Saturday, 29 December 2007

need some sleep


في رأيي الشخصي الكثير من أفلام الكارتون الجديدة لم تصنع للأطفال. كونها تحمل العديد من القيم البعيدة عن إدراكهم في هذا العمر. واحد من أوضح هذه الأمثلة في رأيي هو "شريك" فقامت فكرته ليس فقط على السخرية اللاذعة من قصص الأطفال الشعبية القديمة وشخصياتها، بل على قلب النظرة التقليدية من الأمير الوسيم الذي ينقذ الأميرة من الوحش ويعيشا في سعادة للأبد. لم يعد هنا الأمير هو البطل.. بل الوحش.
في الجزء الأول ومعظم الثاني يمكنك أن تتكلم عن إن الفكرة هي أن الجمال الحقيقي في الروح، ولكن تلك الفكرة أيضا استهلكت من قبل في "الجميلة والوحش" بكل أشكالها التي عولجت بها. فتكون مفاجأة الجزء الثاني هي أن الأميرة ترفض هذا التحول وتصر على شكلها كغولة. وكان الجزء الثالث تاكيدًا على تلك الفكرة.. بأنه ليس من الواجب أن تتغير أشكالنا(كما في الجميلة والوحش) لكي نكون جيدين في عيون العالم.. لكن القضية هي كيف نرى نحن أنفسنا

أما ما أدعيه أنا من بعد هذه القيم عن مدركات الأطفال، ليس في صعوبة الأفكار بقدر ما في طريقة توصيلها، فهو هنا يوصلها عن طريق قصة حب رومانسي بكل ما فيها، وحتى يصل في الجزء الثالث لأن يتكلم عن خوف الأزواج من تحمل مسئولية الأطفال

أذكر أثناء مشاهدتي للجزء الثاني أغنية قصيرة كنت أشغل الفيلم عندها وأظل أكررها.. هذه الكلمات.. بهذا الصوت.. بهذا الحال(حالة الحصار بكل ما لن تكونه) لم تكن حالة لطفل
بل كانت تتكلم عني


I need some sleep

You can’t go on like this

I tried counting sheep

But there’s one I always miss

Everyone says I’m getting down too low

Everyone says you just gotta let it go

You just gotta let it go

You just gotta let it go

I need some sleep

Time to put the old horse down

I’m in too deep

And the wheels keep spinning round

Everyone says I’m getting down too low

Everyone says you just gotta let it go

You gotta just let it go

You gotta just let it go

You just gotta let it go

You just gotta let it go

You just gotta let it go

Tuesday, 18 December 2007

سرقة علنية أو تماس


"أنا لم أخفْ الظلام فأحَبني. وصرتُ أمشي فيه وحيدة فيحبني ويبعدني عن العالم في مساربه الخفية. حيث استأنس بنفسي وصوت أنفاسه الهادئة. وطلع القمرفقال لي: (حيث كان القمر يستطيع الكلام وقتها) هل تحبيني؟ قلت: نعم أحبك أنت أيضًا.
فغار الظلام وقال: لكنني أنا الأصل فاختاري بيننا.
فاخترتُ الظلام"

في البدء كان الظلام، ثم التقاء العيون
قمر أحمر مسلوخ يعتلي هامة السماء. يقرب منها (أنا الأخرى) كوبًا من العصير المثلج. يحاول الابتسام فيفشل فيعيد لمس الدبلة الفضية في بنصره.

"قالت لي الأزهار: أزهار النرجس تكذب. هي ستعدك بفرح حزين لا نهاية له، لكنها تكذب وستتركك وحيدة. ستخدعك زهور الخشخاش بجمال مبهر ما يلبث أن يذوى.
قولوا لي أي الزهر أختار؟ -
قلن: هذا اختيارك.
فاخترت زهور الحائط(فقط أراقب في صمت)"

قال لها(لي): آلا تتكلمين.
قالت:لقد قلت كل ما أبغي فتكلم أنت.

