كانت الفكرة إني اقدم ثلاث قصص. لثلاث كتاب.
اتكلموا في موضوع واحد على فترات متباعدة.
المشكلة إن القصص دي جمعتهم في الحياة الحقيقية.
فبقى في القصة وما وراء القصة.
أضرب لكم مثال.
سنة 2003 كانت سنة تخرجي. كنت يا دوبك مكتشف موضوع الكتابة في آخر 2002. على 2003 ابتديت اسأل نفسي السؤال اللي بسألوا لنفسي كل فترة: أنا بكتب ليه؟
وكل شوية أطلع بأجابة جديدة
وقتها كانت الإجابة.. بما إن اللي بكتبه صعب إنه يوصل للناس وإذا وصل احتمال كبير إنه ما يفرقش مع حد في حاجة.
طب خلاص اكتب لنفسي.
وكانت القصة اللي جاية.
دوائر من حنين
- الشمس تأتي من المشرق، تحديدا من خلف تلك العمارة العالية، ولكن العصافير تأتي من كل مكان. سوف تحط قليلا على شرفتنا كي تأكل من حبات الأرز الذي وضعته أمي لهم. نقرة نقرتان...ثم تطير.
- يوم الخميس الساعة الحادية عشرة والربع تخرج من المدرسة. تحس أن اليوم كله ملكك، ليس مثل يوم الجمعة يضيع سريعا ثم يكون عليك النوم مبكرا حتى تستيقظ للمدرسة. لابد أن أعود الآن للبيت سريعا حتى ألعب مع نفسي. أمسك بقطعة خشب كمضرب وكرة تنس طاولة خفيفة وأظل أضربها في الحائط.
- أصبحت مزعجا كثيرا، لم تكن كذلك عندما كنت صغيرا. الساعة الثانية بعد الظهر هو موعد فترة موسيقى الشعوب على البرنامج الموسيقى، كانوا يذيعون موسيقى صينية لهذا اليوم، كنت أرقد على الكنبة الأسطمبولي بحيث أواجه صورة الكعبة المشرفة التي تحتل أكثر من نصف الحائط . هناك ضوء هادىء ينبعث من شيش الغرفة شبه المقفل يعضده ضوء آخر من المنور. كانت الموسيقى هادئة و المغنون كأنهم يصلون، تماما كما تخيلتهم عندما رأيتهم على الأطباق الخشبية الصغيرة التي أضع عليها أكواب الشاي. أمسك بين أصابعي قطعة خيط أظل أكورها وأتخيل كائنات خرافية فيها.
- سعاد جارتنا تحب الأطفال. تأخذنا أحيانا في غرفتها لتلعب معنا، ساعة العصر كل الأطفال يلعبون سعداء و أنت تتظاهر بمطاردة الذباب لتجذب الاهتمام ! طفل ماكر، ولكن حتى أكثر الأطفال مكرا في العالم لن يفلت من يد الدهر. يكبر الأطفال وترتفع بينهم الحواجز شيئا فشيئا.في البداية ينشغلوا بعالمهم الجديد، ثم ما يلبثوا أن يحنوا إلى عالمهم المفقود.
- ساعة العصر مرة أخرى . تعود من مركز الشباب البعيد عبر شارع متحف المطرية. عالم جديد فيه البيوت منمنمة مثل الأكواخ التي كنت ترسمها في كراس الرسم. كلها من طابق واحد. الشرفات صغيرة الشوارع الداخلية صغيرة ، حتى أسماء الشوارع استبدلت بالأرقام.
- لكن آلا تخبرني ما الذي استهواك في الليل. ظللت لسنوات تنام بالنهار وتصحوا مع الليل. وما أن يلفك صمته حتى تجابهه بخلفية موسيقية مناسبة، علي ضوئها تذاكر أو تقرأ أو حتى تكتب حتى يطل الفجر.
- في الفجر كان ميلادي ويوم اكتمال أمومتك، تقولين هما من خرجت به من الدنيا وأقول أنت دنياي، أورثتني معظم ملامحي وتلك النظرة المحدقة في الفراغ, فصرت تعيشين بداخلي كتنويعة لحن واحد على ألآت مختلفة.تستيقظين كل يوم في الفجر لتصلى ثم تيقيظينا . تتحايلين على إسلام حتى يشرب كوب اللبن الساخن أما أنا فأطيع في صمت. ثم تسقين الزرع، وتضعين الأرز للعصافير الطليقة ، ولكن في ذلك اليوم. في ساعة الفجر بالتحديد، حاولت أن تقومي من الفراش. ولكن لم تستطيعي.
