Friday, 13 June 2008

سفر


اعتدت أن أكتم عشقي. أن أؤثمه. ارميه بسلاح الخجل فيبقى هناك خلف قضبان الضلوع مترقبا.. ينتظر

الليلة ترحل. بعد العصر بساعة تحزم امتعتك، يمضي بك الطريق. ترسم الشمس قوسها في الفراغ وذاكرتك تعيد ميلاد تلك الصورة القديمة.. البركة يهجع إليها أبو قردان، أشجار المانجو والليمون. السيارة تطوي الطريق لا تلوي على شيء. تتمنى أن تطول تلك اللحظة إلى ما لا نهاية، لكنك تعلم أن عليك أن تنزل الآن

لكني لم أعلم- كنت خائفا أن أفكر في هذا-ماذا سيحدث مع الزمن. كل شيء يتغير.. كل شيء يتغير، فلم أعد أطمع في الكثير

تمسك الشعاع الأخير للشمس تهتدي به في طريقك.. ثم بأضواء المعدية البعيدة. تنزل.. فتهتدي بالنجوم. هي أرض غريبة عنك، ولكن منذ متى كانت الأرض غريبة؟! قد يكون من استعمروها غرباء.. لكننا نحن لا. تطأها قدماك كما وطأها الملايين عبر العصور.. كما وطئت أنت ملايين المرات ما ظننته أرضك. لكنه الآن صار غريبا عنك.. ليس الأمر لغزًا أو طلسمًا. أنت فشلت في التغير. فشلت في أن تمسك موسيقى النشاز. أن ترقص عليها، فلم يعد لك مكان هناك.

لم تعد هناك أرض بكر.. لم يكن هناك من الأصل، فهذا لا يجاوز أن يكون سوى محض خرافة. قد سكنها قبلنا ملايين الكائنات.. وسعتهم. لم تبخل عليهم. هم أيضا لم يبخلو عليها وتركو ارواحهم تحوم في فضائها

وسطهم أتمدد. افرد ذراعي على اتساعهما معانقًا السماء. لم يدخل الليل قلبي.. لم تدخل النجوم قلبي

تعلمين أن بالداخل خائفا يترقب. ينتظر يدك السحرية أن تنزعه من القلب. ليس القلب جسم اثيريٍ رقيق كما كذب الشعراء، هو ليس سوى عضلة قاسية تعمل بلا انقطاع.. زادها العمل جهامة وضجر، يحرس جوفها أوتار حادة رفيعة. تقطع أصابع من يفكر في الولوج، لكنك تعرفين الشفرات.. الكلمات السحرية.. التعاويذ.. تضغطين هنا وهنا وهنا. تبتسمين بتلك الطريقة، وعند أول نبرة من صوتك تنهار المزالج

لم يدخل الليل قلبي.. لم تدخل النجوم قلبي.. بل خرجوا جميعا وانتشروا في السماء


2 comments:

رضوى داود said...

بنمسي...
.
.
جميلة قوي
"لم تعد هناك أرض بكر.. لم يكن هناك من الأصل"
و كذلك
"لم يدخل الليل قلبي.. لم تدخل النجوم قلبي.. بل خرجوا جميعا وانتشروا في السماء
"

امتعتني
.
.
تحياتي

باسم المليجي said...

بنصبح
.
.
ربنا يجبر بخاطرك
.
تحياتي