بفعل ارتفاع حرارة الماء المفرط تحت شمس الخليج اللاهبة ، وهو ما يجعل المياه ضاربة إلى الحمرة ، ومشحونة بسموم ثنائية الهدبيات التى تميت الأسماك وتصيب البشر بالإسهال والشلل إن أكلوا من هذه الأسماك . لم يقنعه هذا التفسير ، ولم يكن لديه ما يقوله ، فى غيبة البراهين والقرائن .. العلمية ؟! .
أوغل فى المياه حتى وسطه ، وصار مرشوقاً فى غطاء الأسماك الميتة التى أكد قربها من بصره أنها بالفعل من أسماك الميد . شعر بسخونة الماء تصعد على صدره نحو رقبته ، وفكر فى تهافت «التقرير العلمى» الذى شارك فيه «الخبراء الأجانب» فسخونة الماء المعتادة ، والخليج لم يكف عن التلظى بشمس الصيف الحارقة منذ عشرات ومئات السنين ، ولم يظهر الوباء البحرى على هذا النحو أبداً . هناك سبب آخر ، ردد ذلك فى داخله وهو يخرج يديه من تحت الماء ليحكم المشبك حول منخاريه ونظارة الماء حول عينيه . وكانت حقول الميد الميت على سطح الخليج ، ورمادية حاملات الطائرات والبوارج المحتشدة على قوس الأفق ، هى آخر ما رآه قبل أن يغطس .
كانت عتمة ، ولم ير أى ميل إلى الحمرة فى مساقط الضوء المتسلل من الفرج الضئيلة بين تجمعات الأسماك الميتة على السطح . وعندما أشعل ضوء الكشاف لم يجد للماء خضرة ولا زرقة ، بل اعتكاراً رمادياً جعل المرئيات فى مجال بصره وكأنها تظهر عبر زجاج ردىء الشفافية ، لكنه بخبرة الباحث الميدانى المخضرم فى مياه الخليج كان يستطيع أن يحدد ما يراه أمامه : هياج من الأسماك الصغيرة وسط مياه تتقلب فيها جزيئات دقيقة من نفايات رمادية تجعل الماء يبدو كما لو كان يغلى برغم برودته النسبية بعيداً عن السطح . وبالتحديق ملياً فى هذا الهياج ، اكتشف أن هذه الأسماك الصغيرة المضطرمة لم تكن سوى أسماك الميد وهى تهاجم بعضها بعضا فى سعار هو أبعد ما يكون عن السلوك المعتاد لهذه الأسماك الصغيرة الوديعة ، كانت فى حالة افتراس عشوائي متبادل . والأغرب أن حشوداً من هذه الأسماك كانت تنفق من تلقاء نفسها ، ربما بفعل القضمات التى كانت تمتلئ بها فتموت بموازاة موت الأسماك المقضومة .
وبينما كان ينفث آخر زفرة مما اختزنه صدره من هواء ، امتلأت مساحة الماء أمام بصره بفقاعات غيمت الرؤية ، وأحس بارتعاب أن آلاف الكلابات المنمنمة الحادة تمزق ما يستره ، وتنهش جلده العارى .




اسمي أحمد خالد توفيق .. والسبب في أنني أحمد خالد توفيق هو أن هذا اسم ثنائي وليس ثلاثيًا .. عضو هيئة تدريس بطب طنطا وكاتب هاو .. نعم .. لم أكف عن اعتبار نفسي هاويًا قط... أجرب وأستكشف ولا أكتب إلا للمتعة الشخصية، فالويل لي إن لم أحب ما كتبت بعد مرور أشهر أو أعوام .. حاليًا تجاوزت الثانية والأربعين لكني لم أزل أعتبر نفسي شابًا ولا اعرف السبب.. ومن جديد أتساءل: هل مر اثنان وأربعون عامًا حقًا ؟.. يخيل إلي إن عشرة أعوام قد مرت منذ كنت أتشاجر مع رفاقي في المدرسة الإعدادية على نسخ (المغامرون الخمسة).. هل هو عام حقًا ؟نعم .. هو عام منذ انطلق موقع روايتي، ومنذ قرأت لأول مرة قصص ما وراء الطبيعة وسافاري وفانتازيا على شاشة الكمبيوتر .. وهو شعور عجيب يختلف عن الإمساك بكتيب في يدك .. يقول أحد أصدقائي: إنك لا تستطيع القراءة على الكمبيوتر وأنت نائم على الفراش أو في الحمام !.. أقول له: يبدو أن (اللاب توب) خلق لهذا الغرض بالذات!..

