Friday 30 May 2008

كحلم يليق بأميرة




اليوم نلتقي مع شخصية مهمة. ستلعب دورًا مهمًا في تقدم هذا البلد- بالرغم من إنها ليست هداف سوبر، ولا حتى كلوبترا- بالرغم من ذلك مازلت تطمع بأن تلعب دورًا خارج المستطيل الأخضر بأن تدرب الطلاب على اشياء ليست لها أي علاقة بالحياة-مثل الفيزياء- وبذلك عندما يخرجون من معملها سرعان ما سيكتشفو الخدعة ويبدءوا في تعلم الحياة الحقيقة
يمكنك أن تطلق عليها اسما طويلا مثل ر.د
(R&D)Research&Development
أو
Rd
*وهو غاز الرادون النبيل المشع
هي تتصور نفسها أميرة.. لأنها تدرك حقيقة أن الثورة قامت وعلي اتجوز أنجي خلاص.. وتتخيل أنها تحلم كما يليق بأميرة.. دون أن تعرف أن الواقع قد يكون.. أحيانا يكون.. غالبا يكون.. أحلم من الأحلام

كحلم يليق بأميرة

هناك في الركن هي محاصرة. تتأملها العيون باستغراب.. بفرح.. بفزع.
حسنًا.. لن يأتي آينشتين كي يلقي معادلة سحرية وينقذك. "مشرفة" مشغول بتصحيح أوراق الطلبة، أما "هايزنبرج" فيقضي عطلة الصيف في "بورتو السخنة".. فماذا بإمكانك أن تفعلين الآن؟
--------------------------------------
في المرة الخامسة كان عليها أن تتخذ موقفًا.. موقفا حادًا واضحًا حازمًا.. فصرخت في السائق"على جنب يا اسطى". بالطبع لم يركن السائق، لا لكونه يضطهدها، ولا لأنه ممنوع الوقوف في تلك البقعة، ولا لأنه لا يسمع في العادة.. فقد توقف مباشرة عندما أكد أحد الركاب قولها بصوت مسموع"بتقولك على جنب يا اسطى
".
نزلت وهي تشعر بسعادة اتخاذ القرار. فقد استطاعت بعد أن ذهب بها الميكروباص للمرة الخامسة لحلوان ثم عاد للجيزة أن تصل للحل الأمثل- كي لا يشعر السائق بسخافة موقفه -بأن تخرج من الموقف دون أن تحرجه
.
الميكروباص التالي-والذي حدث أنه كان يتوجه للوجهة التي تقصدها- لم يكن يحمل لها أخبار سارة. فبعد أن ركبت بوقت قصير توقف الميكروباص أمام الجامعة لتركب جماعة من الشباب الرقيع، ولنكون أكثر دقة فهم شباب وشبات تربطهم علاقات الزمالة ويوحدهم البحث العلمي-باختصار كانت شلة- بيس يا بيبول؟
هناك في فضاءات العدم كانت هي تحدق بينما كان هناك أصوات خافتة تصر على اقتحام مسامعها(الأصوات لم تكن خافتة بالطبع، ولكن في فضاءات العدم تبدو الأشياء كلها صغيرة).. في البداية كانت اصوات ضحكات-حريمي على رجالي-"نفضت للدور" وأكملت مسيرتها الذهنية في الفراغ.. ولكن إحداهن قررت قطع حبل أفكارها وأخرجت المقص.. أقصد الموبايل. ضحكت ضحكة رقيعة بينما كانت تنظر لها بشماتة ثم بدأت التشغيل بأعلى صوت:
**سامحيني لازم اربيكي.. لازم اربيكي
وبرضه لسه بتغلطي!!.. طب والله ما أنا راجع تاني
ولو وقفتي على إيديكي.. على إيديكي
كانت تلك الكلمات كفيلة برفع ضغط دمها.. مما أدى لخروج بعض الدخان من أذنيها ثم سدتها بسماعات إم بي تلاتة على أغنية لوجيه لذيذ
" قول معايا.. قول بجد.. هيا عيشة ولا موتة ولا فوتة ف حارة سد"
عادت لعالمها لمرة ثانية وهي تحدق في العيون الغريبة والعيون الغريبة تحدق فيها
.