"في الخريف كانت الخماسين تأتي لتلعب معي. كانت رياح شقية تعسة. صفراء غاضبة. تبغي اللاشيء فتظل تدور في دوائر في دوائر"

السكر في فنجانه يدور في دوائر في دوائر وهو يضيف المزيد. يكرر الكلام يكرر الكلام، لكنه يصطدم بحاجز زجاجي رهيف. رهيف لدرجة أنك لن تره. تنمو بلورات الثلج عليه بشكلها الشجري. تسري فروعًا ثم غصون ثم غصون أدق فغصينات تتلاقى مع غصينات. تتلاقى أيدينا. تتشابك أصابعنا. غصينات أتت من غصون غصون أتت من فروع وفي المركز قبع الجليد. نقاط بيضاء كثيرة تنمو على السطح الزجاجي الرهيف حتى خشيت أن يراه.
غدًا نتقابل بعد العمل-
غدًا أذهب لزيارة أمي -

إذًا نذهب معًا-

"إذا ما ابتعدت عن العالم طوال الشتاء. وتركت جسدي لليل يحفظه لي ريثما أعود. وصعدت سلمي الفضي وحادثت النجوم. حديثنا التافه الشيق الدافيء. ثرثرة الليل الطويل الطويل. فنعسن ونعستُ إلى أن ينقضي الشتاء ويبدأ الربيع. وإذ بي فجأة أصحو في منتصفه.. يدهشني الصخب"

قال لها: هذا أغرب مكان يمكن لخطيبين أن يذهبا إليه.
قالت هي لا شيء. توغلا في المقابر في صمت، وعند النخلة الوحيدة هناك دخلا.

"قال لي الليل: غدًا أعلمك حيلة جديدة. قلت: بل الآن وإلا ذهبت للقمر. قال: حسنا، ولكنك التي اخترتي. سأعلمك كيف تموتين"

قالت هي: هنا كل شيء يساوي اللاشيء فتَعلـﱠـمْ.قال: أخاف عليك الحزن. قالت: لكن الحزن هو الحقيقة.

"رأي الصيف نفسه في فأعجبته فتوته. أضفى ناره إلى وجنتاي، إلى شفتاي، إلى جسدي، فاستعرتُ إهاب الشتاء كي أنجو"

في الشارع قالت له: الآن سأعلمك حيلة جديدة. قذفت بنفسها أمام سيارة فقذف بنفسه خلفها.
قالت: لما فعلت هذا؟
قال: لا أعلم.
قالت: أنا أعلم.
تعانق الدم المنساب من بين أصابعهما، فتشرخ الزجاج وانهار دفعة واحدة.

قال لي الليل: الليلة أرحل".
قلت: ابقى معي.
قال: لقد سال الدم منك وصرت امرأة. ما عاد بإمكاني البقاء، لكني سأترك الشتاء كي يحميك.

حتى يأتي رجل ويكسره".

قلتُ له: الآن قد طلع القمر.
قلتُ له: الآن أحِبني.

17/12/2007
5:34 ص

Saturday, 15 December 2007

أربعة سيناريوهات لمشهد واحد


لماذا تشعر بالوحدة ..
ولديك سرير بهذا الاتساع ،
وعلى مرمى بصرك ..
سماء واطئة من الجير ،
تتجول فيها بعينيك السارحتين ،
لتكتشف - ما شئت - من بورتريهات ناقصة
لغرباء مسالمين
وحروب صامتة لا تنتهي ؟.

اللعاب المر

وحدي أسير الآن على الشواطئ وقرب
المتنزهات
أحك الهواء بصدري العاري ..
لأجلو الصدأ عن أحضاني

لكم راودني كثيرا حلم طاقية الإخفاء
لا لأسطوَ على خزانة بنك
ولا لأتلصّص على ما يقوله أصدقائي عنى
عقب رحيلي
فقط : لأطمئن على صمود وجه ( عفاف )..
أمام التجاعيد



تحت الشجرة

ذهب أصدقائي إلى البحر ..
وتركوني وحيدا ..
بجوار ملابسهم وأحذيتهم.
أصدقائي مجانين
,يلعبون بعنف
،يرشقون بعضهم بجرادل الماء
،وقراطيس التراب
,ولكنهم في النهاية طيبو القلب.
أنا تحت الشجرة
أقرأ , وأفكر في الحياة والموت
أنا فيلسوف الشلّة..
المُقعد الذي يحب الجميع
ولا يكرهه أحد
المُقعد الذي أحب مُقعدة
تحت الشجرة بعيدة
تدور حول نفسها مهوّشة الشعر
تتطاير من لسانها رغوة بيضاء
ولا تراني
وكان شاعرا ينادي علي شاعره داخله ورحل وترك النداء والطلب

مرآة الشاعر

أيها الشاعر:
انتبه
هل ستخرج على هذه الصورة؟!
هل ستخرج من وكرك قاصدا المدينة
هكذا
الن تنتهي أولا من القصيدة التي بدأتها
لتوك؟
أنت أيها الهارب..
من تظن نفسك؟
أتظن أنك قادر على الفرار، ثم الفرار
،هكذا إلى الأبد!


أسامة الدناصوري