نبتدي الحكاية من آخرها
واتسحبنا من السيما قبل ما الفيلم يخلص.. مش عشان الفيلم خنيق.. ولا عشان كريم يهرب من زمايله.. ولكن لسبب أكثر جوهرية.. عشان نلحق المترو
مـ ا قـ بـ ـل ذ لـ ك
مجموعة من المشاهد غير المترابطة يجمعها خيط درامي واهي.. مكرر من عشرات الأفلام. خطبة طويلة يتطوع كل فرد-ممثل سابقا- بآداء قسط منها
مـ ا قـ بـ ـل ذ لـ ك
مجموعة شباب بريء نزلو وسط البلد عشان يتفرجو على فيلم جديد
مـ ا قـ بـ ـل ذ لـ ك
مواطن وموظف مصري يغوي زمايله عشان يدخلو ليلة البيبي دول بدل الريس عمر حرب.. اللي هو لسه منزلش السوق اساسا
الترتيب الطبيعي للأحداث
بعد ما اقنع الأخ كريم زمايله بدخول الفيلم. اتفقنا إن يبقى فيه قوات دعم خارجي من بعض الاصدقاء، وبالشكل ده جه انضمامي لهم في الحركة القومية لدخول السينما، ودي بتنتظم فاعليتها في اوائل الشهور الميلادية فقط، وبعد ما قطعناالتذاكر وقعدنا شوية ع القهوة.. جه ميعاد الحفلة.. ساعتها كان التصرف الوحيد المنطقي قدامنا إننا ندخل الفيلم
فـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــدخـــــــــــــــــــــــ لـــــــنــــــــــــا
وياريتنا ما.............ه
ممكن اخنق عليكم واقعد احكي مجموعة الأحداث الغير مترابطة اللي بتشكل الفيلم..وطبعا زي ما انتو عارفين عني.. لازم.. اخنق.. عليكم
فيه بعون الله خطين دارميين زي اللوز
واحد محمود عبد العزيز بعد رحلة علاج استمرت لسنة في الولايات المتحدة-امريكا يعني- الحمد لله الحمد لله اتعالج وبقت عنده القدرة على.. القدرة على .. إنه يخلف يعني.. فقام مشتري عدد واحد قميص نوم بيبي دول لزوم المدام-اللي هيا تبقى سلاف فواخرجي، وفي المعلومات اللي عرفتها بعد كده ان الاتفاق كان اساسا مع الأخت المحترمة القديرة هيفاء وهبي
المهم هو جاي منسق أو حاجة كده مع وفد لجمعية عصير الجزر الأمريكية من اجل السلام والتنمية- اللي هما محليش في عينهم غير ليلة راس السنة عشان يعملو المؤتمر فيها-حاجة تجنن
وطبعا عشان الافتكاسة تكمل، لازم وحتما ولابد من كل بد إنه يرجع معاهم تاني يوم طوالي للستيت-امريكا يعني-طب يعمل إيه؟
قرر انه لازم يرمي المسئولية على ايد المساعد الغبي بتاعه على ما يكون-احم- مع المدام.. الطبيعي واللي احنا متوقعينه انه هيلاقي الهانم باعت الشق عشان تجيب واحدة تانية وإنها قاعدة مع واحدة صحبتها جوزها شغال في اسوان-كأن اسوان دي من اعمال بوركينا فاسو ومش ممكن يجي البيت في اي وقت تكون لوحدها-وده اللي هيحصل بالظبط أول أما يقرروا انهم يجرو تجربة عملية على مدى نجاح الأمريكان في علاج اشياء الإنسان. وكمان احنا متوقعين ان حجزه في الاوتيل هيتاخد بسبب مساعده الغبي عشان يكمل حجز أفراد الوفد-طبعا الكلام ده مش في فندق كونراد ده بيحصل في لوكاندة ابو دومة-وطبعا المواطن الغلبان محمود عبد العزيز مش هيعرف يتصرف يا ولاداه في اي خن خلال اليوم ده حتى لو شقة فول وطعمية.. وبذلك تستمر محاولاته المستميتة خلال الفيلم إنه يبوس البطلة، ولكن بلا جدوى
الخط التاني اجمد من الخط الأولاني
الإرهابي الخطير عوضين.. نور الشريف سابقا.. مع مساعده المناضل النص ارهابي.. جمال سليمان.يمكن هما دول اكتر اسمين اقنعوني اني اخش الفيلم، بس بصراحة الذنب مش. ذنبهم الذنب ذنب....... الله يرحمه بقى، اذكروا محاسن موتاكم