---------------------------------
كان من السهل عليها أن تلتقط تلك العينين من وسط باقي عيون الطلاب في لجنة الامتحان. أحد الشباب تزوغ عينيه على أوراك.. أقصد أوراق زميلته. "بص ف ورقتك" نظر لها بعينين مندهشتين
وإنتي مالك؟
ازدادت دهشتها:نعم؟!!!
خليكي ف شغلك أحسن
طب ما هو ده شغلي
يا فتاح يا عليم، هو لازم كل يوم؟
وبمنتهى العصبية التي استطاعت الوصول لها
بص.. لو مبصتيش ف ورقتك.. لو مبصتيش ف ورقتك.. أنا.. أنا.. هنقلك لمكان تاني ف اللجنة
نظرت لها زميلته التي كان ينقل منها: ما تتعبيش نفسك.. هو هيغش في أي مكان في اللجنة دي أو اللجان المجاورة.. إنتي ماتعرفيش ده ابن مين؟
وكأنها ضغطت على الزر السحري الذي قلب كل شيء

: نعم نعم.. الكلام ده مش معايا.. الكلام ده مش معايا.. بره.. بره.. بره
بالطبع كان الموقف الدرامي في ذروته، مما يحتاج إلى ملطف للجو.. يدخل رئيس اللجنة- الرجل الطيب ابن الناس- ومعه سبراي معطر يرشه على الموقف
إيه يا بنتي فيه إيه؟
الكائن ده فاكر نفسه فوق القانون عشان ابن معرفش مين ف البلد
نظر له الرجل الطيب طويلا.. ثم خلع النظارة ومسح زجاجها.. أعاد ارتداءها
ليه بس كده يا بني؟ بص ف ورقتك أحسن
ثم انصرف... بــــــــــــ هـــــــــــــ وووووووووووووو دددددددد ء
يعاود الطالب ابن الناس النظر في ورقة زميلته وهو يبتسم بشماتة ويدندن.. سامحيني لازم اربيكي.. اربيكي.
ازداد خروج الدخان من أذنيها. جرت خلف الرجل الطيب وفي اثناء ذلك تعثرت بآخر مخرجًا شريحة من الورق عليها مختصر للمنهج-برشامة يعني- أخذتها منه وهي تواصل عدوها
يستوقفها الطالب بلهجة ريفية
حلفتك بالنبي الغالي ماتوديهاش
يعني هو ده كلام النبي اللي بتحلفني بيه؟
إلهي ما يوقفك ف لجنة
طب ما أنا واقفة في لجنة
يتدخل أحدهم: قصده لجنة مرور
أه.. أصل أنا امبارح وأنا نازل الجامعة وقفت ف لجنة ما سبونيش إلا النهاردة عشان ألحق الامتحان وارجع أقف هناك تاني أول أما أخلص.
طب ومنزلتش بدري ليه عشان تلحق توصل؟
أصل أمي كت عمالة تنازع من يومين ومش عاوزة تخلص
تشير لأحدهم: حد يترجم
يتدخل طالب آخر: قصده كانت بتودع، لكن الظاهر الموضوع كان صعب عليها عشان مش مذاكرة كويس فاستدعو المحروس عشان يخلص عليها
فعلا يا بني أنت تخلص على بلد
خصيمك النبي ما أنتي رايحة. أصل أبويا اتجوز على امي
تبدو ملامح الحيرة على وجهها: وده إيه علاقته بأي حاجة؟
ينظر لها ببلاهة: إزاي؟ بقولك أبويا.. أمي.. إخواتي
يتدخل طالب ثالث: ما تتعبيش نفسك مش هتفهمي حاجة.أهو فصل مننا أهو
يتدخل رابع: امبارح كان ابوه هو اللي بينازع وأمه اللي بتتجوز على ابوه
تكمل عدوها باتجاه الرجل الطيب
يا دكتوووووووووووووووووووووور
إيه يا بنتي؟ عاملة دوشة ليه؟ عاوزين الأولاد يركزو
يا دكتور دول بيركزو في الغش مش ف الإجابة.. بص البرشامة دي
يتحرك معها باتجاه الطالب المذعور ممسكا البرشامة
دي بتاعتك يا أبني؟
يجيبه بذعر: ولا أعرف حاجة عنها يا بيه
يا ابني هو أنا مسكتك بسجارة بانجو.. دي برشامة وده عادي جدا في الامتحانات.. يعني انتو هتلاقوها منين ولا منين.. هه قوللي البرشامة دي بتاعتك؟
بصراحة يا بيه.. الكدب خيبة. ديه واخدها سلف عشان فيها نص المقرر، لكن بقية المنهج أنا مبرشمه بنفسي ولسه ف جيبي
: طب هات البرشامة التانية
يخرجها الطالب الطيب ويناولها لرئيس اللجنة الطيب الذي يربت على كتفه
: خلاص يا ابني ما تعملش كده تاني.
وينصرف بــــــــــــ هـــــــــــــ وووووووووووووو دددددددد ء
يبتسم الطالب الطيب بشماتة وهو يخرج البرشامة الاحتياطية وهو يدندن..
سامحيني لازم اربيكي اربيكي