Wednesday, 11 July 2007

ذئاب الجبل



الذئب الأكبر
عارف فكري- عارفسكي - اللهو الخفي

إذا كلفت نفسك وعملت سيرش على الجوجل ستكتشف أنه هو خط الصعيد الجديد
new line of upper Egypt
تخرج عارف من كلية أصول الدين والدعوة- قسم العقيدة والفلسفة
ويتضح هذا تماما من سلوكياته العامة
ذات مرة كنا نجلس على قهوة يوم الجمعة قبل الصلاة فقال لنا
النهاردة يوم الجمعة
قلت في نفسي
الظاهر هيدينا خطبة الجمعة مقدما
فقال فضيلته
إيه رأيكو نلعب ويجا؟
فقلت سيادتي
ايه يا خويا؟!!
فقال كريم:
معلش أصله واخد الشهادة بدكر بط
وأثناء وجوده في مدينة أسيوط حيث كان يدرس بدت عليه معالم التطرف
وبدأ يدخل المكتبة ويقرأ المجلدات المنسيةلـ
ـ


ديستوفسكي
ومن هنا اكتسب اسم الشهرة

عارفسكي
وبعدها بدأ الكتابة في الرواية ونقد السينما وأشياء أخرى
ولانشغاله في الكتابة وعدم وجود تليفون في البيت وتعطل الموبايل طوال الوقت تحول عارفسكي
إلى

.اللهو الخفي
اللي يعرف يجيبك وانت ما تجيبوش
ومن هذه العزلة نشأت هويته بكتابة قصص الرعب..... ياماااااااا
قصص تحبس الأنفاس من أول
نفس

عارف فكري
اسم ستسمعونه كثيرا لحد ما تزهقوا


الذئب الأوسط
وليد خطاب
ذئب من برج الحمل

لا
تدع مظهره البريء يخدعك ولا صوته المنخفض
فأنت أمام ذئب/ مثالي
يعمل معيدا للفيزياء وفي نفس الوقت يعشق الفلسفة- دماغه لاسعة من الآخر
بعد أن حصل على مجموع عال في الغرزة الثانوية قرر زيادة نشاطه الإجرامي
حاول الإنضمام لعدد من أقسام الكلية ولكنها كلها رفضته الواحدة تلو الأخرى
ووجد بغيته في قسم الفيزياء وطلبته الغلابة لكي يبلطج عليهم ويفرض أتاوة
لكنه عرف أن الجريمة لا تفيد بعد أن اشتغلوه في القسم ورفضوا تعيينه في جامعة القاهرة
مفضلين طلبة الأقسام المزدوجة عليه هو خريج فيزيا اسبشيل(على فكرة الكلام ده حقيقي، وأي طالب علوم في أي جامعة تانية غير القاهرة ما يتخيلش إن طلبة الأقسام المزدوجة يتعينوا معيدين، وأي حد مش طالب علوم مش هيفهم يعني إيه قسم مزدوج وأي حد بيفهم مش هيفهم حاجة ، مش بقولكم فيزيا بقه
أما موضوع الفلسفة فده موضوع تاني
ندخل في التالت
فوليد من الناس القليلة اللي كنت بحقد عليهم في الكتابة
بس نفسي دلوقت يرجع زمان- وإلا هنحط السيخ المحمي في صرصور
ودنه