كانو عاوزين يفجرو الاتوبيس السياحي نفسه اللي كان مسئول عنه زيزو وهيدسو في الخباثة شنطة فيها القنبلة وسط شنط الركاب!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!معلش انا بعتذر للي ما شفوش الفيلم عشان لو شافو جمال سليمان وهو بيدخل المطار بمنتهى السهولة وبيحط شنطة القنبلة بمنتهى السهولة والشنطة بتطلع بمنتهى السهولة.. عشان لو شفتوه هتفكرو من بكرة تشتغلو ارهابيين، واهو كله اكل عيش
محمود عبد العزيز وهو مستعجل هيركب عربية جمال اللي هيطلع صاحبه من ايام الكلية، وغصبن عن جمال هيسيب نور الشريف عشان ما يتكشفش لأنهم كل شوية ينزلو عليه في التليفزيون إعلانات بلغ على عوضين الإرهابي تكسب سخين حديد فولاذي، فنور هيركب عربية تاكسي يقودها احمد مكي عشان يبقى ورا الأتوبيس عشان في الوقت المناسب يرفع الشعار ويدوس على الزرار-زرار الريموت بتاع القنبلة فتنفجر الحافلة
طبعا الشنطتين-الشنطة البيبي دولية والشنطة الريموتية الإرهابية-هيختلطو وكل واحدة تروح للتاني وبعدها كل واحدة تروح لصاحبها بعد احداث ومآسي،
ولكن بلا جدوى
لا محمود هيلاقي مطرح
ولا نور هيلاقي شحن
أه والله العظيم، لما نور يدوس على الزرار القنبلة مش هتنفجر.. مش عشان حاجة غلط فيها لا سمح الله، ولكن عشان هو مشحنش البطارية، زي ما هنفهم من المشهد اللي بعده
ولكن المعضلة مش هنا
المعضلة في اللي جاي
من أول ما الأخ محمود يحط رجله في تاكسي سليمان، والأخ نور يحط رجله في تاكسي أحمد مكي- والكلام ده في اول الفيلم-وانسي الدراما وعيش الخطابة والفلاش باك
بصراحة مش عارف مين اخنق من مين
يعني كلنا عارفين ان المباشرة خطيئة العمل الفني.. طب الخطابة نقول عليها إيه؟
الخطابة هي نقيض العمل الفني
لما يجي في اول الفيلم يكتب لي على الشاشة بحرف كبيرة الإرهاب كخ والمقاومة دح
ممكن اعديها.. بس لما يكرر الكلام ده كل شوية في الفيلم ويرص لي ارقام واقوال مأثورة.. ولما كل الناس-الممثلين سابقا-يبقو خطباء في مولد خطابي. بيهاجمو فيه امريكا-الستيت يعني-وفي نفس الوقت مش هتسمع ولا كلمة-ولا نص كلمة حتى على رأي محمد فؤاد-بتنتقد او حتى تتكلم عن حكامنا
هو كان فيه حد فاضي اساسا؟ كله عمال يخطب وينتقد في الإدارة الأمريكية-حتى زيزو-محمود عبد العزيز- نسي المدام وسخن في مؤتمر جمعية الجزر للسلام والسلامو عليكم، لحد ما الست الرقيقة الأمورة ليلى علوي جات لها ازمة واغمن عليها، يا كبدي يا بنتي، ومن هنا دخلت المستشفى ومن هنا جه الراجل الجنتل -زيزو برضك-وزارها وهناك حكت له عن ذكريات والدتها في معسكرات النازي................ستوب هنا
طبعا انتو فاكريني بهرتل، لا والله لقد خاب ظنكم فهذا قد حدث بالفعل. مشكلة الفيلم التانية هي كثرة الفلاش باك بصورة مبالغة جدا جدا جدا لحد الصبح.. لدرجة انك ممكن تطلع من فلاش باك لفلاش باك تاني والأحلى من كل ده ان معظم الفلاشات دي لا بتخدم الدراما ولا بتعمل تعميق في رسم الشخصيات ولا أي افشخنات.. كل الموضوع هي سكة عشان نكمل الخطبة الطويلة والاستعراض السلاطوي-من السلاطة وليس السلطة حفظكم الله- لمشاكلنا ومشاكل غيرنا.. وطبعا لوجود ميزانية ضخمة فالموارد متاحة عشان نتنطط من العراق لفلسطين لألمانيا لأمريكا لكفر الهنادوة
انا مش معترض على الموارد الكبيرة بالتأكيد
انا معترض على سوء استخدام الموارد دي
يعني لما تجيب واحد زي محمود الجندي عشان يطلع في مشهد يتيم في دور سواق عراقي يقول البقين-مثنى بق- لنور الشريف إن صدام كان وحش بس ادينا كنا عايشين ايامه وبناكل عيش، وإنه حكم العراق35سنة مامتش قد اللي ماتو في كام سنة احتلال، وكنا متوحدين وكنا معرفش ايه.. السؤال هنا، ليه مش جاب اي كومبارس عراقي يقول الكلمتين دول؟ حتى كان هيبقى اصدق وانا هبقى مقتنع اكتر