وأكد شهود العيان أنه قبل أن يغمى عليها قالت جملة واحدة
إيه اللي بيحصل في البلد ده؟

---------------------------------------
تفتح عينيها على نفس الأعين.. الطالب أبن معرفش مين قد نبتت له دبابير ذهبية في كتفيه ويبتسم لها بشماتة
تبادره: قبل ما تبتدي تسألني أي سؤال.. أنا عاوزة أعرف هو ليه كل الناس بتبسم ليا بشماتة من أول القصة الهباب دي؟
يبتسم لها هذه المرة بسخرية..
صوت طرقات على الباب يدخل الطالب الطيب حاملا لصينية المشروبات وعلى كتفيه حديدة الصول
تفتح عينيها وتغلقهما
ده حلم مش كده؟
وليه يكون حلم؟ أحيانا الواقع بيبقى أجمل من الأحلام
:وهو ده أجمل؟
المسألة نسبية يا دكتورة.. الأجمل بالنسبة لي مش شرط يبقى الأجمل بالنسبة لك
: طب فسري لي الدبابير اللي طلعت لك دي مرة واحدة.
ولا حاجة.. بعد ما اتخرجت من الكلية ملقتش حاجة اعملها فدخلت شرطة
: يا سلام.. ولحقت تخلص؟
طبعًا.. إنتي اللي علمتينا إن الزمن نسبي.
: بس الكلام ده قرب سرعة الضوء
واحنا اللي سبقنا الكهربا
كادت ان تعترض لولا دخول شخص ضخم الجثة عريض المنكبين اللذان ينوءان بحمل عدة نسور ونجوم وحدادي-جمع حداية
ينظر لها بشماتة ثم ينظر للطالب الطيب بسخرية
افتح المحضر يا حلاوة

---------------------------------------------
س: ما هي أقوالك فيما هو منسوب إليكي؟
ج: إللي هو إيه بالظبط؟
يقرأ من ورقة أمامه بملل: لما صرختي في اللجنة وقولتي" إيه اللي بيحصل ف البلد ده؟" ما تحاوليش تنكري الواقعة مثبتة بشهود العيان.
واقعة إيه أنا مش فاهمة حاجة؟
اكتب عندك.. وادعت المتهمة البلاهة.
ثم يميل عليها ويهمس: ومادمتي مش فاهمة حاجة بتعقدي الطلبة في حياتهم ليه؟
س: مين اللي وراكي؟
ج: هو إعلان بيبسي؟
بصي استظراف مش عاوز.. أنتي بقى تبع ستة إبرايل ولا خمسة مايو ولا تكونيش تبع خمسة وعشرين ديسمبر
هه! هو أنا مواليد تلاتة وعشرين إبريل.
اكتب عندك: وقد انشأت المتهمة- المدانة بإذن الله- تنظيما جديدا
س: وما هي الجهات التي تمول الشبكة؟ بصي ما تحاوليش تتهربي لأننا مراقبين كل قرش داخل لك.
ج: هو ممكن لما ف آخر الشهر تزنق معايا استلف من ماما لحد أول الشهر.
اكتب عندك الممول اسمه ماما.. ويا ترى ده اسمه الحركي ولا الكودي؟
س: آخر سؤال.. ليه دخلتي القسم ده من أصله.. 1-عشان تتوظفي 2-عشان تدي دروس خصوصية 3- عشان تعقدي الطلبة الغلابة؟
:مفيش حل رابع إني أكون مؤمنة بده؟
للأسف.. لأ

-----------------------------------------
يقودها شاويش قصير القامة عريض المنكبين. لا تدري لماذا يطأطىء رأسه في الأرض.. تركز على ملامحه فتجده يحاول أن يكتم ملامح الشماتة بعيدًا عنها-تنفيذًا لأوامر المؤلف-لكن هذا لا يمنعه من أن يدندن..
معلش لازم اربيكي.. اربيكي