الذئب الأصغر
ذئب يخاف من الدم
كريم الفنان- كيموالجهنمي

أول ما تقرا لكريم تحس إنك قدام شخص دموي، اسطوري، فرانكشتاين
أو شخص سيكو سيكوباتي ساعتي
أو شخص يعمل في الأعمال السفلية وعلى علاقة وطيدة بشوشو

ولكن
عندما تعرفه تفاجأ
تجده يفزع من منظر الدم الذي يغرق صفحات قصصه عندما يقابله في الواقع

تجده إنسان خجول، من عائلة محافظة
(محافظة القاهرة تحديدا
بل والأدهى والأمر
إنسان رومانسي بزيادة، يدوبك بيدبح قطتين على غيار الريق



أنا
وأعوذ بالله من كلمة أنا
ماليش دعوة بالناس دي ومش عارف إيه اللي جابني هنا؟






















Saturday, 7 July 2007

محاولة للفهم


٢٠/٦/٢٠٠٧

هذا المقال للكاتب الكبير فهمي هويدي تم منع نشره أمس بجريدة «الأهرام».. و«المصري اليوم» تنشره كاملاً:

هل الذي حدث في غزة انقلاب، أم أنه إجهاض لانقلاب؟ هذا السؤال ألح علي بشدة حين تجمعت لدي مجموعة من الشهادات والوثائق المهمة ذات الصلة بالموضوع. وها أنا أضع خلاصاتها، وبعض نصوصها، بين يديك، كي تشاركني التفكير في الإجابة عن السؤال.

(١)

يوم الخميس الماضي ١٤/٦ نشرت صحيفة «نوي فيليت» الألمانية تقريراً لمعلقها السياسي فولف راينهارت، قال فيه إن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش خططت منذ فترة طويلة لتفجير الأوضاع الداخلية الفلسطينية، وتحريض تيار موال لها داخل فتح علي القيام بتصفيات جسدية للقادة العسكريين في حركة حماس.

وقد تحدث في هذا الموضوع صراحة الجنرال «كيث دايتون» مسؤول الاتصال العسكري الأمريكي المقيم في تل أبيب، في جلسة استماع عقدتها في أواخر مايو الماضي لجنة الشرق الأوسط بالكونجرس الأمريكي. وفي شهادته ذكر الجنرال دايتون أن للولايات المتحدة تأثيراً قوياً علي جميع تيارات حركة فتح، وأن الأوضاع ستنفجر قريباً في قطاع غزة، وستكون عنيفة، وبلا رحمة. وقال إن وزارة الدفاع الأمريكية والمخابرات المركزية ألقيتا بكل ما تملكان من ثقل، في جانب حلفاء الولايات المتحدة وإسرئيل داخل حركة فتح.

كما أن تعبئة الأجهزة الأمنية والعسكرية، التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية ضد حماس، يمثل خياراً استراتيجياً للإدارة الأمريكية الحالية. وهو ما يفسر أن الكونجرس لم يتردد في اعتماد مبلغ ٥٩ مليون يورو، لتدريب الحرس الرئاسي في بعض دول الجوار، وإعداده لخوض مواجهة عسكرية ضد حركة حماس.

أضاف المعلق السياسي للصحيفة الألمانية أن التيار الأمريكي ـ الإسرائيلي، داخل فتح، لم ينجح، رغم كل الدعم السخي الذي قدم إليه، في كسر شوكة حماس. وهو ما دفع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلي استدعاء خبرتها السابقة في جمهورية السلفادور، وتوجيهها للعناصر الفتحاوية المرتبطة بها، لتشكيل فرق الموت لاغتيال قادة وكوادر حماس.

