ذلك أنه في يوم من الأيام كان هناك طالب أزهري صغير- وفي ذلك الوقت لم يكن هناك من معهد للدرس سوى الأزهر، فلا تحسبن هذا الكلام طعنا فيه – قد زهد العلم لما لاقاه هناك من إغفال الفهم وتقديم الحفظ، وهو الحال الذي مازلنا عليه حتى يومنا هذا؛ ولا يبدو أن لنا أمل في الخلاص منه في المستقبل القريب
ترك العلم وذهب إلى قرية بها بعض أقاربه ليقضي حياته في اللهو والبطالة. إذا نظرنا لتصرفه هذا لقلنا هذا هو طيش الشباب أو إن عقله مازال كالأطفال، لايطيق قيود التعليم.. ولكن
لكنه يقابل هناك الشيخ "درويش" رجل قد حصل مباديء العلوم ثم عمل في الزراعة كغيره من عامة الناس.. قابل الطفل - الشاب هذا الرجل الذي حاول إغوائه للمطالعة والتعلم. وهنا يروي ما حدث معه يوما بيوم
في أول الأيام طلب الشيخ منه أن يقرأ عليه بعضا من الكتب، لكنه قال له"أني لي أن أفهم ولم أحصل من العلم شيئا؟" فرد عليه"إذا أقرأ معك" وكانت تلك هي البداية.. ظلت نفسه تنازعه يومين حتى أتى الثالث وتعلقت نفسه بالكتب وبالرغبة في الفهم. وهذا ما أريد قوله: أنه داخل كلا منا هذا الطفل- الشاب الذي يريد المعرفة وتنازعه نفسه لللعب والبطالة، فإذا ما جذبت طرف خيط الفضول كرت معك فيه.. لكن هذا لا يصلح سوى فترة من الزمن بعدها قد تزهد النفس المتقلبة الأمر كله.. ولكن
لكنه يصل لليوم السابع حيث يكشف له ذلك الرجل البسيط تلك الحقيقة البسيطة.. أننا لو كان كل هؤلاء الناس مسلمين حقا لما فعلوا كما يفعلون
هنا عرف طريق الحق، ولكنه كان محتاجا للعلم كي يسلكه. وهكذا وقع في الفخ.. وسار في طريق العلم
سؤال الحلقة: عن من نتكلم؟