يفتح باب الحجز لتجد نفس الشلة الميكروباصية الفرحانة ينظرون لها بشماتة-في هذه المرة خرج الموضوع عن سيطرة المؤلف- تقترب أحداهن منها
دلوقت معاكيش إم بي تلاتة ولا اربعة يا قطة
وأخرى: لن ينقذك وجيه لذيذ منا اليوم
وثالثة: والحاج بيتهوفن مدفوس في الدلنجات
ورابعة: قولو معايا يا شعب.. حلوة يا بلحة يا مقمعة شرفتي اخواتك الاربعة
ثانـــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــة واااااااااااااااااااحددددددددددددددددة
هو أنا كنت عملت لكم ايه؟
يجيبها احدهم ببراءة: ولا حاجة.. مشكلتك إنك مش قادرة تفهمي لحد دلوقت إنه زي فيه مدارات محددة للألكترونات.. فيه أنماط محددة للحياة.. الأنماط دي اتحددت من زمن، لكن الظاهر إنكم في معقكلم الفضائي لسه المعلومة دي مش وصلتكم
تقترب منها إحداهن.. تقرب منها علبة سجائر
عشان غلاوتك عندنا فدي كل النواع المتوفرة من الأوربيتالات
الأوربيتال إس.. دماغ شعبية. صناعة محلية، زي الأتوبيس ساعة الضهرية
الأوربيتال بس.. دماغ مستوردة. بس تفقيلة مصرية، زي المترو والناس مهوية
الأوربيتال اس بس تو.. مستورد أصلي.. زي حادثة على الصحراوي.. ست سبع عربيات مهشمين والدماغ ف حتة تانية
وأخرى تعطيها ولاعة: ما تتكسفيش احرقي صدرك
وثالثة تقرب كبريت: ده بقى احسن من الولاعة.. شاحح من السوق دلوقت
تتراجع بظهرها للخلف.. للخلف
في الركن تقف محاصرة. تتأملها العيون باستغراب.. بفرح..
بفزع تدير وجهها للحائط. تخرج طباشيرة وتبدأ في الرسم.. ترسم
Manifold
تغمض عينيها وتدخل فيه.. تسبح بداخله مع ***ممتداتها الأليفة.. تكتشف أبعادا جديدة لا يرونها

--------------------------------------
تفسيرت لبعض الكلمات
* معلومة كيميائية غير صحيحة فرمز الرادون هو
Rn
ولا يوجد شيء اسمه غاز نبيل مشع، فكلها عناصر خاملة
**كلمات الأغنية مقتبسة من مقال كتبته المذكورة تحت عنوان- انحدار مستوى الإبتذال- العنوان نفسه مشكلة
*** الممتدات هي-بالصلاة على النبي- حاجة في الرياضة والتي أجهل أي شيء عنها، لكن أؤكد لكم إنها تعيش داخل الماني فولد مع المواطنة المذكورة

Saturday 24 May 2008

عود على بدأ

فليكن..
عدنا إليكم

وبعد:
أعتقد أني مدين لكم- زواري الافتراضيين- ولنفسي بتفسير.. لماذا انقطعت، ولماذا عدت.. لماذا غيرت عنوان المدونة مرة أخرى؟
انقطعت بسبب ضيق الوقت
عدت بالرغم من موضوع الوقت لم يحل
لكنني اكتشفت أنه لن يحل أبدًَا. ستظل الموضوعات في رأسي لفترة طويلة دون أن اتمكن من كتابتها. وفي النهاية عندما تكتب ستظل بشكلها البدائي دون تنقيح.. مما يستفزني تجاه نفسي.
من هنا فكرت في أن عنوان "ارتجالة" سيكون هو الأنسب للمدونة.. ولكن العزيزة هناء كامل استولت على هذا الاسم منذ فترة طويلة.
وعندما نظرت ثانيا للتدوينات السابقة احسست أنها ليست أكثر من خربشات على الحائط.. دفتر مذكرات تكتب فيه خواطرك.. تعليقاتك على الأحداث والناس.. مقتطفات أعجبتك. فكرة الكتابة كلها ذكرتني بعنوان كتاب لإبراهيم عبد القادر المازني- الأديب الكبير الذي لم يحصل على حقه من الاهتمام – كان اسمه"حصاد الهشيم" العنوان أكثر من رائع كأغلب عنوانين كتبه- وعنوان التدوينة مأخوذ منه أيضا- فكرت أن هذا الاسم "حصاد الهشيم" هو الانسب لي، ولكن مرة أخرى فهو نحت خاص بصاحبه
ثم عدت للتفكير في مدار الموضوع كله.. الوقت
من أجله توقفت. بالرغم منه عدت.. كتابتي كلها ليست سوى محاولة لمراوغته. سرقة لحظات منه تحفر في خلالها نقشًا.. ربما تعود له فيما بعد. تنظر له وتقول.. أكنت أنا من كتب هذا الكلام!!!؟
لا أحد ينتصر على الزمن.. لا شيء يبقى.. الكل يتغير.. نكبر بأسرع مما ندرك.. كل دقيقة خطوة بتجاه الفناء.. نحترق كأوراق صحف قديمة صفراء.. تنتشر النار فيها لحظيًا.. تلتهمها بشراهة، تتوهج لحظة وفي لحظة تصير إلى الرماد.. تتذرى في الهواء
وللمفارقة لا تعيش سوى تلك الكلمات.. حصادًا للهشيم

رحمك الله يا مازني