- في الفجر تدخل علي طفلة جميلة . أجمل طفلة في العالم "بابا مازلت مستيقظا" فأقول "تعالى لأعطيك" فتأتي وتقولي "ماذا ستعطيني؟" فأحتضنك و أقول "العالم ! ولكن العالم لا يكفى، خذي هذا القلم الرصاص" "وماذا أفعل به؟ " " تكتبين "...... " ماذا أكتب؟"
- تحت ستر الليل سوف تنمو جدائلك ، في صمت كما يليق بهدوء الليل ، وأحيانا في صخب كما يليق بشابة مثلك . تكتبين وتظلي تكتبين حتى يطلع عليك الفجر فتنظرين من الشباك مأخوذة بالضوء المباغت للصباح وتفتحي الشباك على إتساعه ليدخل منه ضوء النهار . تحط حمامه بيضاء لتلتقط حبات الأرز من علي سور النافذة وتنظر لك بعين حانية.
17/9/2003
سنة 2004 كنت قربت أخرج من الجيش وارجع لحياتي الطبيعية.
ولما رجعت لمكتبة الزيتون كان في واحد قرا القصة دي وعجبته.
الواحد ده كان اسمه كريم
وهو اللي هتناول قصته المرة الجاية
اتكلموا في موضوع واحد على فترات متباعدة.
المشكلة إن القصص دي جمعتهم في الحياة الحقيقية.
فبقى في القصة وما وراء القصة.
أضرب لكم مثال.
سنة 2003 كانت سنة تخرجي. كنت يا دوبك مكتشف موضوع الكتابة في آخر 2002. على 2003 ابتديت اسأل نفسي السؤال اللي بسألوا لنفسي كل فترة: أنا بكتب ليه؟
وكل شوية أطلع بأجابة جديدة
وقتها كانت الإجابة.. بما إن اللي بكتبه صعب إنه يوصل للناس وإذا وصل احتمال كبير إنه ما يفرقش مع حد في حاجة.
طب خلاص اكتب لنفسي.
وكانت القصة اللي جاية.
دوائر من حنين
- الشمس تأتي من المشرق، تحديدا من خلف تلك العمارة العالية، ولكن العصافير تأتي من كل مكان. سوف تحط قليلا على شرفتنا كي تأكل من حبات الأرز الذي وضعته أمي لهم. نقرة نقرتان...ثم تطير.
- يوم الخميس الساعة الحادية عشرة والربع تخرج من المدرسة. تحس أن اليوم كله ملكك، ليس مثل يوم الجمعة يضيع سريعا ثم يكون عليك النوم مبكرا حتى تستيقظ للمدرسة. لابد أن أعود الآن للبيت سريعا حتى ألعب مع نفسي. أمسك بقطعة خشب كمضرب وكرة تنس طاولة خفيفة وأظل أضربها في الحائط.
- أصبحت مزعجا كثيرا، لم تكن كذلك عندما كنت صغيرا. الساعة الثانية بعد الظهر هو موعد فترة موسيقى الشعوب على البرنامج الموسيقى، كانوا يذيعون موسيقى صينية لهذا اليوم، كنت أرقد على الكنبة الأسطمبولي بحيث أواجه صورة الكعبة المشرفة التي تحتل أكثر من نصف الحائط . هناك ضوء هادىء ينبعث من شيش الغرفة شبه المقفل يعضده ضوء آخر من المنور. كانت الموسيقى هادئة و المغنون كأنهم يصلون، تماما كما تخيلتهم عندما رأيتهم على الأطباق الخشبية الصغيرة التي أضع عليها أكواب الشاي. أمسك بين أصابعي قطعة خيط أظل أكورها وأتخيل كائنات خرافية فيها.
- سعاد جارتنا تحب الأطفال. تأخذنا أحيانا في غرفتها لتلعب معنا، ساعة العصر كل الأطفال يلعبون سعداء و أنت تتظاهر بمطاردة الذباب لتجذب الاهتمام ! طفل ماكر، ولكن حتى أكثر الأطفال مكرا في العالم لن يفلت من يد الدهر. يكبر الأطفال وترتفع بينهم الحواجز شيئا فشيئا.في البداية ينشغلوا بعالمهم الجديد، ثم ما يلبثوا أن يحنوا إلى عالمهم المفقود.