لما تجيب علا غانم عشان تعمل رقصة رمزية في وسط الأحداث-مكان الفلاش باك يعني حتى مش مكلفين نفسهم يدخلوها وسط الحدث-في الوقت اللي ممكن تجيب اي راقصة، والأفضل انك تلغي المشهد من اساسه عشان مالوش لازمة وبيعمل تشتييت
في الوقت اللي انت جايب العدد ده من النجوم ومستخدم اقل اقل من تمن طاقة بعضهم زي جمال سليمان، والباقي جايبهم في مكان غلط زي جميل راتب
الموضوع مش انك تكون محتاج تحسب حسبة على آلة حاسبة عادية فتشتري كمبيوتر عشان تحسبها عليه.. لأ الموضوع اكبر من كده
الموضوع انك بعد ما تشتري الكمبيوتر تستخدمه غلط فتطلع الحسبة غلط
مش عايز اتكلم عن الله يرحمه عبد الحي اديب لأنه مات عن عمر يناهز الثمانين- وانتو عارفين اللي يوصل العمر صعب انك تسأله عن افعاله-من غير قلة ادب او تلميحات غير لائقة للناس اللي وصلو العمر ده -ربنا يديهم الصحة ويديمها عليهم ويصبرنا
مش عايز اتكلم عن المخرج عادل اديب وامكانياته المحدودة جدا
اللي كنت خايف منه جدا بعد فشل الفيلم ده-وده انا متوقعه وبشدة-هتكون سينما الانتاج الضخم في ازمة، لأن لحد دلوقت ده اضخم انتاج مصري-40مليون جنيه-وتقريبا الشركة الوحيدة اللي اقدمت علي النوع ده كانت جود نيوز
اللي كنت خايف منه اننا نفضل في الأفلام ذات الانتاج المحدود.. بالأضافة لسينما النجم الواحد
لكن اللي وصلت له في النهاية انه لايصح إلا الصحيح
كان فيه في دماغي مثلين
الأول من الفيلم الأجنبي سيريانا.. بتاع جورج كلوني
فكرت في بنية السيناريو المحكم الرائع اللي لوحده بتقول كل حاجة
مشهد النهاية للشاب الباكستاني راكب اللانش اللي فيه الصاروخ الأمريكي -اللي وصل للأرهابيين في عملية مخابراتية-.. عشان يخبط في السفينة الأمريكية اللي بيحتفلو فوقها بتوقيع عقد التنقيب عن البترول بين الحاكم الشاب الفاسد-بعد قتل اخوه الصالح-والشركا الامريكان اللي قدمو عقد اسوأ من العرض الصيني، لكن بسبب الفساد قدرو ياخدو الصفقة
المشهد لوحة رهيبة هما قتلوه في البداية وقفلو عليه كل السبل
وهو قتلهم في النهاية.. مين الجاني؟
التاني كان فيلم... فيلم ثقافي
فكرت في بناء الدراما على فكرة أزمة اليوم الواحد اللي حاول ليلة البيبي دول اللعب عليه.. هنا كانت الأزمة هي توفير شريط+فيديو+تليفزيون+مكان، عشان تتحل ازمتهم، وشتان ما بين التنفيذ الفني هنا وهنا.. شتان ما بين الفكر هنا وهنا، لما يلخص مشاكل الشباب كلها ويعرض خلاصتها في قصة بسيطة، مليئة بالجمل القوية الموحية زي.. العيب مش فيكو العيب في النظام.. والنبي ما تقولناش روحو عمرو الصحرا والكلام ده-طب ما هي كده عمرها ما هتعمر
المثال الأول ذكرته عشان اقول ان حجتنا القديمة بأن؛ معندناش انتاج ضخم زيهم عشان نعمل حاجات زيهم؛ انتهت.. الموضوع مش فلوس، طب ما هي الفلوس جت، عملنا ايه؟
زي ما قلت في مثال الكمبيوتر.. عندك جهاز زي بتاعه، عملت ايه؟
المثال التاني ذكرته عشان اقول ان العملية مش نقص عقول.. طب ما هو فيلم مصري اهو بإمكانيات بسيطة جدا قدر يعالج كمية كبيرة من المشاكل بشكل فني رائع
المشكلة ان احنا مغرمين بالأسماء الكبيرة حتى بعد انتهاء فترة صلاحيتها
بنتصور انه كفاية وجود فلان وعشان تاريخه الكبير كل حاجة هتمشي صح
فتخيل انت بقى لو جبنا فلان وفلان وفلان وفلانة وفلانة هيبقى ايه
لكن زي ما قلت
في وقت ما هنكتشف ان الكبير كبير بشغله.. وعشان يستمر يبقى لازم يقدم ما يستحق عليه الاستمرار
الكلام ده مش بس في السينما لكن... لكن خلينا كويسين وكفاية لحد كده