وتحدث راينهارت في هذه النقطة عن خيوط كثيرة تربط بين فرق الموت والحرس الرئاسي الفلسطيني والمستشار الأمني النائب محمد دحلان، ونسب إلي خبيرة التخطيط السياسي بالجامعات الإسرائيلية «د.هيجا ياو مجارتن» قولها إن دحلان مكلف من وكالة المخابرات المركزية وأجهزة أمريكية أخري، بتنفيذ مهمة محددة، هي تصفية أي مجموعات مقاومة لإسرائيل داخل وخارج حركة حماس.

(٢)

في ١٠ يناير الماضي، وجه رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية رسالة إلي رئيس السلطة أبومازن، نصها كما يلي:

نهديكم أطيب التحيات، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد. لقد توافرت لنا بعض المعلومات، في الآونة الأخيرة، تشير إلي خطة أمنية تهدف إلي الانقلاب علي الحكومة والخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني. ويمكن إيجاز هذه المعلومات في النقاط التالية:

- إدخال كميات ضخمة جداً من السلاح لصالح حرس الرئاسة، من بعض الجهات الخارجية، بمعرفة ومباركة من أمريكا وإسرائيل.

- تشكيل قوات خاصة من الأمن الوطني، تقدر بالآلاف، لمواجهة الحكومة الفلسطينية والقوة التنفيذية واعتماد «مقر أنصار في غزة» مقراً مركزياً لها.

- تجهيز هذه القوات بالسيارات والدروع والسلاح والذخيرة وصرف الرواتب كاملة للموالين.

- تعقد اجتماعات أمنية حساسة لعدد من ضباط الأمن الفلسطيني في مقر السفارة الأمريكية، حيث تناقش فيها خطط العمل.

- البدء في إجراءات إقالة لعدد من الضباط واستبدال شخصيات أخري بهم، مع العلم أن لجنة الضباط هي المختصة بهذه الشؤون، كذلك تعيين النائب محمد دحلان من طرفكم شفوياً كقائد عام للأجهزة الأمنية، وفي ذلك مخالفة قانونية.

- تهديد الوزراء ورؤساء البلديات بالقتل، حيث تم الاعتداء علي الوزير وصفي قبها وزير الأسري، وإعلامه عبر مرافقه أن الاعتداء القادم سيقتله. وكذلك تم تكليف أحد ملياردي فتح من غزة بتصفية الوزير عبد الرحمن زيدان ـ وزير الأشغال والإسكان ـ مقابل ٣٠ ألف دولار.

الأخ الرئيس: بناء علي ما سبق، وغيره الكثير من المعلومات التي نمتلكها، فإننا نعبر عن بالغ أسفنا إزاء ما ورد، حيث إن ذلك يهدد النظام السياسي الفلسطيني، والنسيج الوطني والاجتماعي، ويعرض القضية برمتها للخطر.

في الوقت الذي أرسل فيه السيد إسماعيل هنية هذا الخطاب إلي أبومازن، كانت أمامه معلومات محددة حول بعض تفصيلات الإعداد للخطة الأمنية، التي منها علي سبيل المثال: تعيين محمد دحلان قائداً عاماً للأجهزة الأمنية ـ اختيار ١٥ ألف عنصر من الموالين، لتشكيل قوة خاصة في الأمن الوطني لمواجهة حماس ـ دخول١٥٠ سيارة جيب مزودة بأجهزة الاتصال اللاسلكي ـ توفير ٢٠٠٠ مدفع كلاشينكوف إضافة إلي ثلاثة ملايين رصاصة ـ توفير الملابس الخاصة والدروع للقوة الجديدة ـ إعادة بناء جميع الأجهزة الأمنية وإقالة ١٥ من قادتها واستبدال آخرين موالين بهم ـ إقالة ١٨٥ من ضباط الأمن الوطني لتنقية صفوف الجهاز من غير الموثوق في موالاتهم.