- ساعة العصر مرة أخرى . تعود من مركز الشباب البعيد عبر شارع متحف المطرية. عالم جديد فيه البيوت منمنمة مثل الأكواخ التي كنت ترسمها في كراس الرسم. كلها من طابق واحد. الشرفات صغيرة الشوارع الداخلية صغيرة ، حتى أسماء الشوارع استبدلت بالأرقام.
- لكن آلا تخبرني ما الذي استهواك في الليل. ظللت لسنوات تنام بالنهار وتصحوا مع الليل. وما أن يلفك صمته حتى تجابهه بخلفية موسيقية مناسبة، علي ضوئها تذاكر أو تقرأ أو حتى تكتب حتى يطل الفجر.
- في الفجر كان ميلادي ويوم اكتمال أمومتك، تقولين هما من خرجت به من الدنيا وأقول أنت دنياي، أورثتني معظم ملامحي وتلك النظرة المحدقة في الفراغ, فصرت تعيشين بداخلي كتنويعة لحن واحد على ألآت مختلفة.تستيقظين كل يوم في الفجر لتصلى ثم تيقيظينا . تتحايلين على إسلام حتى يشرب كوب اللبن الساخن أما أنا فأطيع في صمت. ثم تسقين الزرع، وتضعين الأرز للعصافير الطليقة ، ولكن في ذلك اليوم. في ساعة الفجر بالتحديد، حاولت أن تقومي من الفراش. ولكن لم تستطيعي.
- في الفجر تدخل علي طفلة جميلة . أجمل طفلة في العالم "بابا مازلت مستيقظا" فأقول "تعالى لأعطيك" فتأتي وتقولي "ماذا ستعطيني؟" فأحتضنك و أقول "العالم ! ولكن العالم لا يكفى، خذي هذا القلم الرصاص" "وماذا أفعل به؟ " " تكتبين "...... " ماذا أكتب؟"
- تحت ستر الليل سوف تنمو جدائلك ، في صمت كما يليق بهدوء الليل ، وأحيانا في صخب كما يليق بشابة مثلك . تكتبين وتظلي تكتبين حتى يطلع عليك الفجر فتنظرين من الشباك مأخوذة بالضوء المباغت للصباح وتفتحي الشباك على إتساعه ليدخل منه ضوء النهار . تحط حمامه بيضاء لتلتقط حبات الأرز من علي سور النافذة وتنظر لك بعين حانية.
17/9/2003
سنة 2004 كنت قربت أخرج من الجيش وارجع لحياتي الطبيعية.
ولما رجعت لمكتبة الزيتون كان في واحد قرا القصة دي وعجبته.
الواحد ده كان اسمه كريم
وهو اللي هتناول قصته المرة الجاية
4 comments:
اهلا باسم
مش عارفه بس هو احساس حلو اني اقرا قصة مكتوبة من زمن لحد معجبة كتاباته دلوقتي
منتظرة قصة كريم
جميله اوى القصه
شدتنى بالصور اللى عبرت بيها
هناك ضوء هادىء ينبعث من شيش الغرفة شبه المقفل يعضده ضوء آخر من المنور.
انا فعلا كنت بتخيل الأحداث
شفت القصه قدامى وانا بقراها
تحياتى ليك
بالنسبة لرضوى
أهو أديني نزلت قصة كريم عشان أكون وفيت بوعدي والحلقة الجاية إن شاء الله مع وليد. بس عالله أعرف اكتب نقد بجد، هو أنا كتبت نقد قبل كده عن النص المفاجأة بتاع المرة الجاية بس إن شاء أحدثه.
بالنسبة ل
princess dodo
شكرا على الكلمات
وأنا دخلت البلوج بتاعك هو جميل بس أكتر حاجة شدتني فيه هي نغمة الدخول، مش لأني بحب الفريق ده بالتحديد ولكن لأني مش عارف أعمل نغمة دخول عندي. هو كان مشروع في ذهني إني أعمل أغنية قصيرة تبقى خاصة بكل شهر، فلو ممكن تبعتيلي أسلوب تنزيل الصوت على البلوج.
Post a Comment