(٣)

يوم ٦/٦ نشرت صحيفة «هاآرتس» أن جهات في حركة فتح توجهت أخيراً إلي المؤسسة الأمنية في إسرائيل، طالبة السماح للحركة بإدخال كميات كبيرة من العتاد العسكري والذخيرة من إحدي دول الجوار إلي غزة، لمساعدة الحركة في معركتها ضد حركة حماس. وأضافت الصحيفة أن قائمة الأسلحة والوسائل القتالية تشمل عشرات الآليات المصفحة والمئات من القذائف المضادة للدبابات من نوع «آر.بي.جي»،

وآلاف القنابل اليدوية وملايين الرصاصات. كما ذكرت أن مسؤولي فتح تقدموا بطلباتهم في لقاءات مباشرة مع مسؤوليين إسرائيليين، كما أن المنسق الأمني الأمريكي الخاص في المناطق الفلسطينية المحتلة الجنرال كيث دايتون نقل طلباً مماثلاً إلي إسرائيل.

أضافت الصحيفة أن إسرائيل سمحت لـ«فتح» في السابق بتلقي كميات من الأسلحة شملت ٢٥٠٠ بندقية وملايين الرصاصات.. وقد تقرر إدخال الآليات المصفحة التي لا تعتبر سلاحاً يشكل خطراً علي الدولة العبرية. لكنها استبعدت الموافقة علي طلب تلقي قذائف صاروخية، لخشيتها من أن تقع في يد حماس.

نقلت الصحيفة عن الرئيس أبومازن قوله، في أحاديث مغلقة، إن أمله خاب من رفض إسرائيل السماح بإدخال الأسلحة المطلوبة لفتح، وأضافت أن ثمة خلافاً في الرأي داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بخصوص الموضوع، خصوصاً أن غالبية خبراء جهاز الأمن العام (شاباك) ومكتب تنسيق شؤون الاحتلال يعتقدون أن فتح ضعيفة للغاية في القطاع، وقد تنهار في المواجهة مع حماس.

في ١٣/٦ ذكرت صحيفة «معاريف» نقلاً عن مصادر في الأجهزة الأمنية، أن سقوط مواقع الأمن التابعة للسلطة في أيدي حماس، يدلل علي خطأ الرأي القائل بوجوب تقديم الدعم العسكري لحركة فتح، لأن ذلك السلاح سيعد غنيمة تقع في أيدي حماس.

(٤)

يوم الجمعة ١٥/٦، وهو اليوم التالي مباشرة لاستيلاء حماس علي مواقع الأجهزة الأمنية في غزة، ذكرت النسخة العبرية لموقع «هاآرتس»، علي موقعها علي شبكة الإنترنت، أن كلا من الإدارة الأمريكية والرئيس الفلسطيني محمود عباس اتفق علي خطة عمل محددة لإسقاط حكم حماس، عن طريق إيجاد الظروف التي تدفع الجمهور الفلسطيني في قطاع غزة لثورة ضد الحركة. وأشارت الصحيفة إلي أن خطة العمل، التي تم التوصل إليها بين «الجانبين» تضمنت الخطوات الآتية:

١ـ حل حكومة الوحدة، وإعلان حالة الطوارئ، لنزع الشرعية عن كل مؤسسات الحكم التي تسيطر عليها حماس حالياً في قطاع غزة.

٢ـ فصل غزة عن الضفة الغربية والتعامل مع القطاع كمشكلة منفردة، بحيث تقوم الإدارة الأمريكية وعباس بالتشاور مع إسرائيل والقوي الإقليمية والاتحاد الأوروبي لعلاج هذه المشكلة، ولا تستبعد الخطة أن يتم إرسال قوات دولية إلي القطاع.

٣ـ تقوم إسرائيل بالإفراج عن عوائد الضرائب، وتحويلها إلي عباس، الذي يتولي استثمارها في زيادة «رفاهية» الفلسطينيين في الضفة، إلي جانب محاولة الولايات المتحدة إقناع إسرائيل بتحسين ظروف الأهالي في الضفة، لكي يشعر الفلسطينيون في قطاع غزة بأن أوضاعهم لم تزدد إلا سوءًا في ظل سيطرة حركة حماس.

٤ـ اتفاق عباس والإدارة الأمريكية علي وجوب شن حملات اعتقال ضد نشطاء حماس في الضفة الغربية، من أجل ضمان عدم نقل ما جري في القطاع إلي الضفة.

٥ـ إحياء المسار التفاوضي بين إسرائيل والحكومة، التي سيعينها عباس في أعقاب قراره حل حكومة الوحدة الوطنية.

أشارت الصحيفة إلي أن أبومازن حرص علي إطلاع مصر والأردن علي القرارات التي توصل إليها قبل إعلانها، مشيرة إلي أن أبومازن طالب الدولتين بتأييد قراراته وقطع أي اتصال مع حكومة حماس في القطاع.

في الوقت ذاته، خرج كبار المسؤولين في إسرائيل عن طورهم، وهم يشيدون بقرار أبومازن حل الحكومة وإعلانه الطوارئ. فقال وزير الحرب الإسرائيلي عمير بيرتس ـ قبل تعيين باراك مكانه ـ إن ذلك القرار ساهم في تقليص الآثار السلبية جداً لسيطرة حماس علي القطاع، واعتبر أن الخطوة تمثل مصلحة استراتيجية عليا لإسرائيل.

من ناحية أخري، ذكرت صحيفة «معاريف» في عدد الجمعة ١٥/٦، أنه في ظل قرار أبومازن حل حكومة الوحدة الوطنية، فإن إسرائيل تدرس بإيجابية إمكانية الإفراج عن مستحقات الضرائب التي تحتجزها، لكي تحولها إلي الحكومة الجديدة. وأشارت الصحيقة إلي أن إسرائيل قد تعلن عن قطاع غزة ككيان عدو، ومن غير المستبعد أن يتم قطع الكهرباء والماء عن القطاع، خصوصاً إذا استمر إطلاق الصواريخ منه.

علي صعيد آخر، قال الجنرال عاموس جلعاد، مدير الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلي، والمسؤول عن بلورة السياسة الإسرائيلية تجاه الضفة الغربية وقطاع غزة، إن إسرائيل تحتاج أكثر من أي وقت مضي لمساعدة الدول العربية، وتحديدًا مصر، في مواصلة خنق حركة حماس، سيما بعد إنجازها السيطرة علي كامل قطاع غزة، معتبراً أنه في حال لم يتم نزع الشرعية عن وجود حركة حماس في الحكم،

فإن هذا ستكون له تداعيات سلبية جداً علي إسرائيل. وفي مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية ظهر الجمعة ١٥/٦ ، قال جلعاد إن الدول العربية «المعتدلة» مطالبة بنزع أي شرعية عربية أو دولية عن حكومة الوحدة الوطنية وعدم إجراء أي اتصالات معها، وأن الحصار العربي لحكومة الوحدة الوطنية هو مطلب أساسي وحيوي لنجاح الحصار علي الحكومة الفلسطينية.

أضاف الرجل أن أبومازن أصبح مهماً للغاية لإسرائيل الآن، إذ هو وحده الذي يستطيع تقليص الآثار السلبية لسيطرة حماس علي غزة. كذلك قال بنيامين إليعازر وزير البني التحتية، في تصريحات للإذاعة إن علي إسرائيل أن تتحوط للوضع الدراماتيكي الجديد بكل حذر.

وشدد علي وجوب بذل كل جهد ممكن لإقناع الدول العربية بالوقوف إلي جانبها في حربها ضد حماس. في ذات الوقت أشار عوديد جرانوت، معلق الشؤون العربية في القناة الأولي للتليفزيون الإسرائيلي، ظهر الجمعة إلي أن قرار أبومازن حل حكومة الوحدة الوطنية يمثل مصلحة لإسرائيل من حيث أنه يعني إسدال الستار علي اتفاق مكة..

أظنك لا تستطيع الآن أن تقول إنك لم تعثر علي إجابة السؤال الذي طرحته في البداية.